أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
طفولة صحفى و وردة الوفاء
30 ديسمبر 2015
سمير شحاته

بعد 40 سنة خدمة، نال فرحات 3شهادات استثمار بثلاثين جنيها، وقصيدة تقول «يعجز عن مدحك الكلام، كنت للطهارة علما وللنزاهة إمام، قضيت عمرك فى الوظيفة ولم تغتن وخرجت منها يامولانا كما خلقتنى»، مشهد لفؤاد المهندس فى فيلم «البيه البواب» مختزلا حال موظف رفيع المستوى عندما يشعر بأن الحياة تتبخر وأرض الاستقرار تهتز بإحالته للمعاش.

اتذكر هذا المشهد دائما مع أساتذة وزملاء يحالون للمعاش، ولامسئول يشد على أياديهم، ولايمنحهم حتى لفافة ورق لكلام معسول بطريقة «فرحات»، كلمة طيبة تقول «لن ننساكم»، كانت تكفى لجبر الخواطر، وجاء يوم الوفاء للأهرام بعيده الـ140، ليؤكد ان حبل الوصال لم ينقطع، تلاقت الأجيال وانتفضت مشاعر الحب لمعشوقتنا «الأهرام» التى تضيف وقارا وتاريخا لمن يعمل بها.

تداعت الذكريات، فؤاد إبراهيم المدير العام إبان رئاسة الأستاذ حسنين هيكل للأهرام، أصدر قرارا استثنائيا بتعيين طفل فى الرابعة عشرة من عمره، كانت فرقة الأهرام المسرحية بإشراف الناقد والفنان سعيد عبدالغنى، تقدم عرضا بمشاركة زوزو ماضى وزهرة العلا مع أسرة الأهرام، ويحتاج طفلا، فكنت هذا الطفل، تعينت بستة جنيهات وخمسة وعشرين قرشا، فى وقت كان بداية الراتب 12 جنيها، ربما اعتبرونى نصف موظف! أكملت الاعدادية حتى ليسانس الآداب ودبلومة النقد الفنى، متنقلا داخل الأهرام فى أكثر من مكان، أتوقف أمام ثلاثة منها، العمل بمكتب رئيس التحرير «على أمين» فى فرز الشكاوى الإنسانية، وبريد الأهرام وقت أسسه الراحل جلال الجويلى، ثم مع أستاذى كمال الملاخ الذى علمنى كيف أمسك القلم لأكون صحفيا فى منتصف السبعينيات، لهم أهديهم وردة يوم الوفاء.