أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
تزامنا مع محاربة الإرهاب..الدولة تواجه البلطجة
30 أغسطس 2015
تحقيق- عـباس الملـيجي :
البلطجة

ربما شاهدت بلطجيا فى أحد الشوارع يشهر سلاحه أو يفرض سطوته على المواطنين الأبرياء أو يقتحم مكانا ليحصل على إتاوة مالية أو يعترض طريق مواطن ليسرق متعلقاته الشخصية ..



ومنذ فترة هاجم عدد من البلطجية دار أيتام وحطموا محتوياتها وسرقوا ما بها ، وتمكنت الشرطة من ضبطهم خلال ساعات. الأمر الذى يطرح عدة أسئلة ..وكيف نواجه مافيا البلطجة التى أصبحت خطرا داهما يفوق الإرهاب الأسود الذى تتعرض له البلاد حاليا؟ وهل يمكن أن تزلزل دولة البلطجية حياة وأمان المواطنين فى مختلف القرى والمدن والمحافظات المختلفة وتهدد أرواحهم وممتلكاتهم ؟



وفى نفس الوقت لم تتوقف جهود رجال الشرطة البواسل فى مواجهة البلطجة بل امتدت إلى باقى أنواع الجريمة على مستوى المحافظات للسيطرة على مروجى المواد المخدرة ، ومنع تداول الألعاب النارية التى تهدد حياة المواطنين ، كما تم ضبط عدد من العناصر الهاربة من تنفيذ أحكام جنائية فى مختلف المحافظات .



 



تحقيقات « الأهرام « رصدت آراء عدد من المواطنين وبعض المسئولين للكشف عن جوانب من  ظاهرة البلطجة التى تهدد حياة الأبرياء ، كما نكشف عن المناطق التى يزداد فيها معدل ارتكاب الجرائم باستخدام البلطجية.



بنبرة حزينة عبر د. مجدى محمد - طبيب بأحد المستشفيات العامة - عن استيائه من تفاقم ظاهرة البلطجة فى عدة مناطق داخل العاصمة وبحكم طبيعة عمله يستقبل حالات عديدة أصيبت نتيجة فرض سيطرة وعنف من جانب البلطجية .






ويروى - د. مجدى واقعة تعد بالضرب على ضابط شرطة من مجموعة من العناصرالبلطجية بالهرم ويقودهم شخص يدعى محمد عبد الله عبود حيث اعترض طريقه بمعاونة أبنائه وأقاربه أثناء نزوله من السيارة وانهالوا عليه بالضرب لترويعه وأسرته ومحاولة سرقة سيارته ، وأصابوه بشرخ فى الركبة وقطع فى الرباط الصليبى .



وطالب د. مجدى بضرورة القضاء على مافيا البلطجة فى منطقة الهرم وسرعة القبض عليهم لتأمين حياة المواطنين الأبرياء من شرورهم .



وتقول هبة المرسى - مدرسة إن شوكة البلطجية تزداد عندما يتراخى الأمن ، فخلال الفترة الماضية كان البلطجية يهددون المواطنين فى وسائل المواصلات وأمام المخابز وفى الطرقات خاصة فى المناطق الشعبية مثل الدويقة ومنشأة ناصر والمطرية ، وعزبة النخل أما الآن فقد اختفت ظاهرة البلطجة قليلا عن الماضى إلا أن رواسب هذه الظاهرة تحتاج إلى ضربة قاضية من الدولة لمنع تفاقمها فى الشارع مجددا.



ويرى رضا عبد الهادى - محاسب أن نفوذ دولة البلطجية خطر داهم على الدولة يفوق خطورة ما ترتكبه الجماعات الإرهابية فى سيناء من جرائم ضد المواطنين ، ولا بد أن تواجه بدولة القانون ، وقوة المؤسسات الأمنية للحد من المخاطر الجسيمة للبلطجية ومنع ابتزازها للمواطنين .



وتطالب إيمان عبد الفتاح موظفة رجال الشرطة بتكثيف جهودهم لملاحقة  ما تبقى من الهاربين من السجون والبلطجية والمسجلين خطر المنتشرين فى معظم المحافظات الذين يقومون بترويع المواطنين وفرض السيطرة وجمع الإتاوات، والإتجار فى المواد المخدرة والأسلحة بأنواعها.



وأعربت - إيمان - عن ثقتها الكاملة فى قدرة جهاز الشرطة على ضبط عناصر البلطجة خاصة أن لديه معلومات عنهم وعن سجلاتهم الإجرامية وطبيعة نشاط كل منهم .



