أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
الفيلم الأمريكى .. المارينز الجديد أمام قوة مصر (1)
4 نوفمبر 2015
د. مصطفى فهمى

السينما مرآة وذاكرة الشعوب ، هكذا تعلمنا وتعرفنا على هذا الفن بصفته الكاشف لطبائع ، عادات وتقاليد البلد الذى أنتج الفيلم ويكشف الأحوال السياسية ، والأجتماعية ، والأقتصادية أيضا..


لكن مع السينما الأمريكية الأمر مختلف لأنهم لا ينقلون واقعهم بالصورة الصحيحة التى يجب أن تكون ، لتكون السينما هذه الوسيلة الثقافية الهامة ، إحدى الأدوات السياسية التى تستخدمها الادارة الأمريكية لبسط نفوذها والسيطرة على الكثير من بلدان العالم ، بل ويمكن القول أيضا إنها بمثابة جندى المشاة الذى يدخل الأرض أولا ليمهدها لدخول باقى القوات ، واحتلالها.


للسيطرة على عقول أهل المنطقة التى يريدون إسقاطها ، واحتلالها عن طريق جعل عقل ، وفكر، ونفسية المشاهد تستوعب هذه الفكرة ، حتى تأتى لحظة التنفيذ على أرض الواقع فلا يندهش ، بل يندمج مع ما يحدث.. هذا ما فعلته السينما الأمريكية فى التمهيد للربيع العربى ببث رسائل لرجالها المدنيين للقيام بأفعال معينة تضمن سقوط دول الربيع العربى، وخاصة مصر ، ولتحطيم النظام وبث روح اليأس والاحباط أيضا.



وحينما نتناول بعض أهم الأفلام الأمريكية التى عرضت فى مصر على مدار عشر سنوات من 2005، وحتى 2015 نرى كيف إستخدمت الإدارة الأمريكية صناعتها السينمائية فى محاولة هدم الدولة المصرية.



«فانديتا» الشرارة الأولى



الزمان : بدايات صيف 2005



المكان : جمهورية مصر العربية



الحدث : زيارة وزيرة الخارجية الأسبق كوندليزا رايس



فى هذه الزيارة تحدثت رايس عن مشروع الشرق الأوسط الجديد ، وظهر مع هذا الحديث خريطة جديدة للدول العربية مقسمة بشكل مختلف عما نعرفه، وصار حديث الشعوب العربية آنذاك ، وأصبح هناك مؤيد ومعارض لهذا المشروع .. لتصبح هذه الخطوة الأولى نحو التقسيم ، والتمهيد له .



بعد تحقيق هذه الخطوة كان لابد من ظهور الخطوة الثانية ، فكان فيلم «فانديتا» والدعاية القوية له ، والذى صور ثورة شعب إنجلترا على رجل الشرطة لتعامله بشكل مهين تجاوز قوانين حقوق الإنسان ، فشاهدنا الدمار والخراب ينتشر فى إنجلترا كلها .



كان عرض هذا الفيلم بمثابة رسالة لجنود أمريكا الموجودون على الأرض المصرية بتنفيذ ما شاهدوه لإسقاط الدولة ، الهدف الثانى تهيئة وتحفيز المشاهدين وغالبيتهم من الشباب للنزول ، والتعامل مع هذه اللحظة دون تردد.. وهو ما شاهدناه جميعا أثناء أحداث يناير2011 ، و محمد محمود ، ومجلس الشعب من تطبيق لأحداث الفيلم بحذافيرها مع ارتداء غالبية الموجودين للقناع.



لكن بماذا يرمز فانديتا وقناعه؟ هم جماعة «الاشتراكيون الثوريون» ويقوم فكرهم على الفوضى من أجل التغيير ، وأيضا الفوضى من أجل التطهير .. لذا فإن ما قدمه الفيلم وما حدث على أرض الواقع لم يكن من قبيل المصادفة ، بل مخطط له بكل عناية من إخراج ، تصوير ، مؤثرات بصرية ، وسمعية تحفز المشاهد وتثير مشاعره فيتفاعل مع ما شاهده حتى يصل لدرجة تجعله جاهزاً لتفريغ طاقته فى لحظة إنتهاء الفيلم ، لكن ما يحدث هو تخزين هذه الطاقة فى العقل الباطن نظرا لعدم وجود الحدث المناسب لخروجها ، و بمجرد قدوم هذا الحدث يتحرك الفرد بشكل أتوماتيكى لتفريغها كما حسها وشاهدها فى الفيلم، فالتأثير هنا يكون من خلال الحواس السمعية ، والبصرية أثناء المشاهدة ، لتتحول بعد ذلك إلى حركية مع تحول نفسى تخريبى نتيجة أن هاتين الحاستين استقبلتا ما يفوق طاقتهما فأصبح مثل البطارية ممتلئة الشحن والجاهزة لإطلاق شحنتها فى أى وقت.



فى الحلقة القادمة سنعرض كيف مهدت الإدارة الأمريكية لقدوم جماعة الإخوان المسلمين ، وأحداث رابعة والنهضة .