يعشق جيشه .. وجيشه يموت فيه غراماً !
لم تضع كلماتنا هباءاً.. نصفتنا الحروف وأضاءت لنا دروب نسائم الحرية لتعود من جديد , ولترتسم فوق العقول , و الوجوه , إبتسامة الأمل من جديد .
اليوم فقط يمكنى أن أقول يابنى , لم أتركك كثيرا فى الوحل , وأن أقول لإبنتى لاتخافى , من عقول الجهل , وظلمات أفكارهم , فالرب يرعانا , وشعبنا لم يمت .
نعم لم يمت المصريون ..عادوا ليرفعوا مشاعل الحرية فى ميادين العالم .. عادوا يعلمون الجميع معنى أن يرفعوا " الكارت الأحمر" لمن يلفظونه .
عشرات الملايين التى خرجت فى الميادين , لتقول " لا" , لم تعبر فحسب عن غضبة المكبوت , ولاصرخة المظلوم , ولاإعتراض المغلوب على أمره , ولكنها كانت أيضاً درساً للتاريخ ودارسيه .. كانت نبراساً لكل جاهل بشعب , لم يقبل طوال تاريخه إلا أن يكون حافراً لنفسه المكان والمكانة بين حضارات الدنيا , رغم أنه أصبح من رواد العالم تحت الثالث !
الآن فقط عرفت لماذا يخشى العالم أن تقوم لنا قائمة , ولماذا لايمكن أن يتركنا الإستعمار قديمه وحديثه فى حالنا .. الآن أعذرهم لأنهم لوتركونا , سنبقى فوق الكل و كلهم سيأتون خلفنا , فهم يعرفوننا أكثر من أنفسنا !
عندما يأتى المصريون فى 30 يونيو 2013 ليغيروا بوصلة التاريخ , و ربما ملامح الزمان والمكان , أمام عالم سخر منه , وأصبح على يقين , أنه قد أصبح جثة هامدة
.. وعندما يثور شعب فتضيع ثورته , ثم يستردها من جديد فى 365 يوم , فهذا يعنى أن الله معه , وإرادته فوق الكل .
إن هؤلاء الذين ظنوا أنهم قد إمتلكوا كراسى الحكم , ومصائر البلاد والعباد, وأخذوا يقسمونها , ويقسموننا , ويمنحون صكوك الجنة لمن شاءوا , والنار لمن غضبوا عليه .. جاء الوقت أن يعلموا ويتعلموا من هذا الشعب .
.. هو شعب لايشمت , ولا يستقوى على ضعيف , ولايقبل تقسيماً , ربما يتحمل ضنك العيش , وقلة الرزق , وربما يقبل بعضاً من الإستبداد , لكنه لايقبل غروراً أو سحقاً لهامات كرامته
.. هو شعب يعشق جيشه , وجيشه يموت فيه غراماً وولعاً , والله من فوق سبع سماوات يحفظهما .. فماذا ننتظر بعد ذلك ؟ّ!