لا أدرى إذا كان يعرف أن أباه رحل شهيدا أم لا!! لا أدرى ماذا سيفعل فى اللحظة التى يكتشف فيها أن والده نال شرف الشهادة مدافعا عن طفله وعن كل أطفال مصر بل مدافعا عن مصر كلها، وأن مصر تعيش بشهادة هؤلاء الأبطال.
.. لا أدرى أى لحظة سيعرف أن أباه شهيد.
.. ولا أدرى بماذا ستجيبه أمه فى كل لحظة يسأل فيها (بابا فين؟!).
لا أدرى .. ولا أدري.. لكن المؤكد أنه طفل رضيع عمره ثلاثة أشهر ابن الشهيد الرائد محمد أمين الحبشي.. هذا الرضيع أجابت عيناه عن كل الاسئلة الآتية دون أن ينطق بها لسانه.
{{ اسمك ايه؟!
...................
{{ عنوانك ايه ؟!
...................
{{ بابا بيشتغل ايه ؟!
...................
{{ ايه اللى حصل مع بابا ؟!
...................
{{ لماذا ؟!
...................
{{ هل تعرف أن بابا مات دفاعا عن العزة والكرامة ؟!
...................
{{ هل تعلم أنك كنت فى حضن الرئيس يوم عيد الشرطة ؟!
...................
{{ ماذا تقول لنفسك عندما تكبر وترى صورتك مع الرئيس ؟!
...................
{{ عن ماذا كنت تبحث بعينك داخل قاعة الحضور أثناء الاحتفال ؟!
...................
{{ هل كنت تبحث عن بابا وسط الذين يرتدون البدلة الميرى ؟!
...................
{{ متى ترسم البسمة على وجه ماما ؟!
...................
{{وبماذا تفسر نظراتها اليك والدموع لا تفارقها؟!
...................
{{ ومتى تجعلها تخلع الملابس السوداء التى ارتدتها مبكرا ؟!
...................
{{ ما الذى يدور بذهنك وأنت تنظر بصمت فى غرفة نوم بابا.. ترى ملابسه.. وكل اشيائه وتشم رائحته فيها؟!
...................
{{ ماذا تقول لأصدقائك وزملائك بالمدرسة عن بابا ؟!
...................
{{ لو طلبت من الرئيس شيئا وأنت فى حضنه.. ماذا كنت ستطلب ؟!
...................
{{ ما الرسالة التى تقولها لـ »بابا« ؟!
...................
{{..وماذا تقول لمن حرموك من بابا؟
...................
{{ هل تخاف من الأيام ؟!
...................
{{ ماذا تقول للتاريخ؟! وماذا يكتب التاريخ عن بابا ؟!
...................
{{ هل ستصبح ضابطا مثل بابا ؟!
...................
{{ من الذى حرمك أنت وأطفال مصر من تذوق حنان الأب ؟!
...................
{{ أخيرا .. أمنيتك الوحيدة ؟!
نفسى أعيش فى حضن بابا