أعجبتنى فكرة البيت السعيد التى تحاولون بها حل مشكلة كبرى تؤرق مجتمعنا بعد ارتفاع سن الزواج نتيجة عوامل عديدة, وهى فكرة تسهم بلا شك فى تحقيق الاستقرار الأسرى المفقود لدى الكثيرين,
لكن تظل هناك أزمة حقيقية بالنسبة للأرامل والمطلقات اللاتى تقدم بهن العمر, ومن هنا أقترح على الأندية الاجتماعية بالقاهرة ان يكون لها دور فى التغلب على هذه المشكلة بحيث يخصص كل منها يوما واحدا فى الأسبوع لاستقبال من يرغب فى التعرف واللقاء بالجنس الآخر, مع تحديد فترة زمنية للقاء ولتكن مثلا من الثالثة ظهرا إلى السابعة مساء, ويتم ذلك تحت إشراف عدد من المتخصصين الاجتماعيين ولو من بعيد ومن الضرورى وضع شروط لهذه اللقاءات بحيث لا يلتقى اثنان أكثر من أربع مرات مثلا حتى لا يتخذ البعض فكرة الزواج بهذه الطريقة وسيلة للتلاعب بالآخرين.
أيضا لابد ان يكون الدخول مقابل رسم مناسب واستخراج بطاقة لهذا الغرض بها بيانات المتردد، وخانات لتسجيل عدد مرات تردده على النادي، وأعتقد ان هذه الفكرة فى حالة تنفيذها سوف تحل جزءا كبيرا من معضلة الأرامل والمطلقات.
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
لقد ذكرتنى رسالتك يا سيدى بفكرة الدكتور مجدى مطاوع لإنشاء نادى القلوب الوحيدة.. تلك الفكرة التى قصد منها تخفيف حدة الوحدة التى يعانى منها من يعيشون بمفردهم، ولا يجدون من يأنسون بهم، وهى فكرة جميلة ورائعة إذ إنها تجعل الإنسان أكثر إقبالا على الحياة، وتشعره بأنه لا يعيش وحده، وأن هناك آخرين يشاركونه أفراحه وآلامه، لكنى أتخوف من المردود السلبى لهذه الفكرة، ولعلها تكون أكثر قابلية للتطبيق إذا اقتصرت على اللقاء مرات معدودة، وليت المسئولين عن الأندية الاجتماعية يفيدوننا بآرائهم حول الأسلوب الأمثل لتنفيذها أملا فى ان يجد كل قلب وحيد القلب الآخر الذى يتآلف معه ويكملان معا مشوار الحياة.. وبالمناسبة فإن باب «البيت السعيد» الذى أسسته فى بريد الأهرام، وننشره بانتظام يوم السبت من كل أسبوع لقى صدى هائلا، وعن طريقه تزوج الكثيرون، وهناك أسر عديدة تزورنا بانتظام، ويبلغوننا بأخبارهم أولا بأول، ومعظمهم أنجب أولادا، واستقرت بهم الحياة، وهناك من لم يجد نصيبه فى الزواج بعد، ربما لعدم التوافق أو للمغالاة من جانب أحد الطرفين فى الشروط المطلوبة.. ونحن نجد عناء كبيرا فى إقناع هؤلاء بضرورة الوصول إلى حلول متوازنة، تضمن الحد الأدنى من شروط الزواج وهى القبول والتوافق الاجتماعى والأسري، وليعلم كل طرف أن الكمال لله وحده، فليس هناك رجلا بالمقاس، ولا سيدة أيضا، ولكل واحد من يناسبه، وليت القراء يعرفون ذلك، فيبنون بيوتهم على الوفاق والود والاحترام.