رواية..
الهلال تعيد نشر «سكر مر»
حين صدرت رواية «سكر مر» للكاتب الشاب، آنذاك، محمود عوض عبد العال، كانت حدثا. وعملا أصيلا لكاتب لا يقلد أحدا، يكتب نفسه، بما يليق بموهبته. كانت الأجيال قد توارثت كلاما مكررا عن «تيار الوعي» فى الرواية الغربية، تردد هذا المصطلح، ومعه اسم جيمس جويس، من باب الوجاهة الأدبية أو النقدية، ثم جاء هذا الكاتب ليخرج على الواقعية السائدة ويفرض اسمه على الساحة الأدبية، ثم ابتعد فى مدينته الإسكندرية.
وسلسلة روايات الهلال (يونيو 2015) تعيد نشر رواية «سكر مر» بغلاف دال صممه الفنان محمود الشيخ، مع لوحة للفنان فاروق شحاته.
هى رواية يعاد اكتشافها فى كل جيل، تبدأ من لحظة قيام بطلها «إبراهيم» الموظف فى شركة الطيران العربية بارتشاف كوب الشاى الدافئ، وكانت تشير ساعة المكتب إلى الثامنة والنصف صباحا، فيرفع إبراهيم الكوب ويسكبه فى جوفه وفى هذا الحيز الزمنى المحدود تدور الرواية التى برع مؤلفها محمود عوض عبد العال فى تحريك شخصياتها بدقة بالغة، بالغوص عميقا فى أكثر الأحاسيس شفافية، فما يجمع شخصيات الرواية وموضوعها إذا جاز أن يكون للعمل الفنى «موضوع» هو الضياع والبطلان وافتقاد المعنى والهدف الذى يستحق أن يحيا الإنسان من أجله، إذ تشترك شخصيات الرواية فى ضبابية الرؤية.الحيلة الفنية التى لجأ إليها الكاتب فى «إدارة» حركة الشخصيات تختلف عما لجأ إليه نجيب محفوظ حين جمع أبطال «ميرامار» فى بنسيون صغير بالمدينة الساحلية نفسها، أو حين جعل العوامة مكانا يتلقى فيه أبطال «ثرثرة فوق النيل». فارق آخر أن أحداث «سكر مر» تجرى بعد مرارة الهزيمة فى عام 1967.
الكتاب: سكر مر
المؤلف: محمد عوض عبدالعال
الناشر: دار الهلال ــ 2015