«قرية الأمل» بالاسماعيلية باكورة مشروع المليون ونصف المليون فدان على مستوى الجمهورية الحلم الذى يحققه الرئيس السيسى ويقوم بتنميته وزراعته سواعد الشباب المصرى الواعد وصغار المزارعين .
«تحقيقات الأهرام» زارت القرية والتى توضع لها بعض اللمسات الاخيرة قبل ان يتم افتتاحها رسميا .
فى زيارتنا طرحنا بعض الأسئلة : كيف ستسهم «الأمل» فى حل مشاكل الشباب والقضاء على البطالة وتوفير مشروع عبارة عن قطعة ارض مساحتها 5 أفدنة ومنزل ؟ وهل كل الخدمات متوافرة وماذا ينقصها؟.
بداية تقع قرية الامل شمال «قرية التقدم» بمركز القنطرة شرق بمحافظة الاسماعيلية ويتطلب الوصول اليها اجتياز المعدية رقم 6 ثم معدية ثانية تعبر قناة السويس الجديدة لكى نصل لموقع القرية شرق طريق القنطرة الشط والتى تبعد عن الاسماعيلية مسافة 15 كيلو مترا شرقا وعن جنوب مدينة القنطرة شرق 20 كيلو مترا وعن قناة السويس الجديدة خمسة كيلو مترات .
اصطحبنا فى الجولة داخل القرية المهندس عبدالله الزغبى رئيس مركز ومدينة القنطرة شرق ، وأوضح أن المشروع ينقسم الى قسمين :
الأول خاص بالأرض الزراعية ومساحتها 3500 فدان تشمل الأرض التى سوف يتسلمها المنتفعون ، ومساحة مقام عليها صوب زراعية سوف تطرح فى مناقصة على الشركات .
والقسم الثانى خاص بالمساكن التى سيقيم فيها الشباب وعددها 530 منزلا، وبالطبع القسم الزراعى مسئول عنه الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية .
أما الاسكان وفهو مقام على مساحة 90 فدانا تحت اشراف الجهاز التنفيذى لتعمير سيناء ومدن القناة وقد شارك فى تنفيذه حوالى عشر شركات خاصة ومكتب استشارى
وقال محافظ الاسماعيلية اللواء ياسين طاهر : قرية الامل نموذج للمشروع المتكامل حيث تتوافر بها جميع الخدمات التى سوف يحتاجها المنتفعون فهناك سوق تجارى به محال ومخبز للخبز المدعم ومركز لتنمية المجتمع ووحدة صحية ومدرسة للتعليم الاساسى ومكتب بريد ونقطة شرطة بها وحدة مطافئ ومسجد ودار مناسبات وصيدلية .
والسكن الخاص بكل شاب مساحته 200 متر منها 40 مترا مربعا مبان عبارة عن غرفة وصالة ومطبخ وحمام والمساحة الباقية حوش مفتوح محاط بسور يمكن بناء حجرة فيه او استغلاله بشكل اخر بشرط عدم الخروج عن النموذج الموجود فلا يمكن مثلا الارتفاع بطابق آخر او خارج حدود المنزل ، و المبانى تم تشطيبها وصالحه للسكن وكاملة المرافق .
أما الأرض الزراعية فسوف يستخدم معها نظام الرى الحديث بالتنقيط ومن خلال ترعة التوسع الآخذة من ترعة سيناء عبر سحارة سرابيوم أسفل قناة السويس .
القرية مزودة أيضا بكل المرافق مياه شرب وكهرباء من محطة محولات القنطرة شرق عبر خطوط هوائية بطول 30 كيلومترا وأيضا بها صرف صحى ، والقرية بكاملها محاطة بسور خارجى وبوابة بها رجال أمن مثل الكومبوند ويوجد مساكن للموظفين العاملين فى قطاع الخدمات بالقرية .
500 قطعة زراعية للشباب
بالنسبة للمساحة الزراعية بالقرية يبلغ عددها 500 قطعة بمساحة خمسة أفدنة للقطعة الواحدة سيتم توزيعها على شباب الخريجين وصغار المزارعين من أبناء محافظات الاسماعيلية 50% والدقهلية 25% والغربية 25% وذلك طبقا لقرار مجلس الوزراء الحادى والعشرين فى 13 يونيو عام 2012 .
وقد تم استقطاع مساحة 300 فدان لإنشاء 514 صوبة زراعية و68 بيت صوبة وبالطبع هذه الاراضى تم استصلاحها لتكون صالحه للزراعة ويوجد بها 166 غرفة مأوى لوحدة رى تكفى الواحدة منها رى حوالى 20 فدانا بالاضافة للترعة الرئيسية بطول 8 كيلو مترات ومساق فرعية بطول 32 كيلو مترا وجميعها مبطنة .
الصوب الزراعية
اما الصوبات الزراعية فقد نفذتها الهيئة العربية للتصنيع وهى مزودة بوحدات تحكم الكترونى وأحواض تخزين مياه للأرض منفذة بواسطة وزارة الرى حفر وتبطين بمادة البولى اثيلين ، وجار العمل فى هذه الأحواض ، وتبلغ تكلفة المشروع حوالى 66 مليون جنيه. وعن الشروط التى يجب توافرها فى المنتفع ان يكون خريج زراعة أو طب بيطرى ولا يعمل بالحكومة او القطاع العام ولم يسبق له الحصول على ارض زراعية ، أما صغار المزارعين ألا يكون لديه حيازة زراعية وان تكون مهنته الاساسية الزراعة .
