أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
فى الهرم وفيصل الأهالى: نعانى بشدة.. ولا أحد يستجيب
10 مايو 2015
تحقيق : محـمد زكريا

وجع فى قلب محافظة الجيزة بل صداع مزمن تعانى منه الدولة منذ سنوات، فقد تحولت الميادين والشوارع الكبرى فى الجيزة إلى أسواق عشوائية شوهت وجه المحافظة.. وفشلت الحكومة والمحافظة بكل الوسائل فى وضع حل نهائى وعلاج جذرى لإنهاء هذه المشكلة حتى اصبحت سرطانا استشرى فى جسد العاصمة،



وما بين بلطجية يسيطرون على تلك الاسواق وشباب لا يجدون فرصة عمل بعد سنوات طويلة فى الدراسة فى عهد نظام وحكومات حطمت آمال هؤلاء الشباب،وقف المتضررون من المواطنين ومن اصحاب المحال التجارية فى وضع من الحيرة والقلق وسط مخاوف من ضياع وخسارة تجارتهم، وخوف المواطنين القاطنين فى تلك الاحياء على ابنائهم وبناتهم من بطش هؤلاء الباعة والبلطجية



تحقيقات «الاهرام» تجولت فى شارع فيصل  فهناك «حدث ولا حرج»،بعد توسعات المحافظة للجزيرة الفاصلة فى وسط الشارع وانقاذ الشارع من ازدحام المرور المتكرر لتوسيعه، فقد استفاد الباعة الجائلون فى نصب أسواقهم العشوائية على جانبى الطريق وامام المحال التجارية دون استحياء،



محطات مثل شارع العريش، المريوطية، حسن محمد، الطوابق، الطالبية، شارع العشرين كل هذه المحطات تحولت إلى أسواق عشوائية قلبت الشارع رأسا على عقب ،



يقول عماد زكى صاحب محل تجارى بشارع العريش،ان القضية الاساسية فى رأيى الشخصى ان هذه الاسواق ناتجة عن إهمال المحليات والتسيب الذى شهدته الساحة منذ اندلاع الثورة ومانشاهده منذ فترات قريبة وبعيدة،



حيث افترش الباعة الجائلون الارصفة امام محالنا بغير وجه حق، فنحن ندفع الضرائب وفواتير المياه والكهرباء وايجارات ومرتبات عمالة وندفع ما علينا من مستحقات ثم نجد أمامنا بائعا يفترش الارض وربما يبيع بضائعنا نفسها بأسعار رخيصة ليقوموا بمنافستنا ،



ويرى محمد بدر ـ صاحب محل ملابس بشارع العشرين ان الباعة الجائلين فرضوا سطوتهم ونفوذهم علينا وعلى المواطنين الذين يأتون لتلبية احتياجاتهم من عمليات البيع والشراء وذلك فى ظل استمرار حالة الفوضى الذى يشهده الشارع منذ سنوات،



فقد اختلط هنا الحابل بالنابل ولم نعد نستطيع ممارسة نشاطنا فى البيع والتجارة بعد ان قام عدد كبير من الباعة الجائلين ومنهم بلطجية باحتلال الشارع تماما وكذلك احتلال الارصفة ولم يعد السير عليها امرا سهلا، بالاضافة إلى المضايقات التى تواجه الزبائن وعملاء المحال ولم يعد أحد يأمن على حياته،



وطالب ابراهيم عبد الله ـ موظف، ويسكن فى شارع الطالبية بضرورة تنفيذ حملة مشتركة من الجيش والشرطة والمحافظة لانهاء حالة الفوضى التى يشهدها الشارع واعادة الاوضاع إلى طبيعتها، مشيرا إلى ان الشارع يشهد يوميا مشاجرات ومضايقات فيما بين الباعة الجائلين انفسهم من ناحية، وبين المواطنين من ناحية أخرى لاختلاف أسعار البضائع.



ومن ناحية أخرى كان للباعة الجائلين آراء أخرى الذين يؤكدون أنهم أيضا متضررون من تعامل الشرطة لهم وفرض اتاوات من امناء الشرطة لهم مقابل تركهم وعدم المساس بهم واهمال الحكومة معهم وعدم توفير اماكن بديلة واهمال النقابة من عدم وجود حل لمشكلاتهم،



يقول محمد سامى بائع متجول، حاصل على بكالوريوس تجارة، ان هذه الفرشة هى مصدر دخلى الوحيد ويؤكد انه مازال يبحث عن وظيفة مناسبة له، ويتساءل : ماذا افعل لأكسب قوتى بالحلال،



فلا يوجد أى مراعاة لظروفنا حيث إن هذه الايام تشهد ركودا كبيرا فى حركة البيع والشراء،



ويلتقط الكلام سيد عبد التواب ـ بائع متجول، حاصل على دبلوم صناعة، نحن نتعرض للمضايقات يوميا من اصحاب السلطة فكل من يملك سلطة ولو بسيطة يحاربنا فى رزقنا.



»تحقيقات الاهرام» من على ارض الواقع تبعث بشكوى الباعة الجائلين إلى وزير التجارة والصناعة الدكتور منير فخرى عبد النور لحل هذه الازمة التى تنتشر وتتشعب بسبب مشكلة البطالة واتجاه العديد من الشباب للعمل فى هذه التجارة السهلة التى لا تحتاج إلى تراخيص لإدماجهم فى منظومة تطوير التجارة الداخلية واستيعابهم فى منافذ تجار الجملة والتجزئة ومنها السويقات واسواق اليوم الواحد، حيث من حقوقهم على الدولة رعايتهم وتوفيق اوضاعهم.!



 



ســـوق «عثمان» تهدد المصالح الحكومية



تعتبر السوق العشوائية الموجودة بشارع عثمان عبدالحفيظ بالمنطقة الثانية فى مدينة نصر بمثابة كارثة لأنها توجد فى منطقة حيوية، فهناك وزارتا القوى العاملة والبترول والجهاز المركزى للمحاسبات وغيرها من المصالح الحكومية المكتظة دائما بالموظفين، إلى جانب مئات المواطنين الذين يأتون لاستخراج تصاريح العمل والسفر وغيرها مما يعرض المنطقة للخطر ويسهل استهدافها من جانب الجماعات الإرهابية، خصوصا أن المنطقة تعاني شللا مروريا كاملا بسبب افتراش الباعة سلعهم فى نهر الشارع، وهو ما يؤدى إلى توقف المرور بشوارع صلاح سالم ويوسف عباس والطيران، وقد حاول سكان المنطقة والعاملون بالمصالح الحكومية إبلاغ الحى لازالة هذه السوق لكن دون جدوى أو استجابة من جانب المسئولين.