أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
عباس و كرومر.. صراع الشاب واللورد الكهل!
10 يونيو 2015

غدا، تصدر مكتبة الآداب بالقاهرة ترجمة كتاب اللورد كرومر بعنوان «عباس الثانى» التى قام بها المترجم ماجد محمد فتحى.. وهو من المؤلفات النادرة للورد كرومر،


 التي يجهلها معظم القراء، وهو كتاب من القطع المتوسط، يقع في 110 صفحات، سجل فيه كرومر وقائع صراعه مع الخديو عباس الثاني (المعروف باسم عباس حلمي الثاني 1874-1944 ) ولم ينشره إلا بعد خلع الخديو فى عام 1914 في بداية اندلاع الحرب العالمية الأولى وإعلان الأحكام العرفية . وكان كرومر قد ألّف مسوّدته بعد عودته إلى إنجلترا، عندما استقال من منصبه كمعتمد بريطاني في مصر عام 1907 بسبب حادثة دنشواي الشهيرة.. وظلت المسودة حبيسة أوراقه الخاصة حتى أفرج عنها بعد خلع الخديو عباس الثاني، وأضاف إليها ملاحظات عدة، ثم نشَر الكتاب فى عام 1915، وتوفي بعد نشره بسنتين.




ويستحق هذا الكتاب أن يطلق عليه «انتقام كرومر»، كما وصفه أحد المؤرخين البريطانيين بأنه «الضربة الأخيرة من كرومر لعباس الثاني». وسوف يلمس القاريء لسطوره إحساس كرومر بالمرارة والرغبة في الثأر لكبريائه، بسبب ذلك الشاب الغرّ الذي أطاح به كحاكم فعلي لمصر على امتداد 24 عاماً. والكتاب سردٌ تاريخي موجز ومُحكم لتاريخ الأحداث والصراعات بين كرومر وعباس الثاني من وجهة نظر كرومر. ورغم صغر حجمه، فإنه يحتاج لقراءة متأنية ، حتى يستطيع المرء فهم التوجهات الشخصية لعباس وكرومر، وحتى لا ينخدع بالشكل الظاهري للأحداث دون فهم لما وراءها .



يتألف الكتاب من مقدمة الكاتب( كرومر)، والتى يتشدق فيها بإصلاحاته المزعومة التي وقف الخديو الشاب أمام تنفيذها.. ثم خمسة فصول تناول فيها أحداث الخلافات بينهما منذ وفاة الخديو توفيق وتنصيب عباس خديويا لمصر.. حتى حادثة دنشواي التي نتج عنها استقالته وعودته إلى لندن . وقد أعاد كرومر كتابة الفصل الأخير بمجرد تلقيه نبأ خلع عباس الثاني، والذي ركز فيه على سلوكيات الخديو الذي أعاق سيطرته على مصر. ولا غنى لكل قاريء مهتم بتاريخ مصر الحديث عن قراءة هذا الكتاب، وعن تحليل كلام كرومر فيه، والذي - رغم إيجازه - يحمل معانى سياسية ودبلوماسية وتاريخية عميقة من أحد أعمدة الدبلوماسية الاستعمارية البريطانية .



 





الكتاب : عباس الثاني



المؤلف : لورد كرومر



المترجم : ماجد محمد فتحي



الناشر : مكتبة الآداب 2015