ماذا تفعل لو وجدت أمامك سباكا يقف فى غرفة العمليات ويجرى عملية جراحية لأحد المرضى المساكين .. ماذا تفعل لو وجدت جزارا لا يقرأ ولا يكتب وهو يؤم الناس فى الصلاة ولا يستطيع أن يقرأ الفاتحة قراءة سليمة .. ماذا تفعل لو رأيت محاميا يترافع فى قضية وهو لم يقرأ كلمة واحدة فى القوانين.
وقبل هذا ماذا تفعل لو رأيت سائق توك توك يتسلل إلى طائرة فى مطار القاهرة ويصعد بها متوجها إلى لندن أو باريس..هذا ما يحدث فى مصر الآن اتسعت منابر الفتوى ومساحات الكلام وأصبح من حق أى إنسان إن يجلس أمام الشاشة ويقول ما يريد دون أن يسأله احد .. عندما حدثت نكسة 67 تحول المصريون جميعا إلى محللين عسكريين فكانت الهزيمة .. وفى مباريات كرة القدم يمكن أن تشاهد فى صفوف المشاهدين ألف حكم ومائة صفارة حتى لو افسدوا المباراة .. ما معنى أن نكون علماء دين فى كل الفضائيات ونفتى ونحلل ونحرم .. ما معنى أن تنطلق بلاعات المجارى بالألفاظ الساقطة والبذاءات الرخيصة عبر الفضائيات تقتحم أذان أطفالنا الصغار ويتصور كل واحد منهم ان هذا الشخص البذئ هو النموذج والقدوة ويتعلمون منه الإسفاف والانحطاط وقلة الأدب.. ما معنى أن يجلس شخص تافه لا يستطيع أن يعرب جملة واحدة وينطقها نطقا سليما ويعلم ويتحدث عن القيم والأخلاق والمبادئ .. ماذا يعنى أن تتحول شاشات الفضائيات إلى أوكار خفية لتشجيع الرذيلة وطرح أفكار شاذة عن الجنس والإلحاد والمنشطات وممارسة الرذيلة وكل هذا تحت شعار الحريات..هناك أنواع من الحريات..هناك حرية الفكر أن تفكر وتطلق خيالك المبدع وهناك حرية الشطط والانحطاط..وهناك حرية ترويج الرذيلة رغم أن هناك شيئا جميلا يسمى الفضيلة.. وحين يتجه المجتمع إلى ترويج كل ألوان الانحراف فى السلوك وفى الحوار وفى الجنس فإن ذلك يعنى أن النهاية ستكون نتاجا فاسدا وبشرا غير أسوياء وسلوكا مريضا وشعبا لا يعرف كيف يفرق بين الهاوية والفضيلة..مطلوب شئ من الانضباط لأن الهواء الملوث يفسد كل شئ.
http://[email protected]