"علاج الأزمات الربوية الحادة، وغير المستجيبة للعلاج،ومسبباتها المختلفة بين الأطفال"..كان موضوع نقاش المؤتمر السنوي الثاني للجمعية المصرية لأبحاث الحساسية وأمراض الجهاز التنفسي والتغذية للأطفال،الذي أطلق التحذير من حدوث أعلي نسبة إصابات بالالتهابات الرئوية في الأطفال ما دون الأعوام الخمسة،
وأن 55% من حالات الربو الشديد بين الأطفال سببها عدم الالتزام بالعلاج الوقائى.
كما أوصي المؤتمر بإدراج عدد من التطعيمات من بينها المكورات الرئوية التي تمثل تطعيما إجباريا علي مستوي العالم، لكنها تغيب عن مصر، نظرا لارتفاع ثمنها.
وتحدثت د. زينب رضوان أستاذة طب الأطفال بقصر العيني ورئيسة المؤتمر، عن ضرورة التقويم الطبي الصحيح للأزمات الربوية الحادة بين الأطفال من خلال الأعراض حيث تتراوح الأعراض في شدتها من متوسطة إلي شديدة توجب استعمال موسعات الشعب مع النقل فورا للطوارئ حيث قد يحتاج الطفل إلي التنفس الصناعي بالإضافة إلي تلقي كورتيزون وأوكسجين، مشددة علي أهمية عدم إهمال علاج الطفل بالمنزل، المتمثل في البخاخات الوقائية لمنع تكرار الأزمة.
من جهته، أشار د. نادر فصيح أستاذ أمراض صدر الأطفال بطب الإسكندرية، إلى خطورة التزاوج الفيروسي البكتيري في الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي للأطفال سواء الجهاز العلوي مسببة التهابات الحلق والجيوب الأنفية والأذن الوسطي أو الالتهابات التنفسية السفلية مثل الالتهابات الرئوية والشعبية.
وكان المعروف سابقا أن سبب الإصابة هو ميكروب واحد فقط إما فيروس أو بكتريا. وبالتالي تغيرت استراتيجيات العلاج إلي استخدام المضادات الحيوية لعلاج هذه الميكروبات المجتمعة.
ويؤكد د. فصيح أن 50-70% من الفيروسات تكون مصاحبة لبكتيريا وبعض الفيروسات، وتصل النسبة إلي 100% كما في فيروس RSV الذي يصيب الأطفال ما قبل العامين. وتقل النسبة تدريجيا مع تقدم السن.
في حين تناولت د. فاطمة الهنيدي أستاذة طب الأطفال والرئيس السابق لوحدة صدر وحساسية الأطفال بطب قصر العيني، حالات الربو الشديد بين الأطفال، التي لا تستجيب للعلاج، وتتصف بنوبات متكررة من السعال وضيق التنفس ليلا أو عند بذل المجهود.وتؤكد أن 55% من أسباب الربو الشديد تتمثل في عدم الالتزام بالعلاج الوقائي، إما بتفويت جرعات أو تقليلها أو إيقافها دون الاستشارة الطبية، وكذلك عدم أخذ البخاخة بالشكل الصحيح. كما وجدت الأبحاث أن نحو 40% من الأطفال فوق سن السنوات الست لا يستخدمون البخاخات بالشكل الصحيح، وبالتالي لا تُؤخذ الجرعة العلاجية.
وتشير إلي خطأ تخوف الأمهات من الالتزام بالعلاج الوقائي ممثلا في البخاخات التي تحمي الطفل، وتدريجيا مع الالتزام بها تتحسن الحالة، وتختفي المشكلة شريطة المتابعة الطبية، مؤكدة أن تأثير استخدام العلاج بالبخاخة علي الجسم لمدة سنة هو أقل من تناول الشراب لمدة أسبوع واحد فقط، إذ يمتاز الكورتيزون المتناول بالأقراص أو الشراب بتأثيره علي مختلف أجهزة الجسم، وليس موضعيا كالبخاخات. وهناك العلاج بالحقن المحتوية علي مضادات الأجسام المضادة IgE المسببة للحساسية الشديدة.
في حين تحدث د. محمد صدقي أستاذ الأمراض الصدرية بطب الأزهر، عن مسببات الربو مثل وجود أمراض أخري كحساسية الانف أو ارتجاع المرىء أو البدانة أو التعرض لدخان السجائر، بالإضافة الي التعرض لمسببات الحساسية الأخرى، التي تتنوع ما بين العوادم والأتربة والموكيت ولعب الفراء والحيونات الأليفة والرطوبة العالية. واستعرض د. عمرو عباسي أستاذ طب الأطفال بجامعة الاسكندرية، أهمية إدراج تطعيم المكورات الرئوية الذي يحمي من الالتهاب السحائي أو الرئوي أو التهاب الحنجرة والأذن الوسطي أو تسمم الدم في الرضع، وكذلك تطعيم الروتا الذي يوفر حماية ضد نوع من الإسهال الخطير الذي قد يصل إلي الوفاة. ويشير إلي أهمية وجود مفاوضات تجمع الحكومة بعدد من الهيئات العالمية من بينها هيئة GAVI التي تدعم توفير التطعيمات مجانا في البلاد غير القادرة كما في البلاد الافريقية .
من جانبها، أشارت د. إيمان فودة أستاذة طب الأطفال بجامعة عين شمس، إلي مرض التحوصل الرئوي الذي كان يعتقد سابقا أنه غير منتشر نظرا لعدم تشخيصه، ويرجع إلى أسباب جينية وأخري بيئية. ويختلف في شدة الحالة من مشكلات متوسطة بالرئة وصولا إلي الحاجة لزراعة رئة أو الموت في حالات أخري.