أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
حملة الماجستير
25 أكتوبر 2015
فاروق جويدة


يطوف فى شوارع المحروسة الآن ألف مواطن مصرى من الحاصلين على درجة الماجستير فى عشرات التخصصات..هؤلاء الدارسون لم يتركوا بابا إلا وطرقوه ولم يتركوا مؤسسة من مؤسسات الدولة إلا ووقفوا أمامها ابتداء بمجلس الوزراء وانتهاء بمبنى وزارة البحث العلمى مروراً على نقابة الصحفيين..هؤلاء الدارسون من الحاصلين على درجة الماجستير لا يجدون عملا فى مؤسسات الدولة منهم من يعمل بوابا فى عمارة ومنهم من يعمل عاملا فى محطة بنزين ومنهم من يحمل الطوب والاسمنت ولم يجدوا حتى الآن من يسمع لهم..ان بينهم تخصصات مختلفة ابتداء بالمواد النظرية وانتهاء بالكيمياء والفيزياء والعلوم، بينهم باحثون فى التاريخ والحضارة والآثار والاجتماع والفلسفة ولنا ان نتصور باحثا حصل على الليسانس أو البكالوريوس بتفوق وبعده دبلوم دراسات عليا وبعد ذلك قضى سنوات فى إعداد رسالة الماجستير ما بين منهج البحث والإعداد والإشراف والمناقشة وكلها خطوات أخذت من عمر الباحث سنوات ثم بعد ذلك يجد نفسه مضطرا لآن يعمل بوابا أمام عمارة..على الجانب الآخر هذا الباحث الجاد يجد أمامه من حصلوا على الشهادات بتقديرات تترنح ما بين الضعيف والمقبول ويجد كل واحد منهم فى منصب أو وظيفة ويجد نفسه أمام باب العمارة يفتح لزميله الاسانسير ويحمل عنه الحقيبة السوداء ولا مانع ان يحمل العيش وسلة الخضراوات واكل القطط والكلاب..ما هو إحساس هذا المواطن الذى تفوق وابدع وسهر الليالى أمام زميل فاشل قضى فى الكلية عشر سنوات وسرق فرصته فى الحياة..ان مشكلة هؤلاء الحاصلين على الماجستير انهم غير لائقين اجتماعيا، أنهم أبناء مصر الفقراء الذين اجتهدوا ولم يجدوا مجتمعا يقدر مواهبهم وطموحهم وإصرارهم على التفوق..وما اكثر هؤلاء فى ارض الكنانة سوف تجدهم فى ريف مصر الذى لا يذكره احد وسوف تجدهم فى التجمعات العمالية التى نسيتها مواكب العدالة وعلى قشرة المجتمع المزيفة الكاذبة والمضللة سوف تجد مجموعة من الأشخاص الذين تسلقوا على أكتاف الآباء والمسئولين وأهل الواسطة وقفزوا على قمة المجتمع بالتحايل والنصب وغياب الأمانة.. ألف شاب مصرى يبحثون عن زمن ينصفهم..ودولة تحميهم وتوفر لهم فرص عمل كريمة.