محمد عبدالرءوف شلبايه من قطور محافظة الغربية يعمل مزارعا باليومية يبلغ من العمر 49 عاما متزوج وله ثلاثة أبناء وواحد من المنتفعين بالمشروع حضر للموقع لمعاينة قطعة الأرض المخصصة له والبيت يقول : تقدمت منذ ثلاث سنوات بطلب للاستفادة من المشروع ووفقنى الله ودفعت المقدم 47٫5 ألف جنيه ( 20% من الثمن ) والباقى بالتقسيط على 20 سنة، أى اجمالى الثمن حوالى 230 ألف جنيه وطلبوا منى شهادة تثبت اننى مصرى الجنسية وكذلك ابى واجدادى لانه ممنوع تمليك اجانب ، وعندما يتم تسليمى الأرض والبيت سوف اترك قريتى واحضر فالاسماعيلية جميلة وسوف أزرع فى ارضى بدلا من ان ازرع فى ارض الغير كأجير ، والحمدلله توجد مدرسة هنا يدرس فيها أولادى وعلمت ان الخدمات كلها موجودة والمرافق ايضا .
وأسأل المهندس عبدالله الزغبى عن عدد المنتفعين الذين أنهوا اجراءات تسليم الاوراق فأجاب: 253 منتفعا.
وماذا عن الصوب الزراعية ولماذا لا تسلم للشباب ؟ يقول : الصوب الزراعية وبيت الصوب سوف تطرح فى مناقصة لشركات ويمكن للشاب الراغب فى العمل بها كعمل اضافى بجانب مزرعته ان يعمل ويكتسب خبرة لكن لا يستطيع ان يتعامل وحده مع هذه الصوب لأنها حديثة ، وكل صوبة مكونة من عشرة مدرجات تزرع بها الشتلات تكلفة الصوبة 80 ألف جنيه ويتم التحكم فى الرى الخاص بها بشكل الكترونى من خلال وحدة تحكم .
بجانب الصوب أحواض مياه حوالى 15 حوضا للصوب كلها ، اما بيت الصوبة فمساحته فدان إلا ربع أى يعادل 5 صوب وتتم تغذيته الكترونيا من خلال خزانات مياه.
مزرعة استرشادية
يضيف المهندس عبدالله الزغبى : وزارة الزراعة من خلال مركز البحوث الزراعية ستقوم بانشاء مزرعة استرشادية فى المشروع لتبصير الشباب بالمحاصيل المناسبة للزراعة فى هذه الأرض صيفا وشتاء وعليهم اختيار ما يريدون زراعته فهى ارض رملية بها نسبة ملوحة وتناسبها محاصيل معينة ، وبالطبع الأرض غير مستوية وسوف يستخدم معها الرى بالتنقيط بنظام المناوبة وبمجرد الانتهاء من تسليم المشروع بالكامل سوف تشكل جمعية لادارة القرية من المنتفعين أنفسهم . المشروع قديم وتم تحديثه هذا المشروع يعود تاريخه لعام 1994 وكان عبارة عن قرية لشباب الخريجين والمبانى السكنية كانت مقامة لكن طلب الرئيس السيسى إعادة تأهيلها وتحديثها وعندما زار المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء السابق القرية طلب تشطيبات افضل وتمت احاطة القرية بالكامل بسور والبيوت كانت أرضيتها خرسانية وأمام كل بيت سور منخفض تغطيه الكثبان الرملية .
تم اعادة تشطيب البيت بالسيراميك حتى السقف وطلاء حديث ولكل بيت بوابة وسور مرتفع يوفر الخصوصية وامام كل منزل يوجد خزان يوفر المياه العذبة بحيث اذا تم قطع المياه الخط الرئيسى الذى يغذى القرية لاى سبب يوفر الخزان المياه للبيت بشكل تلقائى .
يقول محمد قاسم ومصطفى عبدالرسول «من جهاز تعمير سيناء المنفذ لاسكان القرية» : هناك فرق شاسع بين شكل المساكن فى السابق والآن بعد إعادة تأهيلها ومع ذلك هناك شكاوى من بعض المنتفعين الذين حضروا للمعاينة مثل صغر المساحة المبنية فى البيت وعدم وجود مكان مخصص للماشية التى يحتاجها المزارعون ولذلك اقترح تخصيص حظيرة قريبة من الأرض يتم تجميع الماشية فيها . وكل منزل به حوش ويمكن تقفيل مساحة كحجرة اضافية او استغلال المكان لتربية الطيور حسب احتياج كل شاب ، المهم ان المستفيد سيجد كل المرافق حتى عداد الكهرباء بنظام الكارت موجود داخل الشقة و كذلك صرف صحى . وأمام كل منزل مساحات خضراء وهى موجودة فى القرية بأكملها وهذه المسطحات يوجد فيها بئران جوفيان تملأن الخزانات التى تستخدم فى رى المسطحات والتى تشبه الشلالات وأيضا تم رصف الطرق بالقرية .