وترى رانيا محمود - مهندسة أن الدولة نجحت فى نسف البلطجة من بعض المناطق واستعادت الأمن والأمان للمواطنين وسيطرت على منع تزايد أعمال البلطجة خاصة فى الأماكن العشوائية.



وتشكو رحاب عبد الله موظفة بالشهر العقاري، من وجود مجموعة من البلطجية يقيمون بصفة مستمرة أسفل منزلها بمنطقة الجمهورية بمدينة المحلة الكبرى يدخنون الحشيش دون أى اعتراض من الأهالى الذين يرفضون إبلاغ الشرطة خوفا من سطوتهم وأسلوب البلطجة الذى يفرضونه على أهالى المنطقة .



ويشير على عبد الرءوف - مدرس - إلى أن أجهزة الشرطة تعرف تماما عناصر البلطجية فى كل منطقة ، ولا بد من القضاء عليهم قبل أن ينهشوا المجتمع بتصرفاتهم المشبوهة وأغراضهم الدنيئة .



على الجانب الآخر من القضية يروى عزت محمد - رجل فى العقد الرابع من عمره ومتخصص فى فض المنازعات بالقوة - تفاصيل طبيعة عمله قائلا : إنها تعتمد على التدخل بين المتنازعين ومحاولة الصلح بينهما مقابل الحصول على مبلغ مالى من كل أطراف النزاع ، وإذا لم يلتزم أحدهما بما اتفق عليه يتدخل بالقوة لإنهاء المشكلة .



وأضاف - عزت -  أنه دائما يطلب منه تنفيذ مشاجرة أو اعتداء لصالح أشخاص آخرين مقابل المال وأحصل على نصف المبلغ قبل تنفيذ المهمة والباقى بعد الإنتهاء منها ، وألجأ لهذا الأسلوب لعدم وجود دخل ثابت لى .  وأكد - عزت - أنه لم يشارك فى أحداث تضر بالمواطنين الآمنين، فقد اعتاد مساعدة المظلومين منهم والدفاع عنهم من خلال قوة شخصيته  وسطوته فى المنطقة، كما اعترف أنه قد يساعد أحد الأهالى المشاركين فى مشاجرة مقابل مبالغ مالية تتراوح من 50 جنيها وقد تصل إلى 1000 جنيه حسب حجمها.



 



العائد المادي



ويوضح اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمنى أن البلطجية أنواع الأول : الذى يعمل لحسابه الخاص ويكون العائد المالى له وحده والثاني: الذى يعمل لصالح عصابة أو مجموعة من البلطجية، والعائد هنا يقسم على المجموعة، وهذا النوع الأخير هو البلطجى المؤجر لحساب الغير، وتنتهى علاقته بالمستأجر بانتهاء المهمة وعادة تكون استيلاء على أراضٍ زراعية أو سيارات أو ترويع شخص أو مجموعة أشخاص، ويختلف الثمن على حسب مدة ونوع وتوقيت العملية ومدى خطورتها.



ويضيف - سيف اليزل - أن البلطجى شخص دائم التحرك بأسلحة بيضاء أو نارية أو أدوات لكسر وسرقة المحلات والشقق، ودائما ما يتواجد فى بعض المقاهى بالأحياء الشعبية مثل المطرية ومنشية ناصر والباطنية وإمبابة ، كما أن لهم سماسرة مشهورين ومعروفين لدى الجهات الأمنية، كما أنهم منتشرون فى بعض المحافظات الأخري،  وذلك نظرا لتوافر السلاح بكميات كبيرة والنزاعات على الأراضى الزراعية.



وأكد - الخبير الأمنى ضرورة القضاء على تلك الظاهرة، بزيادة القبضة الأمنية للدولة وعودة الانضباط إلى الشارع وتجفيف منابع السلاح. ويعلق اللواء أحمد موافى الخبير الأمنى على ظاهرة البلطجة قائلا : إن أعداد الفيديوهات على الإنترنت ترصد بالصوت والصورة جرائم البلطجية بكل أنواعها من قتل وسحل وخطف والاتجار فى المخدرات والأسلحة علنا فى الشوارع ، وأعتقد أن هذه الفيديوهات عبارة عن نقطة سوداء لا بد من إزالتها .وأن ملف البلطجية هو الأخطر من ملف الجماعات الإرهابية المتطرفة لأن جرائم البلطجة تدفع البلاد إلى منزلق خطير.



