أعلن سامح شكري وزير الخارجية أنه لا توجد أي "فرضية" حتي الآن في التحقيق حول سقوط الطائرة الروسية.
وأعرب شكري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المجري بيتر سيارتو في القاهرة أمس، عن تقدير الحكومة المصرية القلق الذي راود بعض الدول بعد حادث تحطم الطائرة الروسية في إطار انتشار ظاهرة الإرهاب التي طالما تمت مخاطبة الشركاء بأن يتفاعلوا معها بمزيد من الجدية، مشيرا إلي مواصلة الحكومة طمأنة هذه الدول فيما يتعلق بالإجراءات التي تتخذ في المطارات المصرية والتي تتواكب مع المعايير الدولية، وذلك ردا علي سؤال حول تسرع بعض الدول في اتخاذها قرارات حظر أو تعليق السفر إلي مصر علي الرغم من عدم خروج بيانات رسمية واعتماد تلك الدول علي تحليلات خاصة .
وأضاف: "أننا نعمل من منطلق مسئوليتنا في توفير الحماية والأمن لزائري مصر من منطلق إصرارنا علي مكافحة الإرهاب وأي تأثير علي الاقتصاد المصري، مشيرا إلي أن الحكومة المصرية لم تستبعد أي احتمال، لكنها لم تصل أيضا لأي فرضية حول أسباب سقوط الطائرة قبل الانتهاء من التحقيقات ووجود تقرير شامل يكشف الحقيقة".
وقال إن ما تم تداوله من معلومات حتي الآن لم تتم موافاة الأجهزة الأمنية المصرية بأي تفاصيل عنه، مما يطرح علامة استفهام بشأنها، فنحن الطرف الأكثر اتصالا بالموضوع.
وفيما يتعلق بأسلوب المقارنة، قال شكري إن "هناك حوداث ورحلات طيران قامت بتغيير مسارها ورحلات اختفت دون تفسير ولم تقدم أدلة علي سبب اختفائها ولم يؤدي ذلك إلي التكهنات والنظريات أو التأثير علي الدول التي سقطت أو اختفت فيها تلك الطائرات، بل ولم تتخذ اجراءات احترازية ضدها بهذا الشكل".
وتابع: "أننا نعمل من منطلق مسئوليتنا في توفير الحماية والأمن لزائري مصر من منطلق إصرارنا علي مقاومة الإرهاب ونقوم بكل ذلك لأننا لم نستبعد أي احتمال ولكن لم نؤدى إلي أي فرضية قبل الانتهاء من التحقيقات ووجود تقرير شامل يكشف الحقيقة".
وأكد شكري أن العبرة بالسياسات والنتائج التي تتخذ، ولقد طالبنا بأن يكون هناك عمل شامل لمواجهة جميع التنظيمات الإرهابية في الوقت الذي سمعنا فيه تفسيرات غريبة حول ما سماه البعض بتنظيمات معتدلة رغم إنها تنتهج أفكارا وإيديولوجيات إرهابية، مما سمح لهذه التنظيمات بأن تنشط وتعمل وتتحرك بحرية في عملها وتنطلق تحت حماية هذه الدول. وكل هذا يؤكد عدم اتساق مواقف المجتمع الدولي في تعامله مع هذه التنظيمات الإرهابية ويؤدي إلي إنتشارها.
وشدد علي أنه "من الضروري علي المجتمع الدولي أن يكثف من جهوده للوصول إلي رؤية موحدة لمواجهة هذه التنظيمات الإرهابية وأن يتعامل معها بمسمياتها أينما وجدت. فعلي المجتمع الدولي أن يبرهن علي ما إذا كان مهتما بالقضاء علي هذه الظاهرة بما يتخذه من اجراءات".
وأشار شكري إلي أن "مصر من أوائل الدول التي شاركت في التحالف الدولي لمواجهة داعش، وبعد سنة فعلي المجتمع الدولي أن يقيم مدي فاعلية الحملة والتي تقوم بها الدول العظمي وهي دول لديها من القدرات والامكانات ما يفوق كثير من دولنا، لكن بالرغم من ذلك لم تستطع أن تؤثر بشكل إيجابي، هذا أيضا سؤال مشروع للمجتمع الدولي: لماذا لما تتخذ اجراءات أكثر تأثيرا وأكثر قوة في إعفاء العالم والبشرية من المخاطر.
وفي غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية عن شكره للمجر ونظيره المجري لعدم التسرع في اتخاذ أي اجراءات من شأنها التأثير السلبي علي الاقتصاد المصري وعدم تغيير الإرشادات السياحية علي الرغم ما شهدته الأيام الماضية من تسرع من جانب بعض الشركاء مما كان له تأثير سلبى علي الاقتصاد المصري والسياحة علي وجه الخصوص.
