بين العرفان بجميل الرواد والشجن لفقدان ضحايا حادث مسرح بنى سويف من جهة والفرحة بجنى ثمار موسم مسرحى شديد الثراء من جهة أخرى انطلقت الجمعة الماضى فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان القومى للمسرح والذى يستمر حتى 21 سبتمبر الجارى بمشاركة 39 فرقة مسرحية داخل التسابق وخارجه..
وكعادة المهرجان فى السعى لنشر الثقافة المسرحية للقاعدة العريضة من الناس فإن عروضه بالكامل متاحة بالمجان للجمهور من خلال 12 دار عرض تقام عليها الفعاليات بالقاهرة، خاصة أن اقامته هذا العام تتزامن ايضا مع يوم المسرح المصرى الذى نحتفى به فى الخامس من سبتمبر سنويا.. وهو ما يتناسب ايضا مع رؤية د. جمال ياقوت فى إخراج حفل الافتتاح الذى أثار الشجن فى نفوس الحاضرين بتذكرنا لضحايا حادث بنى سويف ولكنه لم يفقدنا الأمل والتفاؤل فى عودة الحركة المسرحية اقوى مما كانت بطموحات الشباب وخبرات الكبار قامة وقيمة.. يرأس لجنة التحكيم هذا العام الفنان القدير محمود الحدينى وبمشاركة نخبة من أفضل صناع ونقاد الحركة المسرحية وهم د. سامى عبد الحليم.. د. محمد ابوالخير.. د. منال محيى الدين.. د. لمياء محمد.. د. نبيل الحلوجي.. هشام جمعة.. عبدالغنى داوود ود. حاتم حافظ.. وتواجه اللجنة هذا العام تحديات كبيرة نظرا لما ستشاهده من مسرحيات تمثل أفضل من تم عرضه خلال هذا الموسم المسرحي، سواء على مستوى المضمون أو الصورة البصرية التى شهدت تطورا وإبهارا غير مسبوقين منذ عشرات السنين فى المسرح المصري، خاصة وأنه يقف وراء تلك العروض شباب واعد للغاية يمثل طاقات مبشرة جدا، فقد تسلموا بالفعل راية تأسيس حركة مسرحية جديدة وبراقة وأعلنوا عن أنفسهم بقوة خلال الشهور الماضية سواء على مسارح الدولة أو قصور الثقافة ومسارح الجامعات والفرق المستقلة والهواة والمجتمع المدنى والمسرح الخاص وغيره وهو زخم غير عادى سيضع لجنة التحكيم أمام حيرة وصراع شديدين لاختيار الأفضل من بين تلك العروض.