وأوضح - الخبير الأمنى - أن هناك نوعين من البلطجية هما المأجورون الذين يحترفون ارتكاب الجرائم مقابل الحصول على المال من أى طرف دون الاهتمام بطبيعة المهمة التى تسند إليهم ، وتتراوح المبالغ التى يتقاضاها البلطجى لإيذاء شخص ما  أو إحراق وإتلاف مكان مثلا ما بين 200 جنيه و20 ألف جنيه حسب طبيعة تلك المهمة، أما النوع الثانى وهم البلطجية الذين يعملون لصالح أنفسهم لحماية أنشطة غير مشروعة أو فرض سيطرتهم على المنطقة التى يسكنون بها.



محاربة الإرهاب



ويشير- اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق - إلى أنه على الرغم من انتشار رجال الشرطة بشكل ملحوظ فى بعض المناطق ومحاولاتهم الحثيثة لاستعادة الأمن فى الشارع وبين المواطنين ، إلا أن البلطجية لا يزالون يرتعون ويرتكبون الجرائم ويستغلون إنشغال رجال الأمن بمحاربة الإرهاب لتنفيذ أعمالهم الإجرامية فى تحد واضح لضباط الداخلية لذلك لا بد أن تواجه كل أجهزة الوزارة كل أشكال البلطجة بكل قوة لحماية المواطنين الأبرياء .



وطالب مساعد وزير الداخلية الأسبق بضرورة تعاون المواطن مع رجال الشرطة ، والإبلاغ عن العناصر التى تقوم بأعمال بلطجة من أجل التخلص منهم وأن يكون تصرفه إيجابيا من أجل الوطن .



الظروف الاجتماعية



ويؤكد - د.رشاد عبد اللطيف عميد كلية الخدمة الاجتماعية سابقا وأستاذ نظم المجتمع بجامعة حلوان أن زيادة معدلات البلطجة تعود إلى تدهور الظروف الإجتماعية التى تصنع بلطجيا ،كما أن نفسية البلطجى الذى صنعته الظروف الإجتماعية القاسية غالبا ما تكون عدائية تجاه المجتمع كما أنه يخضع للإغراءات المادية التى تجذبه لتنفيذ أعمال إجرامية وبلطجة فى حق المجتمع .



وأضاف -أستاذ نظم المجتمع - أن التربية السوية الصحيحة تستطيع إيقاف فيروس البلطجة سواء كانت فى المدارس أو الأسر نفسها، مشيرا إلى أن البلطجى يتسم بالسلوك العدوانى تجاه الفرد والمجتمع ويحاول أن يفرض قوته الوهمية على الجميع بهدف تحقيق أغراضه ، كما أنه يمكن التعرف عليهم بسهولة من خلال الشكل والهيئة والملابس وطريقة الكلام ، ومن بعض المتعلقات التى يستخدمها كحمل السنج الحديدية والأسلحة البيضاء والنارية، ويتمركزون غالبا فى الأماكن النائية والشوارع المظلمة، وعلى الطرق السريعة والفرعية الخالية من الخدمات الأمنية.



ويشير - د.رشاد عبداللطيف - إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الرجال فقط بل تشارك فيها النساء أيضا، وتعرف المرأة البلطجية بمسميات عديدة منها ( شر الطريق) و( الهجامة ) و (مجانص) ويتم الاستعانة بالمرأة البلطجية فى الحالات التى لا يجدى فيها الرجل البلطجى نفعا فيها.



وأوضح - أستاذ نظم المجتمع- أن البلطجية ينتشرون فى مناطق كثيرة خاصة الشعبية والأسواق لفرض السيطرة على مناطق بعينها ويأخذون الإتاوات لصالحهم، وقد يقتلون نظير المال، أو يحرقون منازل ومتاجر بعض الناس المنافسين لآخرين لقاء أموال متفق عليها



وطالب بضرورة تضافر جهود المجتمع من أجل القضاء على هذه الفئة المنحرفة والتى تهدف إلى بث القلق والرعب فى نفوس المواطنين .



وفى النهاية يجب أن يدرك الجميع أن القضاء على البلطجة مهمة الجميع وليست مسئولية الدولة فقط لذلك يجب تضافر جهود أفراد المجتمع سواء كانوا مواطنين أو مسئولين لمواجهة هذه التصرفات المشبوهة والتى تنهش فى المجتمع.



 



حملات مكثفة على البلطجية والسلاح والمواد المخدرة



 كشف مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية عن نجاح الأجهزة الأمنية فى ضبط العديد من العناصر الإجرامية والبلطجية والأسلحة وورش تصنيع السلاح فى المحافظات.



