أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
حكايات الصحراء
24 يونيو 2015

10 فصول في 143 صفحة زائد 34 صورة تساوي رسالة عشق مطولة سطرها المؤلف في كتابه «حكايات الصحراء» الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.


وهكذا انضم الصحفي أيمن السيسي لسلسلة من سحرتهم وندهتهم نداهة الصحراء المصرية بواحاتها وجبالها ووديانها ووهادها.




وطابور العاشقين وقف فيه كثيرون من المصريين والأجانب منهم أمراء ووزراء وسفراء وكبار رجال دول، فضلا عن الرحالة المحترفين وكلهم هاموا في الصحراوات المصرية وهي تقدم لهم أعاجيبها في خلط البساطة مع التعقيد مع الغموض مع الوضوح وقسوة الصخور ونعومة الرمال والجفاف الطاغي ووفرة المياه في عيون واحاتها، ليلها مظلم مخيف ولكن يحلو فيها السمر والونس نهارها متوهج بالشمس الحارقة، لكن تختبيء وراء جبالها وتلالها، ظلال ذات قرار ومعين.



ويبدو مؤلف الكتاب أيمن السيسي مع الصحراء، كالذي فتنته حسناء فأراد خطبتها ولذلك لا يكف عن السؤال عن كل أهلها وكل صغيرة وكبيرة عن طباعهم وطبعه.



تجده مدفونا في موسم الردم أو الدفن في رمال سيوة عند جبل الدكرور، حيث يأتى أناس من كل أركان الدنيا ممن سمعوا عن رمال سيوة وما تفعله «الدفنة» فيها حتى الرقبة من تطهير لخلايا الجسم وتنقيته من الأملاح الضارة ويبدو أيمن وهو يتحدث مع وعن أبناء الحاج «واحي» المشهورين بالعلاج بالدفن في الرمال، كأنه منهم وعليهم، بأسلوب حكائي بارع يتجاوز فيه الصحفي الباحث عن أسرار الأماكن إلى العاشق المرتحل في عيني معشوقته.



يتحدث عن لعنة الفراعنة التى أصابت منتهكي هيبة الصحراء باقتحام الخلوة الأبدية للملك توت عنخ آمون، بشيء من الجدية ولا يستسلم في حديثه لغرور الرفض العلمي، محاولا تقديم تفسيرات علمية عن هذه اللعنة بتحلل المواد العضوية في المقبرة أو غير ذلك ما قد يعد مقبولا، لكنها تبقى سرا لم يصل إليه أحد بشكل جازم، تماما كتلك المادة الأسطورية «الزئبق الأحمر» الذى تحكى عنه الأعاجيب ولكن الكل يحكي حكايات تأخذ طابع الخرافة الضاحكة، غير أنها لا تعدو كونها ملمحا من ملامح الطيبة والسذاجة.



وكثيرة هي حكايات الصحراء لمن يريد أن يسبر غورها.





الكتاب: حكايات الصحراء



المؤلف: أيمن السيسى



الناشر: الهيئة العامة للقصور والثقافة 2015