أنا فتاة تعديت سن العشرين، ومن عائلة كبيرة، وأتمتع بقدر من الجمال، ومشكلتى هى أننى أنجذب بشدة الى الرجل الأنيق الجميل،
مع علمى أن الرجل ليس بشكله، ولكن بما يتمتع به من صفات حميدة، وأولها أن يكون قادرا على تحمل المسئولية ويعامل زوجته بما يرضى الله، وقد تقدم لخطبتى زميل لى فى العمل، وهو إنسان طموح، على خلق ودين، وأشهد له بذلك، ومن عائلة محترمة، ويتمسك بى بشدة، ولكنه ليس جميلا على الاطلاق، وليس قبيحا أيضا، بمعنى أنه لا يوجد به أى مقياس من مقاييس الجمال التى أتمنى وجودها فيمن أرغب فى الزواج به، وأنا على علم بحديث رسولنا الحبيب
«اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير
».
إننى لا أنفر من هذا العريس، ولكنى لست معجبة به، ولا أشعر بالفرحة معه، وما أخشاه هو أن أرفضه، فارتكب فعلا محرما، ويكون ذلك «بطرا» مني، أو أن أقبله وأنا غير منجذبة له، فالحقيقة أننى أتأثر عند رؤيتى لأى رجل جميل، فالجمال يهمنى فى مسألة الزواج.. صحيح أن المرء لا يدرك كل ما يتمني، لكنى أريد الزواج ممن يعفني، ويملأ عيني، وقد استخرت الله، ولم أر ما يجعلنى أقبله أو أرفضه، ولا أستطيع أن آخذ أى قرار، فبماذا تشير علىّ؟.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
يقوم الزواج الناجح على العقل، وليس على الشكل، فالجمال الخارجى سواء بالنسبة للرجل أو المرأة سريع الزوال، مع تقدم السن، وربما نتيجة التغيرات الجسمية، وأحيانا الأمراض، إلى آخر الأسباب التى تتحكم فى الشكل، ويبقى جمال الروح والجوهر، فالرجل العاقل هو الذى يختار زوجته على هذا الأساس، والمرأة العاقلة هى التى ترى جمال الرجل فى طباعه وتصرفاته، وليس معنى ذلك أن تتزوج بمن لا تشعر به، ولا ترتاح إليه، وانما عليها أن تبحث فيه عن الجوانب التى تميزه عن غيره، كأن يكون رجلا شهما، لديه حضور قوي، ويتمتع بالقدرة على التفكير، واتخاذ القرار، وليس صاحب وجه جميل، وعقل فارغ، أو ليس له عمل، أو أنه عالة على أهله.. الأمر يقتضى أن تعيدى النظر فى نظرتك الى خطيبك، فإذا رأيت فيه بعض مواصفات فتى أحلامك التى تؤهلك الى حياة زوجية ناجحة، فاقبليه، وحاولى تقريب المسافات معه، وبمرور الوقت سوف تصلان معا الى التوافق التام، وتكون حياتكما ناجحة.. أما اذا استمر موقفك منه على النحو الذى أنت عليه الآن، فأنصحك بالتريث قبل الزواج، لأن النتيجة المؤكدة حينئذ ستكون هى الانفصال، فالزواج اتحاد بين اثنين قادرين على التعايش مع ظروف الحياة بحلوها ومرها، وليس قائما على الشكل الذى يتوارى بفعل عوامل الزمن!