أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
فرنسا تواجه الإرهاب والتغير المناخى بالفن
30 نوفمبر 2015
كتب ـ زكريا عثمان :

«الأغاني، والمسرح، والعروض الفنية» أفضل طريقة لمواجهة الإرهاب الأسود، هكذا أوصى الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند شعبه قبيل انطلاق مؤتمر المناخ فى عاصمة النور اليوم التى تتوجه أنظار العالم إليها،


 حيث يشارك فيه أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة من بينها مصر التى يترأس وفدها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أعمال القمة الحادية والعشرين. ولم يكتف أولاند بهذه النصيحة فى مواجهة الإرهاب بالموسيقي، بل شبه أيضا التغير المناخى بالإرهاب، فأصبح الفن هو الوجه الآخر لكل من الإرهاب والتغير المناخي.


ولدفع شعبه إلى التفاؤل عقب هجمات باريس، حث أولاند شعبه على استقبال المؤتمر الذى يبدأ أعماله وفاعلياته اليوم وحتى 11 ديسمبر المقبل بإقامة الحفلات وترديد الأغانى والأناشيد باعتبار ذلك أكبر ضربة يمكن أن تسددها فرنسا للإرهاب أولا ولأعداء القضاء على ظاهرة الاحتباس الحرارى ثانيا، وذلك من خلال عودة مواطنيها إلى حياتهم الطبيعية.



ولإضفاء مزيد من الاهتمام على استضافة بلاده للحدث والخروج منه بنتائج مرضية يترقبها العالم أجمع ولاسميا دوله النامية والمتضررة من ظاهرة التغير المناخي، طالب الرئيس الفرنسى شعوب العالم أجمع بالتوحد فى مواجهة الاحتباس الحراري، كما حثهم على دعم اتفاق الأمم المتحدة الرامى إلى إنقاذ المناخ وإنهاء هذه الظاهرة الخطيرة حتى ما بعد عام 20 20. وأعرب كذلك عن تخوفه من قيام بعض الدول بعرقلة هذا الاتفاق»، خاصة ـ من وجهة نظر الكثيرين - تلك التى تفرط فى استخدام الوقود الإحفورى والذى سيشكل حتما أى إجماع دولى خلال هذا المؤتمر على منع استخدامه واستبدال مصادر طاقة نظيفة به تأثيرا كبيرا وربما خطرا داهما على اقتصادها. ويقصد بذلك الدول التى تعتمد صادراتها فى مختلف مراحل إنتاجها على الوقود الإحفورى بوصفة الأرخص والأكثر توافرا، والتى من الطبيعى أن تتراجع معدلات صادراتها فى حالة اتفاق دول العالم على وقف استخدام هذا النوع من الطاقة، ببساطة لأى أى مصدر آخر للطاقة سيكون أعلى كلفة وبالتالى فإن قيمته الزائدة ستضاف على سعر المنتج، وسيسمح ذلك بدوره لمنتجات دول أخرى بمنافسته وربما فى انخفاض معدلات بيعه.



ونظرا لإدراك الرئيس الفرنسى مدى خطورة ظاهرة الاحتباس الحرارى وبالغ ضررها ليس على الإنسان بمفرده وإنما على جميع المخلوقات الأخرى التى ربما سيعانى بعضها من الانقراض فى حالة إذا لم يتم معالجة الظاهرة على النحو المنشود، شبه أولاند الظاهرة بالإرهاب، وقال «إذا كان الإنسان يمثل العدو الأسوأ لأخيه الإنسان وذلك من خلال الإرهاب الذى يمارسه ضده»، فإن بإمكاننا أن نرى الشيء نفسه عندما نأتى إلى المناخ والأمور المتعلقة به، حيث إن البشر هم من يقومون بتدمير الطبيعة وإلحاق الضرر بالبيئة، ولذلك فإن الأمر موكول إليهم فى تحمل المسئولية من أجل تحقيق الخير فى هذا الصدد لمستقبل الأجيال المقبلة».



وطالب الرئيس الفرنسي، جميع دول العالم بضرورة التوصل تحت إشراف الأمم المتحدة إلى اتفاق بشأن المناخ وصفه بـ «الملزم والعالمى والطموح»، فى حين أشاد بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة بالالتزام القوى من قبل الكثير من دول العالم بالمضى قدما فى مواجهة الظاهرة بجميع السبل الممكنة والتى من يأتى من بينها تقديم مخصصات مالية للدول النامية لمساعدتها على تجاوز محنها وفى مقدمتها ظاهرة الاحتباس الحرارى التى لم تتسبب شعوبها فى وجودها، وإنما هى فى الواقع ضحية للدول الصناعية التى لا تريد سوى جنى الأرباح وحتى إن كان ضريبة ذلك هو الإضرار بالآخرين وفى مقدمته الإنسان ثم الحياة البرية وغيرها.



وينتظر الجميع الآن البيان الختامى للمؤتمر لنعرف عما إذا كانت كل هذه الأطروحات والخطط التى يطرحها أولاند وغيره من زعماء العالم ستوضع محل التنفيذ وستأخد على محل الجد، وما إذا كان العالم يكترث بالدول النامية وشعوبها، أم أن المسألة برمتها لا يعدو كونها مجرد شعارات تردد فقط وكلمات تقال وحسب.