مشعل والعريفى فى القاهرة .. وشيرين تطلب "إيد" عساف !
ثلاثة أحداث شهدتها مصر يوم الجمعة الماضى , رسمت الكثير من ملامح الصورة التى أصبحنا عليها , فى زمن يونيو 2013 !!
فى هذا اليوم وصل إلى القاهرة قيادى حماس "اسماعيل هنية " عبر منفذ رفح , بينما جاء "خالد مشعل" جواً قادماً من العاصمة القطرية الدوحة بصحبة وفد من الحركة .
الغريب – الذى لم يعد غريباً فى زماننا - أن أحد أعضاء الوفد القادمين مع مشعل ممنوع دخوله إلى البلاد , بينما تبين أن إثنين أخرين أيضاً , مدون إسمهما على جداول ترقب الوصول , لأسباب تتعلق بالأمن القومى المصرى , ورغم ذلك تم السماح لهم جميعاً بالدخول إلى البلاد , دون إعتبار "لا" لأمن و"لا" لقانون تحت سمع وبصر السلطات المسئولة !!
فى نفس اليوم , جلس الملايين من المصريين والفلسطينيين , والعرب الذين لايعبأون كثيراً بزيارات " فلان ولاعلان" أمام شاشات التليفزيون يشاهدون ويسمعون برنامج " أراب أيدول" الذى إستضاف المطربة شيرين , التى صالت وجالت , وأخذت تبالغ كثيراً فى موهبة الشاب الفلسطينى المشارك فى المسابقة "محمد عساف" , بينما تجاوزت سريعاً الحديث عن الشاب المصرى أحمد جمال , وهو ماجعل الكثيرون يتحدثون عن تحيزها الواضح للشاب الفلسطينى , حتى أنها وقفت على سبيل الدعابة تبحث عن " وسيط" تستطيع من خلاله أن تطلب يد عساف !
وقتها ضاق بعض المتابعين ذرعاً بما إعتبروه مبالغة من " شيرين " وأن هذا ربما يؤثر على التصويت لصالح " أحمد جمال " وتحول الأمر لديهم إلى مسألة تحدى , فقرروا أن يزيدوا من تصويتهم له !
.. ولم يمر يوم الجمعة , دون أن نرى مشهد الشيخ "العريفى" السعودى الجنسية , وهو يعتلى منبر مسجد عمرو بن العاص , يصول ويجول أيضاً , لكن شتان بين ماقام به العريفى , وقامت به شيرين , فهو وقف مطالباً المصريين بالجهاد فى سوريا ضد نظام بشار الأسد , واصفاً بشار الأسد بــ "الحاكم الطاغية" , مُطلقاً راية الجهاد ومُحمساً شباب المصريين بالتوجه إلى هناك , مؤكداً أنه " لا حياة لنا إلا بالجهاد", !
.. وفى نفس اليوم حرص " العريفى " على تجديد قسم البيعة للمرشد العام للإخوان وسط تكبيرات وتهليلات قيادات الجماعة ,وبعدها بات الشيخ, ليلته فى إحدى الأجنحة الملكية لفندق شهير !
.. بين هذه المشاهد الثلاثة , تجسد أمامى , وضعنا الراهن فوق تراب مصر , الذى ربما لايختلف كثيراً عن حالنا العربى , بين فريق حائر كانت لديه طموحات فى الماضى , اقترب منها كثيراً , ولايستطيع التخلى عنها حتى لو كان الأمر , خارج حسابات المنطق والتاريخ والجغرافيا , ويساعده فى ذلك وضع مهترئ لنا لم نره , ربما من قبل
.. وفريق أخر يلهو , يحاول البحث عن إبتسامة وطُرفة , حتى لوكانت بقليل من المعصية , ربما هرباً من واقع أليم بائس , يائس
..وفريق ثالث يريد أن يشترى تحقيق أهدافه بدم المسلمين العرب , حتى لوكان لحساب أعداء الإثنين , تحت دعوى الدفاع عن الدين والإسلام والمسلمين
.. ووسط كل هذه المتناقضات التى ألمت بنا , يقف شعب حائر, مذهول , زائغ بصره ومشوشة بصيرته .. لايعرف الكثير عن المستقبل الذى سطر بروحه مقدماته ليحصد الأمل , فوجد العلقم فى فاهه , والشوك فوق رأسه .. وهكذا حال باقى العرب لايختلف كثيراً عنا نحن المصريين .. فماذا يخبئ لنا القدر فى الأيام المقبلة ؟!