أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
كيف نتجنب المتاعب البيئية بسبب ارتفاع الحرارة؟
19 أغسطس 2015
نعمة الله عبدالرحمن
الدكتورة هبة يوسف

يشهد العالم فى الوقت الراهن ارتفاع درجة حرارة الجو عن معدلاتها الطبيعية، مما يؤثر على البيئة والمناخ وصحة الإنسان، وقد يتطور إلى انتشار بعض الأمراض، بينما يرتبط ببعضها الآخر، الأمر الذى يوصى معه الخبراء بعدد من الوصايا الصحية، والبيئية.


فى البداية، توضح الدكتورة هبة يوسف وكيلة كلية الطب بجامعة بورسعيد لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة أنه مع حلول فصل الصيف والإجازات الرسمية للمدارس والجامعات تنشط الرحلات للمصايف والمنتزهات والنوادي، وقد يتبعه تناول الوجبات الجاهزة السريعة، التى قد تكون معدة بطرق غير صحية، فتساعد على نمو الجراثيم، وتسبب التسمم الغذائي،  والنزلات المعوية الحادة، التى تظهر فى صورة أعراض أبرزها ارتفاع شديد فى درجات حرارة الجسم، ورعشة وقيء وآلام بالمعدة، وتقلصات بالأمعاء، وإسهال شديد.


كما تنشط فى الصيف الحيوانات السامة مثل العقارب التى تفضل العيش فى الرمال على الشواطئ، خاصة التى تنتشر بها مقالب القمامة، فتقوم بلدغ الفريسة من البشر، خاصة فى الليل، حيث تفرز من آخر فقرة فى ذيلها مجموعة من السموم الخطيرة، التى تشبه الناقلات العصبية بجسم الانسان، وتحدث أعراضا خطيرة مثل عدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وضيق التنفس وتورم الرئتين مع تورم واحمرار أماكن اللدغة.



وتحذر أيضا من أنه مع ارتفاع حرارة الجو فى الصيف تنتشر أنواع من الأفاعى والحيات، وتصيب الإنسان بلدغات مميتة، الأمر الذى يتطلب سرعة العلاج، وتناول المصل المضاد قبل مرور أربع ساعات من اللدغة، سواء من العقرب أو عضة الثعبان .



وتضيف أن بعض العمال الذين يعملون تحت الأشعة الحارة قد يتعرضون لضربات الشمس، حيث تعد ضربة الشمس من أخطر الأمراض الناتجة عن التعرض الشديد للحرارة العالية، إذ يفقد معها الجسم آلياته الطبيعية لمقاومة الإجهاد الحراري، بجانب أن ارتفاع درجات الحرارة قد يسبب مشكلات للأطفال وكبار السن ومصابى مرض السكر وضغط الدم العالي، فقد تظهر التشنجات الحرارية التى تكون فيها التشنجات حادة، ومؤلمة للعضلات، وتصيب الساقين والذراعين وجدار البطن والظهر للذين يعملون فى بيئات حارة.



كما تحذر من ظهور طفح الحرارة الوخزى المسمى بـ «حمو النيل»، مشيرة إلى أن طرق الوقاية هى الأفضل لتجنب تلك المشكلات الصحية التى تتمثل فى تجنب تناول الوجبات السريعة الجاهزة، والحرص على نظافة الخضراوات والأطعمة والفاكهة، والابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة، وعدم السير فيها دون غطاء للرأس، مع ارتداء الملابس القطنية.



فيروسات مضرة



وعن ارتباط ارتفاع درجات الحرارة ببعض الفيروسات المضرة يشير الدكتور راضى حماد اختصاصى الكبد والجهاز الهضمى بالمعهد القومى للكبد، إلى أن الجو الحار الرطب قد يزيد من طول وجود وحيوية فيروس بي، الذى ينتشر بسبب التلوث، وإهمال النظافة، وكذلك فيروس سي، إذ يؤخذ فى الاعتبار أن هذا الفيروس انتشر فى مصر أكثر بالبيئات القروية عنها فى البيئات الحضرية، نظرا لارتباطه بأنماط السلوك التى تنتشر فى القري، مثل ظاهرة حلاق القرية، والتشارك فى استخدام الأدوات الشخصية.



ويضيف أنه يجب الحرص على التعقيم والوقاية مما قد يكون مصدرا من مصادر نشر العدوي، كما يجب على الدولة أن تنشط جهات التفتيش على آليات نقل العدوي، ومحاربتها، وأنه على الإعلام نشر الوعى بخطورة تلك السلوكيات عن طريق الدراما والأفلام، وذلك لتوجيه الفئات التى تنتشر فيها الأمية.



ويضيف أنه على مستوى الشخص المريض بتلك الفيروسات يجب أن يعلن مرضه لمن هم حوله، مع الحرص على حمايتهم من الإصابة بالعدوي، والتوجه لمراكز العلاج بعد التحليل .