تحت شعار «الحركة بركة» تجمع العشرات مع ابنائهم وأحفادهم بحدائق الميرلاند فى اول رالى لكبار السن تنظمة مؤسسة «السنوات الذهبية» للتنمية المجتمعية والمعنية بنشر مفاهيم الشيخوخة الصحية, وتشجيع رياضة المشى لكبار السن, وكان الاقبال كبيرا ومشجعا للغاية, كما تقول دينا حشيش صاحبة الفكرة ومؤسسة المبادرة والتى كرمتها عنها منظمة الأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى ضمن أهم خمسين رائدا حول العالم يعملون على تحويل كوكب الأرض إلى مكان أفضل لكبار السن وكانت المصرية الوحيدة فى القائمة الدولية وذلك ضمن مبادرة الأمم المتحدة لإعتبار السنوات من (2021- 2030) عقد التمتع بالصحة فى الشيخوخة, فهى مرحلة بيولوجية طبيعية كما تقول دينا, لكن البعض يصل اليها بصحة جيدة وتوازن وسلام نفسى البعض يصلها مريضا عاجزا ومنعزلا:
بدأت «السنوات الذهبية» كصفحة على منصة فيسبوك خلال فترة اغلاق كورونا فالعزلة التى فرضت علينا جميعا وعلى كبار السن بشكل خاص كنوع من الحماية لهم ، وتقول تركت آثارا جانبية على حالتهم النفسية وعلى مستوى جودة الرعاية المقدمة لهم، وكان مرض والدى والصعوبات التى واجهتها لتقديم الدعم الطبى له، الدافع وراء انشاء جروب على منصة فيس بوك لتبادل الخبرات والتجارب بينى وبين العديد من الاصدقاء الذين يعيشيون نفس التجربة مع ابائهم ويجدون نفس الصعوبات فى تقديم الدعم لهم وخلال فترة وجيزة تزايد عدد المشتركين ليضم أطباء وممرضين وشركات منتجات وخدمات ووسائل انتقال لكبار السن, ففكرت فى تجمع أكبر يخلق مجتمع عبر الانترنت يلبى احتياجات كبار السن كما يوفر لهم استشارات طبية حسب حالتهم الصحية وعبر زيارات افتراضية للاطباء وكذلك دروس فى الفن وجلسات استرخاء وأيضا تنظيم النزهات والزيارات والحفلات الموسيقية بالإضافة الى توفير قائمة المنتجات التى يحتاجونها وأيضا مساعدتهم فى تكوين الصداقات عبر العالم الافتراضى للخروج من دائرة العزلة, لكن كانت المشكلة الأكبر ان معظمهم لا يجيدون التعامل مع التكنولوجيا من هنا ظهرت الحاجة الى مساعدتهم فى ذلك.
دينا حشيش
ومع الوقت ضمت المبادرة أعدادا متزايدة من كبار السن ومقدمى الرعاية لهم، وتحولت الى مؤسسة غير ربحية نهدف من خلالها إلى تغيير المفاهيم عن كبار السن فى مصر من خلال تغيير الصورة النمطية عن الشيخوخة ومساعدة الناس للتقدم فى السن صحيا واجتماعياً بصوره أكثر إشراقا فى مصر والشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن المبادرة تعمل على تحسين جودة الحياة لهم عن طريق بناء منصات دعم تعزز التواصل والرعاية وتيسر وصولهم لما يحتاجون من معلومات ومنتجات وخدمات أيضا, وخلق مجتمع يساعدهم على الاستمتاع بالحياة من خلال أنشطة دعم لهم ولذويهم وتحقيق اِعتمادية ذاتية مستدامة لهم وتحقيق السعادة والاستقلالية والكرامة فى حياتهم، وتشجيعهم على الحركة من خلال تنظيم رالى المشى فهو رياضية خفيفة مجانية وتشجيعهم على اصطحاب عائلاتهم لدمج الأجيال المختلفة من نفس الأسرة فى أنشطة جماعية، مع التأكيد على الفوائد الاجتماعية والنفسية لممارسة الرياضة.
تخرجت دينا حشيش من كلية حقوق جامعة القاهرة عام 2005, وبدأت حياتها المهنية كمحامية للشركات ومثلت العديد من أكبر مكاتب المحاماة بمصر وأمريكا وإيطاليا مباشرة بعد حصولها على ماجستير من جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الامريكية وأخر من الجامعة الأمريكية بالقاهرة . وبعدها تم اختيارها مُحَكِمة دولية من وزارة العدل فى مصر. وحصلت منصة السنوات الذهبية على جائزة تقديرية ضمن 14 الف متسابق فى العالم وذلك من خلال المشاركة فى مسابقة خاصة بالفيس بوك لتحسين جودة حياة كبار السن إلى الأفضل.
وفى عام 2021 تم قيد مؤسسة «السنوات الذهبية» للتنمية المجتمعية بوزارة التضامن تحت شعار «الشباب شباب القلب» تتويجاً للفكر الإيجابى ولاتخاذ خطوات فعالة لتحقيق التغيير المنشود للصورة النمطية من «مسن يستهلك الدواء نصف مدخراته ويعانى الوحدة والاكتئاب إلى مسن مفعم بالنشاط والحيوية يحيا ليستمتع بالحياة فى سنواته الذهبية«و قادر على اتخاذ قرارات مستقلة كنتيجة الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والفرص المتاحة من الخدمات الإجتماعية والترفيهية.
رابط دائم: