فى إحدى المناسبات التقيتها وتبادلنا اطراف الحديث، فعرفت أنها قد تخرجت من كلية التربية منذ أكثر من عشر سنوات وأنها منذ تخرجها وحتى الآن تعمل مدرسة للغة الإنجليزية فى إحدى المدارس الابتدائية الحكوميةولكم كانت دهشتى عندما علمت أنها تقوم بالتدريس فى مدرستين بسبب النقص الشديد فى مدرسى اللغة الإنجليزية ويبلغ نصابها 25 حصة أسبوعيا «أى بمعدل خمس حصص يوميا خلال الأيام الخمسة للدراسة كل أسبوع»، وأنها تدرس لفصول تصل كثافة التلاميذ بها إلى 60 تلميذا، سألتها على استحياء عن راتبها فقالت: ألف وخمسمائة جنيه شهريا وأنها لاتعطى دروسا خصوصية ولكنها تشارك فى مجموعات التقوية المدرسية.
وساءلت نفسي: هل من الممكن فى ظل هذه الحالة من رواتب المدرسين وكثافة الفصول أن نحقق نهضة فى التعليم بمصر سواء من حيث الجودة أو القضاء على الدروس الخصوصية التى تكلف المصريين نحو 22 مليار جنيه سنويا، فى حين أن المبالغ الموجهة للطلاب من جانب وزارة التربية والتعليم لاتتعدى 15 مليارا, ولأن الشىء بالشيء يذكر كما يقال فلقد تذكرت مؤسس سنغافورة «لى كوان يو» الذى وجه معظم موارد الدولة للتعليم وخاطب المعلمين قائلا: «أنا ابنى لكم أجهزة الدولة وانتم تبنون لى الإنسان».
مى عبد الرءوف بسيونى ـ محامية