رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

السفير راجى الأتربى لـ «الأهرام»:آفاق جديدة للتعاون بين دول المجموعة

أجرت الحوار - إيمان عارف
السفير راجى الأتربى

  • نناقش الأزمة الإنسانية وإعادة إعمار غزة ولبنان ونسعى للانتقال العادل فى الطاقة والصناعة لتحقيق التنمية المستدامة
  • ننفذ مشروعات استثمارية مشتركة.. وأولوية للاقتصاد الرقمى وتطبيقات الذكاء الاصطناعى

تعد منظمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادى «D8» التى أعلن رسميا تأسيسها عام 1997، وفى شهر مايو الماضى تسلمت مصر الرئاسة الدورية للمنظمة، وهى الرئاسة التى ستمتد حتى نهاية عام 2025، خلفاً لبنجلاديش، كما ستستضيف اجتماعات القمة للمرة الثانية منذ نشأة المنظمة الخميس المقبل، وحول القضايا التى ستناقش فى القمة وأولويات الرئاسة المصرية للمنظمة، كان اللقاء مع السفير «راجى الإتربى» مفوض مصر لدى منظمة التعاون الاقتصادى للدول الثمانى النامية ومساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية الدولية، وفيما يلى نص الحوار:

 

  • تستضيف مصر للمرة الثانية منذ عام 2001 قمة منظمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادي، فما رؤية مصر لأولوياتها فى هذه القمة؟

تحرص مصر على تعزيز التعاون الاقتصادى مع كافة الدول الصديقة، على المستوى الثنائي، وكذلك فى إطار كافة المنظمات الدولية والإقليمية التى تتمتع بعضويتها، ومن بينها بطبيعة الحال منظمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادي، بهدف تحقيق المصالح المشتركة بين الدول الأعضاء بالمنظمة. ونحرص أن يكون تعاوننا مع دول المنظمة منطلقاً من أولوياتنا الاقتصادية الوطنية وكيف يمكن أن يسهم هذا التعاون فى برامج التنمية الشاملة فى مصر، وهو تعاون يتسم بالشمولية حيث يتضمن مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية، خاصةً قطاعات البنية الأساسية وما يسمى باقتصاد المستقبل مثل الاقتصاد الرقمى ومجالات الذكاء الاصطناعي، كما نحرص فى إطار المنظمة على التعاون فى تنفيذ مشروعات استثمارية مشتركة فى عدد من القطاعات أبرزها الصناعة والتجارة والطاقة المتجددة.

ومن المهم أن أشير فى هذا الصدد إلى ما أطلقته مصر من مبادرات، تزامناً مع رئاستها للمنظمة، بهدف تعزيز التعاون مع أعضائها، وأبرزها استضافة الاجتماع المقبل لوزراء تجارة التجمع، وكذلك اجتماع وزراء السياحة، فضلاً عن تعزيز التعاون فى مجالات الصحة، حيث ستستضيف مصر الاجتماع الأول لوزراء صحة دول المنظمة، ليصبح اجتماعاً دورياً وبمنزلة منصة هامة لتبادل الخبرات.

كما طرحت مصر مبادرتين، الأولى لتعزيز التعاون بين المراكز البحثية الاقتصادية، وانشاء شبكة للتعاون بين رؤساء المراكز بهدف إعداد التقارير الاقتصادية والدراسات المتعلقة بأسواق دول المنظمة وسبل الارتقاء بالاستثمارات ومعدلات التجارة البينية، أما بالنسبة للمبادرة الثانية فتهدف إلى تدشين آلية للتعاون بين معاهد الدراسات الدبلوماسية، لتبادل الخبرات وبناء كوادر دبلوماسية شابة ومؤهلة.

