أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
فتـــوى
توبة من لا يستطيع رد المظالم لأهلها .. كيف تكون؟
28 ديسمبر 2015

لي صديق يبلغ من العمر نحو 36 سنة، وقد ارتكب وهو صبى عدة كبائر منها الزنا، وشرب الخمر، والقمار والحصول على أموال وأشياء ليست من حقه ولا يستطيع ردها؛ لأنه غير قادر ماديا، هل لصديقى هذا توبة؟


> أجابت دار الإفتاء المصرية، قائلة: قال الله تعالي: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ». وقال تعالي: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ». وفى الصحيحين «عن ابْنِ مَسْعُودٍ رضى الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ. قُلْتُ ثُمَّ أَيّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ. قُلْتُ ثُمَّ أَيّ؟ قَالَ: أَنْ تَزْنِى بِحَلِيلَةِ جَارِكَ«، فأنزل الله تعالى تصديقا لذلك قوله تعالي: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابا» وفى صحيح البخارى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: »أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنِّى لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِى الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً«. ومن هنا كان على من ارتكب ذنبا أن يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله، ويندم أشد الندم على ما فعل ويعزم عزيمة صادقة على ألا يرجع إلى القبائح والأفعال الذميمة، وليكثر من الاستغفار وقراءة القرآن والصلاة وعمل الخير، فقد ورد أن هذه الأمور تكفر الذنوب وتمحو الخطايا.