أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
فنون :فن الخزف.. قصته فى كتاب إيمان مهران
30 ديسمبر 2015
◀ نجوى العشرى

فى كتابها (روائع خزفية لمصورى ونحاتى مصر والعالم) تكشف الفنانة التشكيلية والخزافة الدكتورة إيمان مهران عن أن فن التشكيل الخزفى هو المترجم الأول لأى تطور عاشه الإنسان.


الكتاب يقع فى 156 صفحة من القطع المتوسط وقدم له الأستاذ الدكتور عبد الغنى الشال (1916- 2011) وقد ذكر فى مقدمته أن المؤلفة قدمت ثمرة طموحا لكل أنشطتها الإيجابية المتعددة كفنانة تشكيلية وعاشقة للتراث وأصالته ورموزه، والتحامها مع الحركة الفنية المعاصرة فى مصر وعضويتها فى الروابط والاتحادات والنقابات المعنية.





فى الفصل الأول (ماهية الفن) استعرضت مفهوم الفن الذى يوشك أن يكون عمره هو عمر الإنسان، وأنه لم يعرف فى أية فترة من فترات التاريخ القوالب المحددة أو الصياغات الثابتة، كما تدل نشأة الفن مع الإنسان منذ بدأت الحياة على أن الفن كان ولا يزال جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الإنسان وثقافته وتراثه ومن هنا كانت «إنسانية الفن».



وتنتقل الكاتبة فى الفصل الثانى إلى (فن الخزف) والتعبير من خلال الخزف، وعناصر القطعة الخزفية (الخامة، الشكل، اللون، الملمس) وتستعرض خلفية تاريخية عن فن الخزف فى مصر والذى ولد قبل بدايات الفن المصرى القديم فى عصر ما قبل الأسرات (حضارة البدارى وديرتاسا وحضارة نقادة الأولى والثانية وجرزة وبنى سلامة وغيرها) وفى العصور الفرعونية فقد نشأ الخزف فى مصر منذ أكثر من 7 آلاف سنة بسقارة حيث يوجد تمثال لخزاف مصرى أمام عجلته اليدوية، كما عثر على خزف مجلز يرجع إلى 7000 ق.م، وقد قدس المصريون الإله (خنوم) وهو على هيئة جسم إنسان ورأس كبش، يقوم هذا الإله بتشكيل الإنسان وخلقه على عجلة الصلصال وفى الدولة الحديثة عثر على آلاف الخرزات المطلية فى مقبرة توت عنخ آمون (الأسرة 18) الدولة الحديثة، وتميزت الحضارة المصرية بخزفها حتى كان الاحتلال اليونانى لمصر 332 ق.م، وكانت المرحلة القبطية عامرة بالفخار المرسوم والمنقوش عليه رسوم هندسية أو نباتية أو حيوانية أو آدمية، وكان للخزاف الإسلامى مدارسه المتميزة، وكان لكل منطقة دخلها الإسلام أسلوبها المتميز فى فن الخزف والذى ظهر نتيجة التراكم الحضارى لهذه المناطق، وبهذا تميز خزف العراق عن خزف سوريا عن خزف تركيا عن خزف الفسطاك وهكذا، وفى مصر اشتهر الخزف الفاطمى وخزف الفيوم، والخزف الأيوبى والمملوكى، وكانت بداية الخزف المصرى المعاصر فى بداية القرن العشرين عندما بدأ مارنجا كيس اليونانى عام 1883 إقامة أول مصنع للخزف بروض الفرج، وفى 1885 أسهمت الحكومة المصرية فى النهوض بهذه الصناعة فأرسلت عدة عينات من الطينات المصرية إلى أوروبا وكانت نتائج الفحص تؤكد صلاحيتها للإنتاج وأنها لا تقل فى قيمتها عن مثيلاتها مما تستخدمه المصانع فى أوروبا لإنتاج أنواع ممتازة من الفخار، وبعد ذلك جاءت تجارب دى مورجان، وسورناجا الإيطالى ومصنع الهدى الذى شيدته السيدة هدى شعراوى عام 1927 ويعتبر نموذجاً للمحاولات الفردية الجادة فى سبيل الخزف الفنى واختارت مكانه فى منطقة روض الفرج على النيل.



ينتقل الكتاب بعد ذلك إلى فنانى الخزف المصرى المعاصر الذين بدأ ظهورهم منذ عام 1929 بمدرسة الفنون والزخارف والتى أنشأ قسم الخزف فيها مستر ماكس الألمانى حيث سافر سعيد الصدر (شيخ الخزافين، ساحر الأواني) فى إنجلترا فى بعثة دراسية فى كلية كمبرول للفنون وبعد عودته عام 1931 عين مدرساً فى كلية الفنون التطبيقية ليبدأ فى تدريس الخزف كفن قائم بذاته.



واستعرضت الكاتبة فى الفصل الثالث أعمالاً خزفية لمصورين ونحاتين عالميين.



وفى الفصل الرابع تناولت المؤلفة أعمالاً خزفية لمصورين ونحاتين مصريين.



وفى الفصل الخامس تحدثت الكاتبة عن بينالى القاهرة الدولى للخزف وأثره على الخزف المصرى المعاصر.







الكتاب: روائع خزفية



المؤلف: د. إيمان مهران



الناشر: مكتبية الأنجلو 2014