أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
علوانى يرصد أحوال الطفيليين أمام الطعام
11 نوفمبر 2015
◀ عبدالحسيب الخنانى

حين لايجد الطفيلى أو بلغتنا المتطفل ــ طعاما فإنه يثورعلى مجتمعه ويخرج عليه مطالبا بحقه على افتقاده أسباب العيش, وحين يجد مائدة أو وليمة أقبل عليها دون دعوة فهو يمتلك قدرة تمكنه من التغلب على خصمه صاحب الوليمة إلى جانب قدرته على تخدير خصمه تخديرًا عقليًا، يقوم على المناظرة ومقارعة الحجة بالحجة، ومن ثمًّ يقف عقل الخصم عاجزًا عن التفكير، وهنا سيرضخ ويُذعن تاركًا الطفيلى يمر ليدخل فيأكل.


حول هذه المواقف صدر حديثًا كتاب «الحِجاج عند الطفيليين» للدكتور: أحمد علوانى عن دار التنوير بمصر وتونس وبيروت. والكتاب يتتبع بالتحليل أخبار الطفيليين فى الكتب التراثية، بوصفها وثيقة فنية لها دلالاتها الأدبية والاجتماعية والسياسية والتاريخية والثقافية. ويقول المؤلف إن الطعام يمثل قضية جوهرية مطروحة فى أخبار الطفيليين، وموقف الطفيلى من الطعام هو موقف الإنسان الذى لا يجد ما يأكله، ومن هنا يرى أن حقه الطبيعى أن يأكل ليعيش، ونتيجة لذلك يتطفل على غيره، وفى تطفله لا ينفصل عن واقعه؛ بل يراقبه عن كثب، وينقده بطريقته الخاصة، ويحتال عليه بأساليبه المتنوعة، حيث يُقبل الطفيلى على الموائد والولائم ـ دون دعوة ـ فى ثقة، فهو يتسم بالحيل العجيبة، وسرعة البديهة، والذكاء الوقاد، وخصوبة الخيال، وبراعة التنكر والتمثيل.