أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
«جزيرة» ساويرس!!
7 سبتمبر 2015
أحمد مصطفى سلامة

شعرت بوجع وأنا أتابع تفاصيل العثور على جثث سوريين داخل شاحنة بالنمسا كانوا في طريقهم للمجر وماتوا من التجمد، ووجعتني أكثر صورة الطفل «إيلان» السوري الغريق الذي قذفته أمواج الهجرة على السواحل التركية، مع اللاجئين الذين لفظهم البحر وأعادهم جثثاً هامدة؛ هرباً إلى أوروبا، من نير الحرب المستعرة والمجازر السورية ونير داعش، في كارثة إنسانية أدمت القلوب واقشعرت لها الأبدان، فضحت معها العرب والعالم أجمع.


وفي ظل حالة اللامبالاة والسلبية من العرب، جاء اجتهاد المهندس نجيب ساويرس، رجل الأعمال، على موقع «تويتر» باقتراحه شراء إحدى الجزر اليونانية أو الإيطالية؛ كحل إنساني سريع لمشكلة استعصت على دول العالم، تأوي المهاجرين السوريين وتحافظ على آدميتهم، هم وغيرهم ممن يشهدون نزاعات لتكون وطناً بديلاً، يعلن عن استقلاله، ويوفر لهم فيه فرص عمل.



على الجانب الإنساني هو مقترح جيد لا غبار عليه، خاصة إذا جاء بعد عجز الدول والحكومات عن ابتكار حلول لمشاكل باتت تؤرق الغيورين على الكرامة العربية، نثني عليه المهندس نجيب ولا نشكك أبداً في نواياه وحبه للخير.



ولكن... فإننا عندما نفكر في الحلول السريعة ينبغي أن ننظر إلى المشكلة ككل بشكل أعمق، وما يترتب عليها من احتمالات وسلبيات خطيرة..



فلنفكر معاً:



- ماذا ستفعل يا باشمهندس في احتمالات انتقال الصراع من سوريا والعراق لتلك الجزيرة، أو انتقال مندسين «دواعش» قد يولدون بؤراً إرهابية جديدة تهدد البلاد المجاورة؟! ألم يلفت نظرك في الفيديو الأول لداعش الإجرامي الدموي؛ ما تحدث به زعيمهم عن غزو روما؟!



- ماذا ستفعل إذا تحولت هذه الجزيرة إلى وطن بديل وليس مؤقتاً، تضيع معه قضية المهاجرين وهويتهم؟



- ماذا ستفعل إذا طالبت إسرائيل بشراء أرض للاجئي فلسطين أسوة بإخوانهم السوريين؟



- هل تعلم أن الحكومة اليونانية ليست من السذاجة بأن تقبل بإقامة مشاريع على أراضيها، دون أن يعود بالمنفعة العامة عليها؟!



- هل تعلم أنك بذلك تكون قد ساعدت الأمريكان والكيان الصهيوني بشكل غير مباشر في مبتغاهم، فهم من صنعوا داعش لتفتيت سوريا والعراق واحتلالهما، وربما يبعثون لك برسالة «شكر»؛ فقد سهلت لهم مشوار إزاحة بشار و«ضياع الوطن»؛ لتعم الفوضى الأرجاء، وبذلك تنجح خطة احتلال الأرض وإبادة الجيوش العربية!!



- هل تعلم أنك بذلك تخدم إيران، بات معها تهجير السوريين حلماً يداعب خيالها، ويخدم المد الشيعي!!



أسئلة مهمة لم أقصد بها أن أصدر إحباطاً أو أن أثبط عزيمة المهندس نجيب.. ولكن تحتاج إلى إجابات شافية..إذا أجاب عنها... فـ«مبروك» عليه وعلى السوريين الجزيرة!!