أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
السبل المشروعة للإقلاع عن التحرش
22 يوليو 2015
د. عبد الفتاح محمود إدريس

إن الإقلاع عن هذا السلوك إنما يكون باقتلاع مادته, وإزالة الأسباب التى أفرزته, ومنها: أولا: غرس القيم الدينية فى النشء ذكورا وإناثا,


فهى العاصمة من الوقوع فى الزلل, أو الانسياق وراء الغرائز دون تبصر أو تدبر أو ترو, ثانيا: إحكام الرقابة عليهم من الوالدين, بحسبانهما مسئولين عن هذه الذرية أمام الله تعالي, لما روى عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: ز كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، والأمير راع ومسئول عن رعيته, والرجل راعٍ فى أهله وهو مسئول عن رعيته, والمرأة راعية فى بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع فى مال سيده ومسئول عن رعيته, والرجل راع فى مال أبيه ومسئول عن رعيته, وكلكم راعٍ ومسئول عن رعيته, ثالثا: إشغال وقت الفراغ بما يفيد, وخلق الكثير من الاهتمامات النافعة على مستوى الفرد وأفراد أسرته ومجتمعه, فقد روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ز نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ز, رابعا: تحبيذ التزام المرأة بأحكام الإسلام فى هيئتها ولباسها ومظهرها وكلامها ونحو ذلك عند خروجها من المنزل, سواء خرجت لمزاولة عمل أو تعلم أو قضاء حاجة أو للتسوق أو نحو ذلك, لأن هذا السمت يلزم غيرها باحترامها وعدم التعرض لها, ولذا فقد كان سبب نزول قول الله تعالي: ( يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ), ما كان يتعرض له النساء المؤمنات فى المدينة من الفساق, فأمرن بالتزام هذا السمت الإسلامى حتى لا يتعرض لهن الفساق عند الخروج لقضاء حوائجهن ليلا, خامسا: بث البرامج الهادفة فى وسائل الإعلام المسموعة أو المرئية, وإتاحة الفرصة أمام الجنسين للوقوف على أحدث معطيات التقدم العلمي, بتيسير الاطلاع على الكتب والدوريات, وخفض القيمة المبالغ فيها بالنسبة لشبكة الانترنت, لتمكين الراغبين من أصحاب الاهتمامات العلمية أو التثقيفية من التواصل مع أحدث ما وصل إليه العلم, مع توجيههم إلى المواقع المفيدة لهم علميا وتثقيفيا ومهنيا ودينيا, سادسا: تحويل الفضائيات التى تخاطب الغريزة إلى فضائيات علمية أو تثقيفية أو نحوهما, لقطع دابر الإثارة الجنسية التى تتخذها هذه الفضائيات منهجا لها, سابعا: عدم إغفال جانب إنكار المنكر فى المجتمع, سواء من متطوعين بذلك أو من معينين للقيام بواجبه من قبل ولى الأمر, امتثالا لقول الحق سبحانه: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله), ثامنا: تيسير سبل الزواج بين الجنسين, وإعادة النظر فى الأعراف والتقاليد التى درجت عليها بعض المجتمعات, فيما يتعلق بالكفاءة فى الزواج أو نفقاته, مما لا يمت إلى الإسلام بصلة, استرشادا بما روى عن أبى هريرة، رضى الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: ز إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد عريض ز, وما روى عنه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: زتنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.