وقال اللواء أيمن حلمى مدير إدارة الإعلام بالوزارة إنه وفقا لتوجيهات اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية فإنه جار استمرار حملات أمنية مكثفة لمواجهة أعمال البلطجة وضبط الخارجين على القانون وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء وإحكام السيطرة الأمنية فقد قام  قطاع مصلحة الأمن العام بتوجيه حملات أمنية خلال أسبوع بالتنسيق مع مديريات الأمن وقطاع الأمن المركزى بكافة محافظات الجمهورية أسفرت جهودها عن ضبط 1725 قطعة سلاح متنوعة تشمل أسلحة نارية وبيضاء منها  2 رشاش و 83  بندقية آلية و 136 بندقية خرطوش و 42  طبنجة و 229 فردا محلى الصنع و 1835 طلقة نارية مختلفة الأعيرة وضبط 1233  قطعة سلاح أبيض .



وأضاف أنه تم ضبط ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بداخلها 3 فرد محلى والأدوات المستخدمة فى التصنيع. وأن الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة الداخلية بالتعاون مع مختلف مديريات الأمن نجحت فى ضبط العديد من قضايا الإتجار فى الألعاب النارية ، مشيرا إلى أنه فى إطار جهود أجهزة البحث الجنائى بوزارة الداخلية لضبط الجريمة بشتى صورها خاصة مرتكبى جرائم تجارة الألعاب النارية فقد تم ضبط 78327 قطعة ألعاب نارية منها على سبيل المثال  



ضبطت الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة 4 قضايا بمضبوطات بلغت  3575 قطعة ألعاب نارية .وضبطت مديرية أمن القاهرة 6  قضايا بمضبوطات بلغت 6 آلاف قطعة ألعاب نارية.كما قامت مديرية أمن الجيزة بضبط مضبوطات بلغت 800 قطعة ألعاب نارية وتمكنت مديرية أمن الدقهلية من ضبط قضية بمضبوطات بلغت 490 قطعة ألعاب نارية .ونجحت مديرية أمن أسيوط فى ضبط  قضيتين بمضبوطات بلغت 3270 قطعة ألعاب نارية  .فى حين تمكنت مباحث مركز شرطة الباجور بمديرية أمن المنوفية من ضبط شخصين بحوزتهما بندقية وفرد خرطوش .



وأشار اللواء أيمن حلمى إلى أنه فى إطار توجيهات السيد وزير الداخلية لضبط الجريمة بشتى صورها وحائزى الأسلحة النارية غير المرخصة ، وإعادة الانضباط إلى الشارع فقد قامت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة بعدة حملات أمنية مكبرة شارك خلالها قوات إدارات البحث الجنائى والمرور والتموين وقسم المرافق بالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام وقوات الأمن المركزى أسفرت عن تحقيق العديد من النتائج الإيجابية من بينها فى مجال ضبط قضايا إحراز الأسلحة النارية والبيضاء ، تم ضبط  3  بنادق خرطوش، و3  طبنجات، و10  فرد محلى الصنع ، و3067  طلقة نارية مختلفة الأعيرة، و 28 قطعة سلاح أبيض.



وفى مديرية أمن سوهاج تم ضبط 12 قطعة سلاح نارى ، حيث قامت الأجهزة الأمنية بحملة أمنية مكبرة شارك خلالها قوات إدارات البحث الجنائى والمرور والتموين وقسم المرافق مدعومة بمجموعات قتالية من إدارة قوات الأمن بالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام .. أسفرت عن تحقيق العديد من النتائج الإيجابية فى مجال ضبط قضايا إحراز الأسلحة النارية حيث تم ضبط  1 رشاش ، و 1 بندقية آلية عيار 7.6239مم ، و 3 بندقيات خرطوش عيار 12مم ، و 5  فرد روسى محلى الصنع ، و 2  فرد خرطوش محلى الصنع.



 كما تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع مديريات أمن الغربية وأسوان والدقهلية وجنوب سيناء خلال 24ساعة من  ضبط 313 كيلوجراما من نبات البانجو المخدر وألفى قرص مخدر، وقامت مديرية أمن الجيزة بضبط 3 عاطلين  لقيامهم بالاتجار فى المواد المخدرة وبحوزتهم  500 جرام من مخدر الهيروين . ونجحت مديرية أمن أسوان فى ضبط عاطل لقيامه بالإتجار فى المواد المخدرة وبحوزته 6 كيلوجرامات من نبات البانجو المخدر . وتمكنت مديرية أمن الدقهلية من ضبط عاطل لقيامه بالإتجار فى المواد المخدرة وبحوزته 7 كيلوجرامات من نبات البانجو المخدر.