وقال شكري إن الجانب المجري ينظر من منظور شامل يراعي العلاقات والشراكة بين البلدين بما يؤدي إلي المصالح المشتركة ولا يؤثر علي مصلحة أحد الجانبين.
وأضاف الوزير أن هذا اللقاء هو الرابع بينه الوزير المجري خلال ٦ أشهر، حيث قام شكري بزيارة إلي المجر كما تعد زيارة الوزير المجري هي الثانية إلي القاهرة فضلا عن اللقاءات التي عقدت علي مستوي القمة بين قيادتي البلدين، معتبرا أن هذه اللقاءات تعكس حرص البليدن علي تدعيم أواصر العلاقات والتعاون بينهما.
وأوضح شكري أن المباحثات مع نظيره المجري تناولت بشكل مفصل مجالات التعاون بين الجانبين، خاصة في إطار محاولة الاستفادة من القدرات المجرية في مجالات رفع الكفاءة وتدريب الكوادر البشرية مع استعداد مصر لاقامة أول مفاعل لتوليد الطاقة النووية.
وأكد شكري أن مصر والمجر يشعران بالارتياح والرضاء لمستوي العلاقات التي تربط البلدين والرؤية المشتركة إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية.
وأشار إلي أنه بحث مع نظيره المجري قضية الهجرة غير الشرعية واتفقا علي أن يتم تناول الموضوع في إطار المعاهدات الدولية القائمة بالاضافة إلي العنصر الإنساني القائم والذي يحتم مراعاة حقوق الإنسان ومعاناة اللاجئين.
كما أوضح أنه تم أيضا بحث آخر الترتيبات لزيارة رئيس الوزراء المجري إلي مصر في مطلع العام المقبل، وهي الزيارة التي ستسهم في تعزيز الصداقة ودفع مجالات علاقات التعاون بين البلدين ومواجهة التحديات المشتركة التي تواجهما في إطار مخاطر الإرهاب.
ومن جانبه، عبر الوزير المجري عن تقديره لزيارته مصر معتبرا الزيارات المتعاقبة والمتتالية نموذجا لتطور العلاقات، مشيرا إلي الزيارة الناجحة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلي بوادبست ولقائه مع رئيس الوزراء المجري علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما يتم حاليا الإعداد لزيارة رئيس الوزراء إلي مصر مطلع العام المقبل.
وقد أكد سيارتو احترام حكومته بشدة الحكومة المصرية والرئيس المصري والاجراءات التي اتخذتها مصر نحو تطوير الاقتصاد المصري للوصول إلي تنمية اجتماعية, موضحا أن المجر تنظر لمصر كشريك استراتيجي ودولة محورية عندما نتحدث عن استقرار الشرق الأوسط كما تنظر لها في ذات الوقت كحليف استراتيجي لمواجهة الاٍرهاب.
وأوضح أن مصر تبذل الكثير من الجهود للعمل علي استقرار المنطقة وأنه من المهم للمجر أن تظل مصر مستقرة، من ثم كان القرار بعدم تغيير توجيهات السفر إلي مصر حتي لا يؤدي ذلك إلي خسائر.
وأشار إلي أن حجم التجارة بين البلدين يصل إلي ٣٢٢ مليون دولار وزادت خلال العام الحالي بنسبة ١٥٪، مؤكدا وجود مفاوضات جارية في العديد من المجالات منها السكك الحديدية ومعدات المصانع.
وعبر سيارتو عن استعداد المجر للتعاون في مجال تدريب الكوادر المصرية ورفع قدراتها مع استعدادات مصر لإنشاء محطة نووية للكهرباء موضحا ان المجر تستخدم نحو ٤٤٪ من احتياجاتها الكهربائية من المحطات النووية .
وأضاف أنه "لست في وضع يسمح لي بالتعقيب علي قرارات الدول الأخري، ولكننا نراقب هذا الموقف عن كثب، لأن هذه القرارات يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة، وحتي الآن لم يقدم لنا أي طرف أي دليل".
وردا علي سؤال حول جهود المجر والدول الأوروبية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، أكد الوزير المجري أن المجر شريك ملتزم بكافحة الإرهاب وتنظيم داعش الذي يمثل تهديدا عالميا، ولهذا نزيد من جهودنا لمكافحة هذا التنظيم، حيث قمنا بنشر ١٥٠من القوات المجرية بغرض تدريب عناصر البيشمركة الكردية في شمال العراق.
وقال وزير خارجية المجر انه رغم وجود التحالف الدولي لمواجهة داعش فإنه لم يصل لحلول حاسمة في مواجهته وعلي المجتمع الدولي أن يزيد من جهوده حتي ننجح في مواجهة هذا التنظيم، مضيفا: أننا نحث على ضرورة الوصول إلي اتفاقية دولية عبر الأطلنطي لمواجهة التنظيمات الإرهابية بشكل أكثر فاعلية وجدية.