أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
خمسة عناصر تحدد الموقف المصرى من الملف السورى
28 أكتوبر 2015
تقرير - محمد العجرودى
الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال استقباله وزير الخارجية السعودى عادل الجبير

أصبحت الأزمة السورية من أكثر الملفات الإقليمية الساخنة تعقيدا، وغالبا ما تطغى على مائدة الحوار في أى اجتماعات دولية أو إقليمية، سواء فى الجهود الأممية لحلحلة الوضع، أو فى تحركات المعارضة السورية فى عواصم العالم، ومن بينها القاهرة التى سعت من خلال دبلوماسيتها ووزارة الخارجية لاستضافة اجتماعات للمعارضة، وتم التوصل الى خارطة طريق لتنفيذ مقررات جنيف.. ثوابت الموقف المصرى تجاه الملف السوري، و لقاءات المعارضة مع نائب وزير الخارجية الروسى بالقاهرة، ولقاء بوتين والأسد فى موسكو قبل أيام، محاور مختلفة طرحتها «الأهرام» للتعرف على آخر التطورات.


فى البداية، يكشف  المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن هناك عدة عناصر وثوابت للموقف المصرى تجاه ملف الأزمة السورية؛ أولها- ويعتبر الرئيسى منها- هو أن هذه الأزمة طال أمدها، وطالت معاناة الشعب السوري، وأنه لم يعد مقبولا أن تستمر تلك المعاناة لأكثر من ذلك، خاصة مع نزوح الملايين من أبنائه، وتعرضهم للصعاب الكثيرة التى نراها خلال عملية النزوح واللجوء، ووفاة مئات الآلاف من السوريين نتيجة تلك الأزمة، مما يوضح أن تلك الأزمة أصبحت بمثابة وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، وبالتالى فهناك حاجة ملحة للتعامل مع هذه الأزمة بأكبر قدر من الجدية.


وأما العنصر الثانى من ثوابت الموقف المصري، فهو أن هذه الأزمة لا يوجد حل عسكرى لها وإنما الحل لابد ان يكون سياسيا، ولابد من الحوار بين الأطراف السورية من أجل التوصل الى تسوية سلمية وسياسية. وموقفنا هو أن مخرجات  ومقررات مؤتمر «جنيف واحد» تعتبر الأساس الذى توافق عليه المجتمع الدولى كأساس للتسوية السلمية للأزمة، من خلال جميع عناصر تلك المقررات، بما فى ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالى كاملة الصلاحيات تشرف على العملية الانتقالية فى سوريا



ويوضح المستشار أبو زيد أن العنصر الثالث هو ضرورة وأهمية مكافحة الإرهاب فى سوريا؛ فالإرهاب تفشى ووجد فى سوريا بيئة مغذية وحاضنة له، واختلطت الأوراق هناك، وأصبح من الضرورى أن يتوحد المجتمع الدولى فى مكافحته، وأن تتوحد الرسالة والأدوات، معتبرا أن كل هذه العناصر متشابكة ومرتبطة ببعضها ولكل واحد منها الأولوية نفسها، والمسارات يجب أن تسير متوازية



ويؤكد أن العنصر الرابع هو أن مصر فتحت أبوابها للمعارضة الوطنية السورية التى لم تلوث يدها بالإرهاب، والتقت فى مصر وتوافقت على خارطة طريق لتنفيذ مقررات جنيف من خلال خارطة طريق تنفيذية، وتوافقت أيضا على ميثاق وطني، وبالتالى فنحن نرى أن مثل  هذا النوع من المعارضة الوطنية من المهم أن تتاح لها الفرصة للدخول فى الحوار، وأى حوار قادم، والتواصل مع المجتمع الدولى لتشرح موقفها و تكون جزءا من أى حوار وطنى قادم.



ويلفت الى أن العنصر الخامس هو ضرورة أن يسمو الجميع فوق طموحاتهم الشخصية، وأن يكون هدف الجميع هو حمايه الدولة السورية والحفاظ عليها وعلى مؤسساتها.      



ويقول أبو زيد إن الفترة الأخيرة شهدت تحركات على الأرض مع التدخل الروسى لمكافحة الإرهاب فى سوريا، الأمر الذى أضاف بعدا جديدا للتعامل مع العناصر المختلفة للأزمة. ويوضح أن هناك مبادرات  وأفكارا عديدة على الساحة، كما أن هناك اهتماما متزايدا من جانب الأطراف الدولية الفاعلة للاستماع إلى رؤية مصر، والاستناد إلى دور فاعل يمكن أن تقوم به لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة لأن مصر- منذ بداية الأزمة وحتى الآن- ثابتة على موقفها، وتتعامل مع الأزمة السورية من منطق مبادئ أساسية، وبالتالى فإن مصر ربما تكون لديها القدرة على تقريب وجهات النظر ومواقف الأطراف المختلفة المعنية بالأزمة.  



وحول لقاء بعض ممثلى المعارضة مع نائب وزير الخارجية الروسى بوجدانوف بالقاهرة، يشير أبو زيد إلى أن مصر ترى أن المعارضة السورية- التى اجتمعت فى مصر وأتاحت لها القاهرة أن تخرج بمخرجات نعتقد أنها إيجابية وتمثل أساسا للحل- يجب أن تتاح لها الفرصة الجيدة لأن تتواصل مع القوى الدولية لتشرح مواقفها ورؤيتها. وقد كان إيجابيا أن يزور نائب وزير الخارجية الروسى القاهرة ويلتقى مع وزير الخارجية سامح شكري، ويلتقى بالمعارضة الموجودة فى القاهرة، وأن تتاح له الفرصة لأن يجلس معها، حيث كان قد التقى معهم قبل ذلك، وهم ذهبوا الى العديد من العواصم قبل ذلك.. ولكن أهمية ذلك ان يحدث هذا اللقاء الآن بعد أن بدأت العمليات العسكرية الروسية  فى سوريا، ليحدث نقاش صريح بين الطرفين، يشرح فيه الجانب الروسى  ما الذى يريده من العمليات العسكرية ورؤيته، وتشرح المعارضة مخاوفها ورؤيتها.