لم تكن مشاركة مصر فى معرض براغ الدولى الحادى والعشرين للكتاب والذى عقد فى منتصف الشهر الماضي، مجرد حضور عادي. فالمشاركة هى الأولى من نوعها فى مثل هذا العرس الثقافى. وقد حظى الجناح المصري باهتمام كبير وإقبال كثيف فى يومه الأول وضم الى جانب الكتب ورق البردى، برسوماته الفرعونية.
الحدث الثقافى البارز وأهمية المشاركة المصرية الكبيرة، نقلتها السفيرة أمانى فهمى للحضور، وأكدت فى كلمتها عراقة الحضارة المصرية الممتدة لأكثر من 8 آلاف عام، والتى عرفت أول ناشر، وأول صحيفة وصفت حياة المصريين القدماء على أوراق البردى، كما أن أول خريطة بشرية عرفها العالم، كتبت فى العصر الفرعونى. وعلى هامش المعرض التقينا مع السفيرة امانى فهمى وكان هذا الحوار:
< كيف استعدت السفارة لاستقبال الوفد المصرى بمعرض الكتاب حتى ظهر بهذه الصورة الجيدة ؟
<< الاستعداد بدأ منذ ستة أشهر تقريبا، حيث تم التنسيق بين هيئة الكتاب المصرية واتحاد الناشرين المسئول عن معرض براغ و بالتعاون مع وزارة الثقافة التشيكية. وتم الترتيب والتواصل للاطلاع على كافة تفاصيل الجناح المصرى كضيف شرف المعرض، من حيث المساحة وعدد الكتب وإيجاد ترجمة فورية باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والتشيكية لوقائع افتتاح المعرض وتطبيق المذكرة الثقافية بين مصر والتشيك فى المواد الثقافية.. بما فيها بعض البنود التى تسمح بتمويل المشاركة فى الأنشطة الثقافية. وقد حظى الجناح المصرى باهتمام بالغ من جانب وسائل الإعلام التشيكية. وتصدرت اخباره وأخبار الكتاب المصريين المشاركين، عناوين الصفحات الأولى للجرائد التشيكية، وهذا يعني اعجاب المجتمع التشيكى بالثقافة والمثقفين المصريين.
< ماذا يعنى اشتراك مصر فى معرض براغ للكتاب؟
<< معرض براغ ليس اكبر معرض، ولكنه يقع بمنطقة مهمة مثل التشيك وهذا أمر مهم للغاية، فالتشيك تعد دولة مهمة فى وسط أوروبا، ولها باع ثقافى وتاريخى، بالاضافة الى ان الشعب التشيكى شغوف بالثقافة المصرية. ناهيك عن قسم المصريات بجامعة تشارلز والذى يمثل أهمية كبيرة للدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، ويؤمه عدد كبير من الطلاب الراغبين فى تعلم اللغة العربية. ولدى هذا القسم بعثة للتنقيب عن الآثار بمنطقة سقارة، وتصدر دورية شهريا عن نتائج هذا التنقيب باللغة التشيكية. كما شاهدنا منهم من قام بتمثيل قصة «القاهرة 30» للأديب نجيب محفوظ ، وتصدر هذا الحدث عناوين الصحف التشيكية أيضا.
< ماذا يميز العلاقات بين مصر والتشيك؟
<< العلاقات بين الدولتين عريقة حيث كانت التشيك هى البلد الأوروبى الوحيد التى استمرت فى التعاون مع مصر فى مجال تصدير الأسلحة بعد 30 يونيو، رغم قرار الاتحاد الأوروبى. وهذا يحسب لبراغ ويوضح ما يميز قوة ومتانة العلاقة بين العاصمتين، فهذه أسس تاريخية لدولة صديقة، وأخيرا، وجه الرئيس التشيكى الدعوة للرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة التشيك كدولة صديقة، وهم فى انتظار هذه الزيارة.
< وزير الخارجية سامح شكرى التقى مؤخرا بنظيره التشيكى ببراغ.. ما أهم نتائج هذا اللقاء؟
<< نقل وزير خارجية التشيك لوبومير زاوراليك لوزير الخارجية خلال اللقاء تطلع بلاده لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لبراغ، الأمر الذي يوضح عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، وبما يتناسب مع العلاقات التاريخية التى تربط بينهما. وتناول اللقاء مناقشة الأوضاع الإقليمية والجهود المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب الدولى.. وكان الهدف من الزيارة هو تعزيز علاقاتنا بكل شركائنا والاتحاد الأوروبى الشريك الاول لمصر. وكانت رسالة الوزير سامح شكري، هي أن نكون متحدين فى القضاء على الإرهاب. وتطرق اللقاء الى العلاقات السياسية والثقافية المتنامية بين البلدين، ناهيك عن التوافق على دعم التشيك لحصول مصر على مقعد غير دائم فى مجلس الأمن فى انتخابات هذا العام للفترة 2016 - 2017، مع دعم ترشح التشيك للمجلس الاقتصادى والاجتماعى التابع للأمم المتحدة، فضلا على قرب الاحتفال بمرور 60 عاما على بدء البعثة التشيكية عملها فى التنقيب عن الآثار فى مصر ودعوة مصر كضيف شرف فى معرض الكتاب الدولى فى براغ.
< ماهى رؤيتك المستقبلية والتى تنشدين تحقيقها خلال فترة عملك فى براغ ؟
<< أتمنى أن نسهم بقوة فى الاقتصاد العالمى ودعم معدلات التجارة مع بقية الدول. وعن عملى تحديدا، نسعى الى دعم التعاون الاقتصادى بين البلدين، رغم الغياب التشيكى الرسمى عن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، حيث تزامن للاسف مع اجتماعات الحزب الحاكم، غير أن شركات تشيكية مهمة شاركت بالمؤتمر، منها شركة «هيجاس» الموجودة أصلا فى مصر. وهى من الشركات التى توسعت أنشطتها مؤخرا. ولذلك أتمنى أن تكون هناك مساهمة ومشاركة تشيكية أكبر فى مشروعات مصرية، لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وانا بصدد التواصل مع لجنة التنمية المستدامة، ونتواصل أيضا مع السيدة ميرفت التلاوى وعضوات البرلمان التشيكى لاجراء حوارات مفتوحة.