كشفت موجة الطقس السيىء التى ضربت أكثر من محافظة عيوب الإدارة المصرية للأزمات، فغالبا ما تبحث عن كبش فداء، وهو متغير وفقا للزمان والمكان، وفى وقتنا هذا تحملت جماعة الإخوان نصيبا بجانب فظائعها وإرهابها وهو ما جربناه فى حكمهم الفاشل، وكانت كالشماعة لتضيف إليها أجهزة الأمن تهمة جديدة «مفاجأة» وهي: سد المصارف ومواسير الصرف الصحى وبالوعات تصريف الأمطار فى الإسكندرية. وهذا هروب واضح من المسئولية وكشف المتسبب الحقيقى فى فضيحة غرق الإسكندرية وسقوط ضحايا ومنازل، وعودتها الى ما وراء التاريخ فى مشهد لم تألفه.
أرشيف «أكباش الفداء» ضخم ويتضمن معظم قضايا الأداب الشهيرة، فقد تحرت «اليوم السابع» عن التهمة لتخرج ببراءة الإخوان من أزمة «البالوعات» وكشفت أن غلق مصبات مياه الأمطار على كورنيش الإسكندرية بواسطة الكتل الخرسانية يعود لعشرين عاما مضت عندما تم وضعها أثناء تطوير وتوسيع الكورنيش . وتسبب وضع مكعبات خرسانية حاجز أمواج البحر أمام مصبات الأمطار فى انسدادها ، مما أدى الى تراكم مياه الأمطار ومضاعفة الآثار السيئة لكارثة غرق المحافظة وذلك على لسان الدكتورة سعاد الخولي، القائمة بأعمال محافظ الإسكندرية.. ثم يأتى فى مقدمة مشكلات المحافظة البنية التحتية المتهالكة ومشروعات الصرف الصحى المتأخرة.
نفس الأمر تقريبا تكرر فى الغربية وغيرها، عندما كشف مسئول بمجلس مدينة طنطا مفاجأة بأن غالبية بالوعات المطر المقامة حديثا ضمن مشروعات التطوير للكبارى والأنفاق مجرد بالوعات وهمية، عبارة عن حفر وغير موصلة لمواسير الصرف الصحى وبدون أجهزة طرد أو شفط، فى فضيحة للمسئولين الذين استلموها.. وليس آخرا كوارث البحيرة والطريق الصحراوى الذى تحول لبحر.مشكلة الإسكندرية وغيرها ليست فى المحافظ المستقيل، لأنها تعود لأسلافه الذين ناموا فى مواقعهم وتسلحوا بالحصانة من المحاسبة والمساءلة كغيرهم فى بقية القطاعات.
آفة حارتنا كانت النسيان، ليضاف إليها الكذب وتلفيق الاتهامات الباطلة للهروب من المسئولية، وكان رد شباب الإسكندرية على هذا : «ليه تصيف فى مارينا لما ممكن تشتى فى مجارينا».