أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
رأس الأفعي
19 ديسمبر 2015
أحمد مسعود


لو كان الإرهاب رجلا لقتلته، فهو قنبلة موقوتة تنفجر وتقتل الأبرياء، ويتربع برأسه القبيح كأفعي سامة علي عرش الجرائم، ومرض عضال يتحتم استئصاله من جذوره، فإذا نهش بالجسد فشلت معه كل سبل علاجه، والجهل والبطالة والفقر ميكروبات تضخم جسد الإرهاب، ورغم أن العالم سار قرية صغيرة، إلا أن الكثيرين لم يدركوا خطورة قضية الإرهاب كآلة قتل سامة تهدد كل بقعة أرض آمنة.



في حين أن الإسلام دين وسطي يرفض التشدد والغلو والتفريط، ولا غرابة أن العالم المتخبط في الشكوك يلصق عمليات داعش الإجرامية بالإسلام، ويقينا أن قياداتهم يعلمون جيدا أنه يستهلك الإسلام كعباءة يتخفي تحتها والإسلام منه براء ورافض لجرائم قتل الأبرياء وترويع الآمنين، وتؤكدها مخططات افتعال الأزمات لتشويه المجتمعات العربية والإسلامية بوقوف جهات تساند تنظيم داعش وإلا من أين يأتي بالمال والسلاح والعتاد والتدريب والقدرات القتالية. ورغم أن الهدف محدد وعلي المجتمع الدولي مواجهته، بداية من العراق كمركز لداعش تتمركز فيه قبل أن يمتد رأسه القبيحة للمناطق الأخري، ولكن سارت رءوس الأفاعي كثيرة ومنتشرة، فلا يجب أن تتواني عمليات اجهاض التنظيم وفروعه، وفي مصرنا الحبيبة وجب علينا التسلح في عدة جهات مادية ومعنوية بدأت بالحرب علي الإرهاب، لكن يجب أن تسير معها جنبا إلي جنب بتحصين المجتمع فكريا ودينيا، فلا نغفل وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر الأفكار المسمومة والهدامة بعقول الشباب.



وهنا نتساءل عن دور الأزهر الشريف في تثقيف الدعاة ودور المثقفين للخروج بأفكار وإبتكارات جديدة تساهم في صيانة الشباب من عمليات غسل العقول بالأفكار المسمومة والتعامل مع الغزو الهدام، ومواجهة ما يعتنقه بعض الشباب من أفكار متشددة، والتأكيد علي أن الإسلام أكثر الأديان حرصا علي حرمة الدم وقتل الأبرياء وصيانة الحياة بهدف ملأ العقل بما ينفعها وإحياء خلق السماحة والشهامة والنخوة وحب وعمل الخير للغير.