أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
فتنة البرلمان
19 ديسمبر 2015
محمد الأنور


جلسات البرلمان الأولى تبدأ خلال أيام ، ودون الخوض فى تفصيلات ما قبل الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة المستقبل ، لابد من التأكيد على أن الانتخابات الأخيرة رغم انها كانت نزيهة بشهادة الجميع داخليا وخارجيا ودور الدولة وأجهزتها لم يكن إلا اشرافيا إلا انها كشفت قوة المال السياسى وشراء الأصوات، كما أنها أعادت وجوها كثيرة إرتبطت بفترة حكم مبارك وكانت فى الصفوف الثانية أو الثالثة من هذا النظام الذى كان إنجازه الحقيقى تنمية الفقرو وشرعنة الإخوان ومأسسة الفساد وهو ما يصيب دستورية المجلس فى مقتل، بل إن الوجوه المتلونة وجدت طريقها بصيغة أو باخرى الى مقاعد البرلمان الأول بعد ثورة 30 يونيو. وأصبحنا نرى الكثير من الاقزام والمتسلقين والمتلونين وورثة الفاسدين والمفسدين يتشدقون بأنهم مفجرو الثورة، ومازال الحبل على الجراربشأن كثيرين بجانب من نسوا أنفسهم وتجاوزوا كافة الخطوط عبر مهاجمة رأس الدولة التى اجمع الشعب والجميع على اختياره، على أى الاحوال فإن المتابع المراقب لا يجد أمامه الا التعجب والانزعاج والقلق من هؤلاء الذين أرتدوا أثواب البطولة والوطنية وجردوها عن الشعب لانهم هم الشعب، وتناسوا أنهم أهم الأسباب الرئيسية للاحجام الشعبى عن المشاركة فى الانتخابات بجانب أن الشعب المصرى بطبعه وطبيعته يميل إلى وحدة الاختيار والمسئولية والمحاسبة وهو ما ترجمه فى الانتخابات التى أسفرت عن اختيار الرئيس عبدالفتاح السيسى، هذا المشهد العبثى لا يمنع من وجود شخصيات وطنية رفيعة المستوى تدرك وتعى خطورة المرحلة وما يواجهه الوطن ،وهذه الأخيرة ستكون مصدا أمام أصحاب المصالح الخاصة والمآرب الأخرى المعروف تاريخهم ، لقد كنا نتمى أن يكون الحال بخلاف ذلك ولكن ما حدث كشف عمق الفجوة بين مطالب البسطاء والمخاطر التى يواجهها الوطن من ناحية وشبق البعض للسلطة، والتستر على الإفساد، ورغم ذلك نتمنى أن يكون البرلمان ساحة للتوافق والاتفاق أساسها المصلحة العليا للوطن لا ساحة للفتن والصراعات التى تعطل ولا تنجز تهدم ولا تبنى وهو بيت القصيد لكثيرين متربصين بالبلد.