أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
شيكايرو..ذكريات النساء المؤلمة
12 مايو 2015
محمد بهجت

يقول المثل الشعبى المصرى « فى الهم مدعية وفى الفرح منسية» ويقول مثل آخر أجنبى «ان المرأة تحمل أمامها خرجا تحتفظ فيه بالذكريات المؤلمة بينما تحمل خلف ظهرها لحظات الفرح والسعادة» وتقول مروة رضوان مؤلفة ومخرجة عرض شيكايرو.


الذى يقدمه مسرح الشباب على القاعة الصغيرة بحديقة المسرح العائم «احذر من ذاكرة المرأة فهى لا تنسى الألم وحول هذا المعنى تدور أحداث مسرحية شيكايرو حيث تستعرض الكاتبة نموذجين للمرأة القاتلة رغم ما تتسم به من رقة وحنان ورومانسية .


وكأنما تريد الكاتبة ان تقول ان القتل المعنوى لمشاعر المرأة وكرامتها قد يؤدى الى ارتكابها جريمة القتل المادى كنوع من أنواع الدفاع عن النفس ضد القهر والإذلال ومحو الشخصية.. النموذج الأول للفتاة المنطلقة التى تعشق الحياة ويتجسد عشقها هذا فى الموسيقى والغناء والرقص ثم نكتشف بالغوص داخل الشخصية انها تضع سماعات الموسيقى فى أذنيها طوال الوقت حتى لا تستمع الى صوت خطيبها الذى قتلته أو بالأحرى حتى لا تستمع الى صوت ضميرها ثم نكتشف ان للفتاة خطيبا آخر باهتا وضعيف الشخصية على عكس الرجل الذى قتلته أو ربما توهمت انها قتلته بسبب مرضها النفسى وازدواج شخصيتها أدت ألحان المهدى ذلك الدور المعقد باقتدار كبير فى أول بطولة احترافية لها بعد تميزها الشديد فى عروض الدفعة الثالثة لمركز الإبداع بالأوبرا كأصغر ابناء الدفعة سنا وهى بحق ممثلة موهوبة تحمل مواصفات الفنانة الشاملة من قدرة على الغناء والرقص والتمثيل بنفس التألق يجعلها فى تصورى جديرة بلقب شادية الجديدة، وهو الوصف الذى أطلقه عليها اساتذتها وزملاء دفعتها فى مركز الإبداع، أما النموذج الثانى فهو المرأة الضعيفة المنكسرة التى كلما أحنت رأسها لعاصفة غرور الرجل وتحكمه ذادت العاصفة بطشا بمشاعرها وإنسانيتها حتى تصل فى لحظة يأس وانسحاق الى نقيض الشخصية وترتكب جريمة القتل فى تلذذ كبير.



أدت هذا الدور الفنانة سارة سلام وهى ايضا من جواهر منجم الإبداع الذى يشرف عليه الفنان خالد جلال، وسارة لديها قدرة عجيبة على الاضحاك فى لحظات الألم وتجسيد الأداء التراجيدى ببساطة مبهرة أما مفاجأة العرض فهو الفنان شريف نبيل الذى لعب جميع أدوار الذكور متنقلا بأدائه الكوميدى الذكى بين شخصية الخطيب النذل المستغل لحب الفتاة الأولى له وبين شخصية الزوج الغجرى المستبد للمرأة الثانية وأخيرا شخصية الخطيب الأمعة الذى يوافق على كل شئ دون ان يبدى رأيه، كما قدم شخصية فارس الأحلام الهندى فى رقصة رائعة من تصميم رشا مجدى والتى هى ايضا احدى نجمات مركز ا لإبداع للفنون وتأخذ خطوات سريعة ثابتة لوضع اسمها فى الصف الأول لمصممى الرقص فى الأعمال الدرامية وتميزت ديكورات وأزياء نورا صبرى الطويل بالبساطة والاستخدام الأمثل للمساحات الصغيرة، كما اسهمت موسيقى أحمد طارق يحيى فى توصيل المعانى الدرامية ونجحت مؤلفة ومخرج العرض ان تطرح رؤية جيدة لقضية اجتماعية دائمة الطرح ولكنها فى شيكايرو تحمل بصمة ومشاعر امرأة ترصد بدقة وذكاء أعماق النساء اللاتى لا ينسين أبدا جرائم الرجل فى حقهن.