هل تعلمت نخبتنا من الست أم أشرف التي صفعها أحد أنصار الإخوان يوم محاكمة مرسي؟!.
هل رأوها وهي تتحدث.. وهي تحلل أوضاعنا بعبقرية بساطتها؟!
هل توقفت عند نقاء مشاعرها الوطنية, وفطرة انتمائها, دون هوي, أو غرض في كرسي أو جاه.. وهل تعلمت منها كيف تكون مصريتنا, دون انتظار منها حتي للقمة عيش أو قطعة من اللحم.
ان أم أشرف تأكل أجنحة وأرجل الدجاج لانها لاتستطيع أن تشتري الدجاج نفسه, وهي لاتستطيع أن تدفع ايجار غرفتها الصغيرة, ولكنها تتحرك من شبرا الي التجمع حتي مكان محاكمة الرئيس المعزول بالتجمع, ايمانا منها بقضيتها, ومصريتها, ورغبتها العارمة في التعبير عن رأيها.
لم تقعد أم أشرف في قصور ملكية, مثلما فعلت بعض نخبتنا, يوم المحاكمة عندما سافرت الي احدي الدول الشقيقة يومها, بل ذهبت الي مكان المحاكمة, وهي صائمة ولاتملك في جيبها غير جنيهين, حبا في بلادها, وجيشها, وشرطتها لتتلقي علي وجهها صفعة الغدر والخسة.
أم أشرف لاتملك شيئا من الدنيا لكنها تؤمن بالله.. لم تعطها مصر الكثير, لكنها تذوب عشقا, ووطنية فيها.. هي واحدة من ملايين المصريين البسطاء, لم تذهب لتبيع قضية بلادها, أو تخونها بحفنة دولارات, لم تبع الارض ولا العرض رغم ضيق العيش, بقيت بشرفها. شرف الانتماء الي مصر دون هوي.. فهل تتعلم نخبتنا من أم أشرف؟! قبل ثورة يناير كثيرا ما كانت نخبتنا تلطم الخدود, وتعدد علي حريتها المسلوبة في الحركة من النظام السياسي لمبارك, أما أحزابنا السياسية فكانت دائما ما تتهم نظامه بأنه وراء ضعفها, وكرتونيتها في الشارع. رموا علي نظام مبارك موبقات انحسار المواطن عنهم, وانعزالهم عن نبضه, حتي جاءت ثورة يناير, وتفتحت كل أرجاء مصر, لتلك النخبة وهذه الاحزاب, والنتيجة لم تتغير.. نخبة استمرت غير مقنعة, وأحزاب باتت أكثر كرتونية.. فهل يتعلمن من الست أم أشرف نقاء المشاعر الوطنية, وفطرة الانتماء, دون هوي, أو غرض في كرسي أو جاه.. أشك في ذلك!