أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
خديجة عريب .. مغربية تترأس البرلمان الهولندى
25 يناير 2016
هدير الزهار
خديجة عريب

بعدما نجحن فى تبوء العديد من المناصب الهامة والمراكز المرموقة خارج حدود بلادهن.. لاتزال المغربيات المهاجرات يثبتن يوما بعد يوما تفوقهن وقدرتهن على الفوز بأهم المناصب .. ولعل آخر مثال على ذلك خديجة عريب، التى أصبحت حديث وسائل الإعلام العربية والأجنبية مؤخرا، بعدما فازت بلقب أول سيدة مسلمة من أصل عربى تشغل منصب رئيس البرلمان الهولندى، وذلك بعدما حصلت على تأييد 83 عضوا من أصل 134 عضوا.


وتمثل خديجة- 55 عاما- حزب العمال، الذى يعد ثانى حزب فى البرلمان عقب الحزب الليبرالى الذى يتزعمه رئيس الحكومة مارك روتين، ويشكلان معا التحالف الحاكم حاليا. ولدى خديجة سجل طويل من العمل السياسى جعلها مؤهلة تماما لتولى مثل هذا المنصب، وبعيدا عن السياسة فقد نالت شهرتها أيضا من العمل الاجتماعى الذى ركزت فيه على محاربة العنصرية والتمييز، خاصة الذى يتعرض له المغتربون، والذى تعرضت له هى شخصيا مؤخرا عقب فوزها بالمنصب. ففى الوقت الذى أبدى غالبية أعضاء البرلمان سعادتهم بفوزها بالمنصب، وأن اختيارها رئيسة لثالث مؤسسة سياسية فى البلاد يعد رسالة قوية هدفها الدمج السياسى وخطابا موجها لليمين المتطرف الذى يعمل على بث العنصرية والتفرقة الذى عبر عن استيائه، فقد جاء فى مقدمة المعترضين حزب "من أجل الحرية" اليمينى، الذى وصف زعيمه جيرت فيلدرز يوم فوز خديجة بالمنصب بـ"اليوم الأسود فى تاريخ البرلمان"، فقد كان حزبه يرفض بشدة من البداية ترشيح خديجة للمنصب لكونها تحمل جنسية عربية. بينما جاء رد خديجة عليه مليئا بالتحدى حيث قالت "أننى أقوم بعملى بدون مشاكل.. وأظن أنه يمكننى ذات يوم أن أترأس حزبا "من أجل الحرية" أيضا .. فنحن فى بلد يمقراطى". كما جاء رد الصحف الهولندية قويا، والتى وصفت الكثير من الهولنديين من ذوى الأصول المغربية، والذين يصل عددهم لـ 380 الف نسمة، بالنماذج الناجحة سياسيا والجديرة بالحصول على المناصب القيادية، ولعل أبرز تلك النماذج هو أحمد أبو طالب، الذى يشغل منصب رئيس بلدية روتردام، ثانى أكبر مدينة فى البلاد بعد أمستردام، وهو يشغل ذلك المنصب منذ 2009، وقد نجح فى انتزاع لقب أهم رجل سياسى فى هولندا لعام 2015.



ولدت خديجة عام 1960 بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، وهاجرت إلى هولندا عندما كانت فى الخامسة عشر من عمرها، ثم درست علم الاجتماع بإحدى الجامعات بأمستردام، وكانت واحدة من مؤسسات اتحاد النساء المغربيات فى هولندا. وعملت كمساعدة فى منظمات الرعاية الاجتماعية، وفى معهد الدراسات الاجتماعية والاقتصادية بجامعة ايراسموس، ثم ركزت نشاطها على مدى سنوات طويلة فى خدمة المجتمع المدني، وحينما انضمت لحزب العمل لم يكن فى بالها أن تصبح عضوة برلمانية أو أن تحصل على مناصب به، بل أن مبادئ الحزب الإنسانية القائمة على تعاطفه مع الدول النامية ومناقشة المشاكل التى تؤرقها ودعمها، فضلا عن الإهتمام بالفئات المهمشة والفقيرة بالمجتمع الهولندى، هو ما جذبها للانضمام له، إلى جانب إهتمامها بالمهاجرين والمرأة وقضاياها، بالإضافة لاهتمامها بقطاع الصحة. وقد دفع الحزب بها فى الانتخابات البرلمانية عام 1998 لتكون ممثلة عنه لشعبيتها الكبيرة، التى نجحت فى الحفاظ عليها، و جعلت الناخبين يجددون الثقة بها فى كل انتخابات برلمانية. وقد رشحت خديجة نفسها عام 2012 لرئاسة البرلمان إلا أنها فشلت فى الفوز، ولكن القدر منحها فرصها ذهبية لتثبت جدارتها بهذا المنصب حينما تولت فعليا رئاسة البرلمان الهولندى بالوكالة عقب استقالة رئيسة البرلمان السابقة انوشكا فان ميلتنبورج فى ديسمبر الماضي. وقد ساعدت تلك الفترة خديجة لإثبات جدارتها بالمنصب الذى فازت به بالانتخاب.



ويذكر أن هناك العديد من النساء العربيات أصبحن حديث العالم بعدما نجحن فى الحصول على حقائب وزارية فى فرنسا مثل، رشيدة داتى، التى شغلت منصب وزيرة العدل أثناء تولى الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى رئاسة بلاد، كما شغلت منصب رئيسة احدى البلدات فى العاصمة الفرنسية باريس، ثم أصبحت نائبة فى البرلمان الأوروبى منذ 2009. أما نجاة بلقاسم، أو كما لقبوها بـ "الوجه الجديد لفرنسا"، فقد تولت منصب وزيرة حقوق المرأة والشباب والرياضة، منذ مايو 2012 وحتى أبريل 2014، لتصبح نموذجا هاما للنساء العربيات المهاجرات لتوليها مثل ذلك المنصب بينما لم يكن عمرها يتجاوز الـ 36 عاما.