  • تعقد القمة وسط أزمات طاحنة فى فلسطين ولبنان، فما موقف المنظمة من هذه الأزمات؟

رغم أن المنظمة معنية بالأساس بالتعاون الاقتصادى بين الدول الأعضاء فى إطار المظلة الأشمل لتعاون دول الجنوب – الجنوب، إلا أن القضية الفلسطينية، وما تشهده الأراضى الفلسطينية من عدوان إسرائيلى غاشم، ستكون حاضرة بقوة فى نقاشات المنظمة، ومن ثم سيتم تخصيص جلسة خاصة من أعمال القمة حول الأزمة الإنسانية وإعادة إعمار غزة ولبنان، وذلك بهدف التباحث حول سبل تقديم الدعم للأشقاء فى فلسطين ولبنان.

  • يعد التعاون الاقتصادى هدفاً رئيسياً للمنظمة، ما الخطط المطروحة لتعزيز التعاون التجارى والاستثمارى بين الدول الأعضاء؟

دول المنظمة متوافقة على أهمية تعزيز الجهود لتحقيق التنمية الشاملة والقضاء على الفقر، واستشراف الفرص الجديدة لتحقيق تحول مستدام فى الأداء الاقتصادي، وتهيئة مستقبل أفضل للأجيال القادمة، والعمل على تخطيط وتنفيذ مشروعات استثمارية مشتركة فى قطاعات اقتصادية وصناعية وتجارية مختلفة، وعلى رأسها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والاقتصاد الرقمي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة الهيدروجين الأخضر، وكلها مجالات سنعمل بالتعاون مع الدول الأعضاء على تنفيذ مشروعات مشتركة فيها.

كما تمثل المنظمة فرصة كبيرة لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والدول الأعضاء بها فى مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، ونتطلع إلى أن ينعكس ذلك فى صورة مشروعات إنتاجية ملموسة.

  • من وجهة نظركم ما أبرز الإنجازات التى حققتها المنظمة منذ إنشائها حتى الآن، وما أبرز التحديات التى تواجهها؟ وآفاق المستقبل التى تنتظرها؟

تعد المنظمة أحد التجمعات الهامة التى تعزز من التعاون جنوب – جنوب، خاصة بين الدول صاحبة الاقتصادات البازغة، وقد نجحت هذه الدول فى تطوير التعاون فيما بينها فى العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية، ومن المنتظر تصديق مصر على اتفاقية التجارة التفضيلية بين دول المنظمة خلال الفترة القليلة المقبلة بما يسهم فى تعزيز التجارة البينية وتشجيع الاستثمارات المشتركة فى مختلف المجالات.

ونقدر أنه يوجد مساحة كبيرة لتطوير التعاون خلال المرحلة المقبلة فى مجالات الخدمات المالية المرتبطة بالتجارة، والطاقة، والتعاون فى مجالات الصناعة، عبر استثمار المميزات المتنوعة المختلفة التى تتمتع بها الدول الأعضاء.

  • يعد تغير المناخ من القضايا المطروحة بقوة على أجندة العمل الدولية، ما رؤية المنظمة فى التعامل مع تلك القضية فى إطار جهود تحقيق التنمية المستدامة؟

لا شك أن التداعيات السلبية لتغير المناخ والتعامل معها أصبحت أحد أهم الملفات المطروحة على الساحة الدولية، وأود الإشارة إلى أن الدول النامية تعد الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ رغم عدم تسببها فى هذه الظاهرة، وتؤكد دول المنظمة أهمية التعامل مع هذا الملف استناداً إلى مبادئ الإنصاف والمسئوليات المشتركة ولكن متباينة الأعباء، وأهمية توفير سبل التنفيذ، وعلى رأسها التمويل، لتحقيق الانتقال العادل فى مجالات الطاقة والصناعة، بما يسهم فى تعزيز جهودنا المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، ومن ناحية أخري، تؤكد دول المنظمة رفضها التام للإجراءات التجارية الحمائية والأحادية الجانب التى تنفذها بعض الدول المتقدمة تحت غطاء الحفاظ على البيئة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق