أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
فى الذكرى ال 71 على رحيل قيثارة الغناء العربى
ثروت الخرباوى يفجر مفاجأة:الإخوان قتلوا أسمهان!
24 يوليو 2015
أحمد السماحى

من قتل أسمهان؟! سؤال ظل معلقا كثيرا، رغم أنه يتردد طوال الـ 71 عاما الماضية،ومنذ حادث الموت الغامض على مدار هذه السنين لم يتوقف الكلام عن لغز القتل المريب،



مع إلحاح السؤال: هل كان حادثا عاديا ذلك الذى جرى فى صباح يوم الجمعة 14 يوليو عام 1944؟ أم كان مدبرا؟ هل كان هو اغتيال كما يعتقد كثيرون؟!خاصة فى ظل تأكيد البعض على أن المخابرات البريطانية هى التى قامت بتجنيدها فى أواخر أيامها، ومن ثم كانت وراء القتل، وهناك فريق آخر أكد أن الفرنسيون هم وراء هذه الحادثة، والقسم الثالث قال:لا إنها المخابرات الألمانية، لأن أسمهان دخلت ساحة اللعب مع الكباربعدما عبرت بوابة عالم الأشباح الملئ بالغموض والخفايا والأسرار، ولم تحافظ على قواعد اللعبة!.



ولم يتوقف الاتهام بالقتل لقيثارة الغناء على هؤلاء فقط، ولكن أصابع الإتهام أشارت إلى الملك فاروق لأن أسمهان تعرف عنه الكثير، وكانت وراءنشر فضائح أمه «الملكة نازلي» التى كانت تنافسها على قلب أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي، وأخطر رجال القصر، والدونجوان الخبير بالنساء، وفى الوقت ذاته ألصقت كثير من القبائل العربية تهمة القتل بزوجها الأول وابن عمها الأمير «حسن الأطرش» الذى كسرت قلبه، وأصرت على الطلاق منه فطلقها، ولكنه لم ينس حبه لها، ولم ينس الإهانة ولا الجراح، ولم ينس أيضا أنهاأساءت بتصرفاتها لعائلة الأطرش وللدروز، وهناك من جنح إلى فكرة: لا هذا ولا ذاك، إنها أم كلثوم وليس غيرها، هى التى قتلت أسمهان، قتلتها غيرة منها، وحتى لا تنافسها على عرش الغناء.



كتب كثيرة صدرت عن أسمهان سواء فى مصر أو العالم العربي، لكن لم يتوصل كاتب من هؤلاء الكتاب الذين كتبوا عن أميرة الحب والحرب، ولعبة الحب والمخابرات أسمهان، إلى حقيقة موتها، ولم يفك أحد منهم هذا اللغز الغامض.



وفى الذكرى الـ 71 لرحيلها والتى مرت يوم الثلاثاء الماضي، فجر الكاتب الكبير والقيادى السابق بالإخوان «ثروت الخرباوي» مفاجأة من العيار الثقيل، ووضع النقاط على الحروف، حيث كشف ولأول مرة من خلال مسلسله «التنظيم السري» الذى قام بتأليفه وتوثيقه، وعرض طوال شهر رمضان على البرنامج العام، من إخراج صفى الدين حسين، وبطولة النجم طارق لطفى الذى جسد دور حسن البنا، والنجم الأردنى منذر ريحنه، أن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية هى التى قامت بقتل أسمهان بتكليف من مؤسس الجماعة حسن البنا، حيث كانوا يعتبرونها كافرة ويحل دمهالعملها مع أعداء الوطن واشتغالها بالغناء وسوء سلوكها، وفى يوم الجمعة وكما جاء فى الحلقة 24 من حلقات المسلسل استيقظت أسمهان من النوم الساعة الخامسة صباحا، وأرسلت سائق سيارتها إلى محطة مصر ليحجز لها تذكرة فى القطار السريع الذى سيسافر إلى رأس البر، حيث كانت ترغب فى الاستجمام والراحة، نظرا لعملها المكثف طوال الشهور التى سبقت الحادث فى فيلم «غرام وانتقام».



وعاد السائق يقول إن كل التذاكر محجوزة، فقالت أسمهان فى غضب: إذن لنذهب بالسيارة، ورد السائق بأن السيارة غير جاهزة لمثل هذا المشوار، فزاد غضبها واتصلت بالفنان الكبير يوسف وهبي، الذى أمر لها بسيارة وسائق من استديو مصر، وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد زرعت سائقا تابعا لهم فى استديو مصر، لينقل لهم تحركات وخبايا الفنانين، وإستغل السائق «فضل» هذه الفرصة واتصل «بعبدالرحمن السندي» أحد رجال البنا المقربين، فأمره بالذهاب معها، وتنفيذ أمر قائد الجماعة بقتلها، والذى تأخر كثيرا حيث كانوا ينوون قتلها قبل ذلك.



ورحب السائق «فضل» التابع لجماعة الإخوان المسلمين بتنفيذ المهمة المكلف بها، لكن كانت المشكلة أن أسمهان لم تكن بمفردها، واصطحبت معها صديقتها «مارى قلادة»، لكن عندما علم إن «ماري» مسيحية تهلل فرحا لقتله الاثنتين من أعداء الإسلام، وأثناء السفر كانت المطربة تتعجل الوصول فتلح على «فضل» بأن يسرع، واستغل السائق هذه الفرصة، وعندما اقتربت السيارة من «ترعة الساحل» التى تقع ما بين طلخا ودمياط، هدأ من سرعة السيارة فجأة ونظر خلفه ثم فتح الباب، وألقى بنفسه خارج السيارة، بعد أن وجه عجلة القيادة تجاه الترعة، وكان البابان الخلفيان مغلقين!



سقطت السيارة بأسمهان وصديقتها فى أعماق الترعةـ ونظرا لأن اليوم هو الجمعة وكان الفلاحون قد ذهبوا لأداء الصلاة، لم يحضر أحد لإنقاذ أسمهان وصديقتها قبل مرور نصف ساعة، واتصل أحدهم بشرطة مدينة طلخا،وطلب غواصين كى ينزلوا الترعة لإنقاذ سيارة وقعت فيها، وبالفعل نزل الغواصون إلى الترعة، وفتحوا أبواب السيارة الغارقة وأخرجوا منها أسمهان وصديقتها مارى قلادة!



وبهذه المعلومة التى وثقها الخرباوى يكون قد أزال غموض لغز ظل حائرا طوال السنوات الطويلة الماضية.



ومن جانبه سألت المؤلف ثروت الخرباوى عن حقيقة ما جاء فى المسلسل حول مقتل الإخوان لأسمهان هل هو حقيقة أم مجرد خيال مؤلف: فرد على مؤكدا : حقيقة طبعا وثابتة من خلال وثائق الخارجية الفرنسية، ووثائق الخارجية البريطانية، وأيضا من خلال معلوماتى الشخصية التى استمدتها من رموز النظام السرى عندما كنت فى الأخوان!.



مسلسل « التنظيم السري» كان من أجمل مسلسلات شهر رمضان فى الإذاعة المصرية، وأعادنا بأحداثه التى تبدأ منذعام 1939 وحتىفبرايرسنة 1949، إلى العصر الذهبى لمسلسلات الإذاعة، ومن خلاله تعرفناعلىالعديد من الألغاز، الأول لماذا وجه الإخوان ضربات قاتلةإلى شركات اليهود المصريين فى مصر؟!، واللغزالثانىهومدىعلاقةالإخوان الوثيقة بالإنجليز؟أما اللغزالثالث فهو من قتل حسن البنا؟ واللغز الرابع والمفاجئ يدور حول حقيقة مقتل أسمهان.