أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
الأوسكار .. «حفنة من العنصريين»
27 يناير 2016
رشا عبد الوهاب

«نحن حفنة من العنصريين.. والدولة بأكملها دولة عنصرية».. هذا ما أكده الممثل والمنتج الأمريكى دانى دى فيتو عندما تحدث عن الجدل المثار حول جوائز أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة «الأوسكار»،


بعد إعلان عدد من الممثلين السود مقاطعتهم الجائزة التى وصفوها بالبيضاء، وذلك فى إشارة إلى عدم دخول أى من أصحاب البشرة الملونة ضمن المرشحين للجائزة المقرر إعلانها فى فبراير القادم. وفى إشارة ذات مغزي، اغتنم كل من المخرج سبايك لى والممثلة جيدا بينكيت سميث ذكرى مولد مارتن لوثر كينج لإعلان مقاطعتهما حفل توزيع جوائز الأوسكار.



وفى ظل هذه الضغوط من انسحاب النجوم السود وانتقادات بالجملة، وبعد انضمام مزيد من المشاهير يوما بعد يوم للمقاطعة، بينهم المخرج مايكل مور، أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية عن تغيير تاريخى من أجل التنوع، وذلك بمضاعفة عدد أفرادها من النساء والمنتمين للأقليات بحلول عام 2020.



ووفقا للمعايير الجديدة للأوسكار، سيسحب حق التصويت لتحديد الفائزين بالجوائز من الأعضاء الذين لم يعملوا بنشاط فى صناعة السينما فى العقود القليلة الماضية.



ووفقا لتقرير لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، فإن عددا أعضاء الأكاديمية حوالى ستة آلاف شخص، أغلبهم غير معروفين، 94% منهم البيض و77% رجال، وذلك على الرغم من أن رئيسة الأكاديمية شيريل بون أيزاكز، من أصول إفريقية.



شيريل، من جانبها، أكدت أن الأكاديمية ستكون سباقة وتبدأ بالتغيير ولن تنتظر صناعة السينما لتلحق بها، وأن هذه المعايير الجديدة حول هيئة الحكام والتصويت سيكون لها تأثير فورى وتبدأ عملية تغيير ذات مغزى للعضوية.



وكانت بورصة التكهنات تشير إلى دخول كل من النجمين إدريس ألبا عن فيلم «وحوش بلا وطن» وويل سميث عن «كونكشن» ضمن المرشحين لنيل جائزة هذا العام، لكن قائمة الأفلام التى أعلنت الأسبوع الماضى خلت من اسميهما. وعلى الرغم من أن النجوم السود من أمثال سميث وزوجته جادا بنكيت سميث وسبايك لى قاطعوا الجائزة، إلا أن مشاهير من البيض إنضموا إليهم بينما انتقدهم آخرون. ومن بين المتضامنين مور ومايكل كيتون وداستن هوفمان، الذى قال إن قائمة المرشحين البيض فقط تمثل العنصرية فى المجتمع الأمريكي، بينما أكد ويل سميث أن هناك إتجاها رجعيا ناحية الانفصالية وعدم التناغم العرقى والديني، وهذه ليست هوليوود التى أريدها. بينما أشار ممثلون من البيض إلى أن هذا النقاش يعد عنصرياً ضدهم، ومن بينهم الممثل البريطانى مايكل كاين والمرشحة لجائزة الأوسكار هذا العام شارلوت رامبلينج، والتى عادت واعتذرت وتراجعت عن هذه التصريحات.



السؤال الذى يطرح نفسه: هل تنجح تغيير قواعد المسابقة فى حل هذه الإشكالية العنصرية؟ الإجابة ببساطة أن ما اتخذته الأكاديمية مجرد خطوة أولى على الطريق، لكن الأزمة الأكبر أن القوة العظمى فى العالم تعانى من العنصرية، وهو ما ظهر بشكل واضح خلال السنوات القليلة الماضية، على الرغم من مفارقة أن أمريكا انتخبت فى 2008 باراك أوباما أول رئيس أسود فى تاريخها.