أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
خطة تطوير القوات البحرية الإسرائيلية
13 يوليو 2015
طارق الشيخ
قرويطة إسرائيلية طراز "ساعار"

أظهرت إسرائيل فى الآونة الأخيرة اهتماما كبيرا بتطوير وزيادة قدرات قواتها البحرية لخدمة أهداف سياستها الخارجية علي المستوى الإقليمى بوجه عام وتجاه دول الجوار علي وجه الخصوص.


وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تناقلت أنباء الصفقة الألمانية الإسرائيلية التى تحصل بموجبها إسرائيل على عدد أربعة سفن قرويطة أو كورفيت باللغة الإنجليزية ـ من طراز "ساعار ـ ٦" فى إطار عملية تحديث شاملة لأسطول القتال الخاص بالقوات البحرية الإسرائيلية. وستتضمن عملية التطوير تجهيز القراويط الإسرائيلية طراز "ساعار٦" و"ساعار ٥"و"ساعار ٤.٥" بمعدات متطورة وبأجهزة رادار وبأنظمة حرب الكترونية جديدة.


تفاصيل الخطة



ووفق ما سربته البحرية الإسرائيلية من معلومات لوسائل الإعلام العسكرى فى أنحاء العالم، فإن خطط التطوير لأسطول القتال البحرى الإسرائيلى ستتضمن التزود وتحديث الرادارات التى تقوم بتطويرها "إلتا سيستمز" و"إالبايت سيستمز إلسرا" بداية من العام القادم.



وتهدف الخطة التى تمتد إلى عام ٢٠٢٠ إلى ضم عدد أربعة سفن قرويطة ألمانية الصنع طراز "ساعار٦" بالإضافة لتطوير ما تملكه إسرائيل حاليا من قراويط وزوارق صواريخ.



ومن أجل تلك الخطوة، سربت إسرائيل أنباء عن إستعدادات لعقد صفقة جديدة متعلقة بالأنظمة الفرعية للقراويط والتي تشمل وفق العقد المبرم مع الألمان أن تقوم إسرائيل بإضافة أنظمتها التسليحية القتالية الخاصة والنظم الفرعية للقطع التي ستنتجها ألمانيا وتشارك إسرائيل فى التصميم لتكون القطع الجديدة مشابهة للقراويط طراز بلوم فوس كلاس ١٣٠ التى تقدر إزاحتها بـ١٨٠٠طن.



وتعتزم إسرائيل تمويل خطة لتطوير ٨ زوارق صواريخ إسرائيلية المنشأ "ساعار ٤.٥"من الفئة "نيريت" ٥٠٠ طن خلال عام ٢٠١٦ وذلك بإضافة رادار دوار خفيف طراز "إى إل إم ٢٢٥٨ ألفا" لدعم نظام باراك ١ الخاص بالدفاع عن السفينة . وسيتم تمويل عمليات تزويد ٣ قراويط "ساعار ٥" الأمريكية المنشأ بنظم حرب الكترونية جديدة ورادارات حديثة.



وسيتم ذلك بالتزامن مع تزويد القطع البحرية التى يتم تصنيعها فى المانيا بالرادارات الحديثة ونظم حرب الكترونية جديدة والتى تشمل الرادار "إى إل أم ٢٢٤٨ آدير" المتعدد المهام للتتبع والتوجيه، ونظام باراك ٨ للدفاع الجوى و المضاد للصواريخ الذى تنتجه "إسرائيل إيروسبيس إندستريز".



وكانت إسرائيل قد أعلنت فى منتصف شهر مايو الماضى نبأ التوقيع على اتفاقية لتزويد الجيش الاسرائيلي بأربعة سفن (قرويطة) أو كورفيت باللغة الإنجليزية ـ من طراز "ساعار ـ ٦" حيث تكون السفن بمثابة عنصر مركزى فى منظومة تـأمين المياه الاقتصادية المتواصلة لدولة اسرائيل فى البحر" وذلك فى صفقة يتحمل الجانب الألمانى أكثر من ربع قيمتها.



وقالت إسرائيل ان شركة "ثايسن كروب" الألمانية ستتولى بناء الزوارق التي تبلغ قيمتها ٤٣٠ مليون يورو والتى ستسلم للبحرية الإسرائيلية فى غضون ٥ سنوات، مشيرة إلى أن الحكومة الألمانية ستتحمل ١١٥ مليون يورو من قيمة الصفقة.



وقد ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن "كل سفينة تزن حوالى ألفي طن، وقادرة على حمل أنظمة قتالية متطورة من شأنها تمكين تنفيذ العمليات من مسافة مئات الكيلومترات من السواحل الإسرائيلية، وتشمل أنظمة تعقب الصواريخ".



اتجاه إقليمـى



ولاتخفى إسرائيل رغبتها فى حماية المناطق البحرية التي تم اكتشاف الغاز فيها بالإضافة إلى نوايا إسرائيلية فى استخدام سلاحها البحرى للمشاركة في أى ترتيبات أمنية مستقبلية فى البحر المتوسط.



يذكر أن القطعة البحرية الإسرائيلية القرواطة البحرية طراز "ساعارـ ٥" قد حصلت على الكثير من الشهرة عندما كانت أول قطعة بحرية إسرائيلية تصاب أثناء إحدى الحروب على يد منظمة من غير الدول!



وكان حزب الله البنانى قد استهدف القطعة البحرية الإسرائيلية "حانيت" من طراز "ساعار ـ ٥" فى يوليو عام ٢٠٠٦ أثناء تمركز القطعة البحرية الإسرائيلية أمام سواحل العاصمة اللبنانية بيروت. وقد عانت القطعة البحرية طراز "ساعار" من أضرار جسيمة وفقدان أربعة من طاقمها بعد استهدافها.



وقد أشارت التحليلات إلى أن سبب نجاح هجوم حزب الله على القطعة البحرية الإسرائيلية وإخراجها وإخراج البحرية الإسرائيلية من حرب عام ٢٠٠٦ عاد إلى : عدم قيام طاقم السفينة بتشغيل نظام الرصد والحماية، لعدم توفر معلومات متعلقة بوجود صواريخ مضادة للسفن لدى حزب الله. أو لاستخدام حزب الله عنصر المناورة من خلال إطلاق صاروخين، أحدهما على ارتفاع عالٍ، وآخر على ارتفاع منخفض، حتى يُشغل الصاروخ الأول رادارات السفينة ونظام الحماية، فيما يتجه الصاروخ الثاني نحو الهدف.



تجدر الإشارة إلى أن "القرواطة" ـ وتعرف أيضا بالـ"فرقيطة" أو "كورفيت" باللغة الإنجليزية ـ سفينة حربية تمتاز بالسرعة والمناورة وتكون أصغر من الفرقاطة وأكبر حجمًا من الزوارق الدورية الساحلية.