حبيبها الذى راسلها على أنه صديقتها ومن ثم فهى تخشى على نفسها منه وأريد أن أحكى لها حكايتى فأنا الأخرى كان لدى ما عندها من هواجس حول موضوع «الإنجاب» واعترفت للشخص الذى أحببته بهذا الأمر وهنا يتضح الفرق بين من كنت أحبه وحبيبها، فالشخص الذى صارحته بسرى تجبر وقسا علىّ قسوة لم أر مثلها فى حياتي، أما هى فإن من صارحته بظروفها رحب بأن يترك الأمور تجرى بشكل طبيعى، وبالتالى فلا يستحق منها أن تقسو عليه حتى وإن أخطأ فيما فعله وتسبب فى صدمتها الإلكترونية وأقول لها: ناقشى الأمر مع والديك بهدوء، وليتول ابوك مناقشته مع والديه، وإن لم ترتض لنفسك أن تصفحى عنه، ربما لا تجدين من يصفح عنك عندما تصارحينه بموضوع الإنجاب!.. وإنى أسألك: من منا لم يخطئ فى حياته، «فمن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر»، كما قال عيسى عليه السلام، ولنرحم بعضنا حتى يرحمنا خالقنا. وإذا كنت قد صدمت صدمة الكترونية، فأنا صدمت صدمة واقعية حينما داس على جرحى بلا رحمة ولا هوادة هذا الشاب الذى قابل اعترافى بسخرية واستهزاء ومازلت غير قادرة على تصديق ما حدث، وليتنى كنت مكانك وكانت كل خطيئة الشخص الذى أحببته أن صدمنى تلك الصدمة الالكترونية.
< ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
لا يختلف الموقف الذى تعرضت له عن موقف كاتبة رسالة «الصدمة الالكترونية» سوى فى الطريقة التى أدارها كل من فتاك وفتاها لكى يعبر عن حقيقة مشاعره، وموقفه من علاقة الحب التى جمعته بمن أحبها وتمناها زوجة له، بل إننى أرى أن فتاك أكثر وضوحا فى تعامله مع مشكلة الإنجاب التى حدثتيه عنها فهو أدرى بحاله وظروفه، وربما يكون قد رأى أن الانفصال هو النتيجة الحتمية لزواج بلا أطفال، فآثر عدم استكمال مشوار الزواج، وهذا أفضل لك كثيرا من أن تتزوجيه ثم تنفصلى عنه لهذا السبب مع ما فى ذلك من جراح لا يرجى شفاؤها لكلا الطرفين.. أما فتى كاتبة رسالة «الصدمة الالكترونية» فإنه تمادى فى الكذب عليها، وأراد التغرير بها، ونصيحتك لها بأن توافق عليه لأنه يحبها، هى نصيحة فى غير مصلحتها، إذ كيف تشجعينها على الزواج دون علم أهلها لكى تضعهم أمام الأمر الواقع، إن هذا الشاب لا يحبها، وإنما يسعى إلى إيقاعها فى شباكه، وبعدها سيريها العذاب أشكالا وألوانا، فأرجوها أن تبتعد عنه، كما أرجو أن تتجاوزى آلامك ببعد هذا الشاب عنك، واحمدى الله أنك لم ترتبطى به، وسوف يهبك الله من يكون أهلا لك، ويريدك لذاتك، حين يأذن سبحانه وتعالى.