أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
جبل الطور وعيون موسى ومجمع البحرين شواهد تنفرد بها سيناء السياحة الدينية ..متى يتم استثمارها ؟
3 أكتوبر 2014
جنوب سيناء هانى الأسمر :

تنفرد سيناء بشواهد ربانية مباركة لم تحظ بها مناطق عديدة على مستوى العالم، ويجلها أتباع الديانات السماوية الثلاث ولها فى نفوسهم قدسية كبيرة، أبرزها جبل الطور أو جبل موسى الذى يبلغ ارتفاعه 2242 مترا فوق سطح البحر والذى حمل اسم نبى الله موسى عليه السلام باعتباره شاهدا على قدوم النبي،


 لذلك يحرص السياح على تسلقه تبركاً به ومشاهدة شروق الشمس وغروبها من أعلاه بالإضافة الى منطقتى عيون موسى ومجمع البحرين والذى أطلق عليه فيما بعد رأس محمد، وهى نقطه التقاء خليجى السويس والعقبة معاً ليمثلا مثلثا قاعدته فى الشمال ورأسه فى الجنوب، وعلى الرغم من ذلك الا ان السياحة الدينية لم تتمتع بما تمتعت به سياحة الشواطئ والمؤتمرات التى تقام بشرم الشيخ لأسباب عديدة منها غلق طريق وادى فيران المؤدى الى سانت كاترين ومنع مرور السائحين منه لأسباب أمنية رغم ان سانت كاترين تحظى بكنوز السياحة الدينية .


 الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء والوجه البحرى أكد ضرورة  إحياء المواقع التى ذكرت فى القرآن الكريم بسيناء ولها شواهد أثرية حتى الآن ومن أهم هذه المواقع جبل طور سيناء و التجليات الإلهية بالوادى المقدس طوى تصبغ سيناء بصبغة القداسة والنورانية، فسيناء تحوى الموقع الفريد فى العالم الذى تجلى فيه المولى سبحانه وتعالى مرتين فى موقع واحد، تجلى فأنار، شجرة العليقة الملتهبة الموجودة حتى الآن بالوادى المقدس طوى، وتجلى فهدم، حين نظر نبى الله موسى للجبل فكانت المعجزة الإلهية بدك الجبل، ومازال الجبل يطلق عليه اسم الجبل المدكوك  . 



وأشار ريحان أن الله سبحانه وتعالى كرّم جبل الطور وجعله فى منزلة مكة والقدس فى قوله تعالى « والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين» والتين والزيتون ترمز للقدس، وطور سنين هو جبل الطور بسيناء، والبلد الأمين هى مكة المكرّمة، وقد أطلقت أسماء عديدة على الجبل المقدس بسيناء الذى تلقى عنده نبى الله موسى ألواح الشريعة منها جبل موسى وجبل الطور وجبل الشريعة الذى تعددت الآراء فى تحديد موقعه لدرجة أن البعض اعتقد أنه خارج سيناء وهذا بعيد تماماً عن الواقع وعن النصوص الدينية وخط سير رحلة الخروج بسيناء. أما الآراء التى ذكرت أنه بسيناء فانحصرت معظمها فى جبلين جبل موسى الحالى وجبل سربال بوادى فيران الذى يبلغ ارتفاعه 2070 مترا  فوق مستوى سطح البحر وسبب ذلك أن جبل سربال كان مقدساً قبل رحلة خروج بنى إسرائيل وكانوا يحجون إليه واسم سربال مأخوذ من سرب بعل وتعنى نخيل المعبود بعل، إشارة إلى نخيل وادى فيران فى سفحه وهو ما ينفى تماماً أنه جبل الشريعة بالوثنية.



ويقول ريحان أن منطقة الجبل المقدس والوادى المقدس (منطقة سانت كاترين حالياً) هى التى تتفق مع خط سير الرحلة وهى المحطة الرابعة فى رحلة خروج بنى إسرائيل والتى تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242متر وجبل كاترين 2642متر فوق مستوى سطح البحر وغيرها ونظراً لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعاما آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل والسلوى وهو شبيه بطائر السمان كان النص القرآنى (إهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم) كما ورد فى سورة البقرة 61 والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع ونظراً لارتفاع هذه المنطقة أيضاً فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبى الله موسى طلباً للنار ليستدفئ بها أهله فى رحلته الأولى لسيناء ( إنى آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون) القصص 29 كما أن بهذه المنطقة شجرة من نبات العليق لم يوجد فى أى مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطى ثمار وفشلت محاولات إنباته فى أى مكان بالعالم مما يؤكد أنها الشجرة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه شجرة العليقة الملتهبة داخل دير سانت كاترين .



