ممدوح الولي
عبد الناصر سلامة
مشعل والعريفى فى القاهرة .. وشيرين تطلب "إيد" عساف !
19 يونيو 2013
حسين الزناتى

ثلاثة أحداث شهدتها مصر يوم الجمعة الماضى , رسمت الكثير من ملامح الصورة التى أصبحنا عليها , فى زمن يونيو 2013 !!


فى هذا اليوم وصل إلى القاهرة قيادى حماس "اسماعيل هنية " عبر منفذ رفح , بينما جاء "خالد مشعل"  جواً  قادماً من العاصمة القطرية الدوحة بصحبة وفد من الحركة .



 الغريب – الذى لم يعد غريباً فى زماننا - أن أحد أعضاء الوفد القادمين مع مشعل ممنوع دخوله إلى البلاد , بينما تبين أن إثنين أخرين أيضاً , مدون إسمهما على جداول ترقب الوصول , لأسباب تتعلق بالأمن القومى المصرى , ورغم ذلك تم السماح لهم جميعاً بالدخول إلى البلاد , دون إعتبار "لا" لأمن و"لا" لقانون تحت سمع وبصر السلطات المسئولة  !!



  فى نفس اليوم , جلس الملايين من المصريين والفلسطينيين , والعرب الذين لايعبأون كثيراً  بزيارات " فلان ولاعلان"  أمام شاشات التليفزيون يشاهدون ويسمعون برنامج " أراب أيدول" الذى إستضاف المطربة شيرين , التى صالت وجالت , وأخذت تبالغ كثيراً فى موهبة الشاب الفلسطينى المشارك فى المسابقة  "محمد عساف" , بينما تجاوزت سريعاً الحديث عن الشاب المصرى أحمد جمال , وهو ماجعل الكثيرون يتحدثون عن تحيزها الواضح  للشاب الفلسطينى , حتى أنها وقفت على سبيل الدعابة تبحث عن " وسيط" تستطيع  من خلاله أن تطلب يد عساف !



 وقتها ضاق بعض المتابعين ذرعاً بما إعتبروه مبالغة من " شيرين "  وأن هذا ربما يؤثر على التصويت لصالح " أحمد جمال "  وتحول الأمر لديهم إلى مسألة تحدى , فقرروا أن يزيدوا من تصويتهم له !



 .. ولم يمر يوم الجمعة , دون أن نرى مشهد الشيخ  "العريفى" السعودى  الجنسية , وهو يعتلى منبر مسجد عمرو بن العاص , يصول ويجول أيضاً , لكن شتان بين ماقام به العريفى , وقامت به شيرين , فهو وقف مطالباً المصريين بالجهاد فى سوريا ضد نظام بشار الأسد  , واصفاً بشار الأسد بــ "الحاكم الطاغية" , مُطلقاً راية الجهاد ومُحمساً شباب المصريين بالتوجه إلى هناك , مؤكداً أنه  " لا حياة لنا إلا بالجهاد", !



.. وفى نفس اليوم  حرص " العريفى " على تجديد قسم البيعة للمرشد  العام للإخوان وسط تكبيرات وتهليلات قيادات الجماعة ,وبعدها بات الشيخ, ليلته فى إحدى الأجنحة الملكية لفندق شهير !



.. بين هذه المشاهد الثلاثة , تجسد أمامى , وضعنا الراهن   فوق تراب مصر , الذى ربما لايختلف كثيراً عن حالنا العربى ,  بين فريق حائر كانت لديه طموحات  فى الماضى , اقترب منها كثيراً , ولايستطيع التخلى عنها حتى  لو كان الأمر , خارج حسابات المنطق والتاريخ والجغرافيا , ويساعده فى ذلك وضع مهترئ لنا لم نره , ربما من قبل



  .. وفريق أخر يلهو , يحاول البحث عن إبتسامة وطُرفة , حتى لوكانت بقليل من المعصية , ربما هرباً من واقع أليم بائس , يائس



..وفريق  ثالث يريد أن يشترى تحقيق أهدافه بدم المسلمين العرب , حتى لوكان لحساب أعداء الإثنين , تحت دعوى الدفاع عن الدين والإسلام والمسلمين



..  ووسط كل هذه المتناقضات التى ألمت بنا , يقف شعب حائر, مذهول , زائغ بصره ومشوشة بصيرته ..  لايعرف الكثير عن المستقبل الذى سطر بروحه مقدماته ليحصد الأمل , فوجد العلقم  فى فاهه , والشوك فوق رأسه .. وهكذا حال باقى العرب لايختلف كثيراً عنا نحن المصريين .. فماذا يخبئ لنا القدر فى الأيام المقبلة ؟!