 أما المنطقة الثانية فهى منطقة عيون موسى والتى تصل الى 12 عين ماء تفجرت لبنى إسرائيل حين استبد بهم العطش بعد قطع مسافة كبيرة من موقع عبورهم عند رأس خليج السويس حتى موقع العيون الحالى 35 كم من نفق أحمد حمدى 165كم من القاهرة وذلك بعد نفاذ كل المياه المحمولة من بداية الرحلة  وكانت العيون بعدد أسباط (عائلات) بنى إسرائيل وكل سبط ينتمى لإبن من أبناء نبى الله يعقوب وهم أخوة يوسف الصديق وعددهم 12 ، وكانت المياه متفرقة حتى لا يتكالبوا على المياه دفعة واحدة والمنطقة الآن بها أربعة عيون واضحة منهم عينان بهما مياه ولكن غير صالحة للشرب وتحتاج إلى تنظيف ومعالجة ، قطر أحد هذه العيون 4م ولقد اختفت بقية العيون نتيجة تراكم الرمال وتحتاج إلى مسح جيولوجى للمنطقة للوصول لمستوى الصخر أسفل الرمال حيث يوجد بقية العيون الذى يدل عليها هبوط فى بعض المناطق لأن هذه العيون كانت متفرقة.



 والمنطقة الثالثة هى منطقة رأس محمد أو المعروفه فى القرآن الكريم (بمجمع البحرين)حيث أكدت دراسة أثرية للباحث الأثرى عماد مهدى أن مجمع البحرين المذكور بسورة الكهف من الآية 60 إلى 82 يقع بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ  عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس  بجنوب سيناء وذلك بالمسح  التصويرى الفضائى باستخدام تقنية تصوير الأقمار الصناعية التى حددت موقع لقاء نبى الله موسى والخضر عليهما السلام على أرض سيناء منذ حوالى 3200 سنة تقريبا وأن التوصيف اللغوى لكلمة مجمع البحرين لا ينطبق جغرافياً على أى مكان فى العالم إلا فى رأس محمد وهى مجمع خليجى العقبة والسويس فى بحر واحد هو البحر الأحمر ولفظ مجمع يختلف عن لفظ التقاء لأن لفظ التقاء تعنى التقاء بحرين لا يجتمعا فى بحر واحد مثل التقاء البحر الأحمر بالمتوسط أما مجمع فتعنى التقاء بحرين وهما خليج السويس والعقبة يجتمعا فى نفس الوقت فى بحر واحد وهو البحر الأحمر .



 وكشفت الدراسة عن موقع صخرة الحوت نقطة اللقاء بين نبى الله موسى والرجل الصالح الخضر وهى الصخرة الوحيدة التى  تتوسط طريق الدخول لرأس محمد وتقع فى خط مستقيم فى طريق الوصول لأخر نقطة فى اليابسة فى موقع مجمع البحرين وقد وصف القرآن الكريم معجزة شق الطريق إلى البحر وعودة الحياة للحوت والمعروف بمنطقة الخليج الخفى  بجنوب رأس محمد وهذا يفسّر وجود مجرى مائى دائم فى منطقة الخليج الخفى برأس محمد حتى الآن وما يزال  الرصيف البحرى التى رست عليه سفينة العبد الصالح الخضر باقياً حتى الآن وهو الشاهد الأثرى على تأكيد موقع مجمع البحرين برأس محمد ومنه تم تحديد  خط سير السفينة إلى رأس محمد  وتحديد وجهتها  ويقع على  بعد 300م من صخرة اللقاء وهى ما زالت موجودة حتى الآن.



وطالب ريحان باستثمار إحياء المواقع التى ذكرت فى القرآن الكريم بسيناء ولها شواهد أثرية حتى الآن .