رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صراعات الداخل.. ورصاصات «الفشل»

شريف سمير
تيجراي

إذا أعطيت «جاهلا» بندقية، فأول شىء سيفعله هو أن يصيب أصابع قدميه، والآن يتورط رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد فى انتهاكات وصراعات داخلية واسعة النطاق تستنزف رصيده الشعبى وسط مشاعر التفاخر والزهو بحصوله على ولاية ثانية، ولكنها ولاية محفوفة بالمخاطر وتسير فوق أشواك دامية!.

فإثيوبيا تواجه اليوم ٣ قنابل موقوتة، أولها ملف العرقيات والنزاعات الإثنية، من خلال رسم استراتيجية تركز على البعد القومى كبديل للوضع الفيدرالى السائد حتى تسلم رئيس الوزراء السلطة فى ٢٠١٨. وتغرق البلاد فى اضطرابات أمنية منذ ٤ نوفمبر عام ٢٠٢٠، وتصاعدت طوال ٩ أشهر متصلة بصورة أفضت إلى المزيد من الخسائر فى الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، فضلا عن تفاقم الأزمات الإنسانية ونزوح ولجوء الآلاف من الإثيوبيين إلى المناطق المجاورة.

وفتحت نيران تيجراى جراح الماضى، التى مصدرها عمليات التطهير العرقى فى أنحاء إثيوبيا، وما تولد عنها من مقتل مئات الأشخاص وتشريد أكثر من ٢٠٠ ألف مواطن منذ سبتمبر ٢٠٢٠، وكانت أبرز الاشتباكات ما شهده إقليم أمهرة من حرب أهلية بين قومية أمهرة وسكان منطقة الأورومو بالإقليم، مما أسفر عن مقتل نحو ٥٠٠ ضحية خلال شهرى مارس وأبريل الماضيين.

وثانى التحديات أمام آبى أحمد يتمثل فى تحسين الاقتصاد الذى ضربه زلزال الإنفاق الضخم على حرب تيجراى، الذى بلغ نحو مليار دولار، وفقا للأمم المتحدة، علما بأن الاقتصاد الإثيوبى كان يبشر بأنه واحد من أسرع الاقتصادات نموا، غير أن معدل النمو تراجع خلال العامين الماضيين، وتدريجيا تصاعدت معدلات التضخم بتسجيل مؤشر أسعار المستهلك فى يوليو الماضى ارتفاعا بمقدار ٢٥ ٪ فى أعلى مستوى ارتفاع شهرى منذ عقود، وانعكس الوضع على بلوغ معدلات البطالة أكثر من ١٧ ٪ مما يفسر غليان الشارع الإثيوبى واحتقان المظاهرات الشعبية ضد سياسات آبى أحمد.

وجاءت جائحة كورونا كثالث تحدٍ يتربص بطموحات آبى أحمد فى الاحتفاظ بالسلطة، فما يدور من معارك وأجواء ملوثة بـ “دخان” المدافع، و”أنفاس” المتظاهرين مما يوفر بيئة ملائمة وخصبة لنمو الموجة الرابعة من الفيروس القاتل، خصوصا بعد أن كشفت وزارة الصحة الإثيوبية عن وفاة ٣٠٨ أشخاص بالمرض فى أسبوع واحد ليبلغ الإجمالى ما يقرب من ٦ آلاف ضحية. وبذلك أصبحت إثيوبيا الآن ثانى أكثر الدول تضررا فى قارة إفريقيا، لتفتح أبوابها أمام “متغير دلتا” بكل شراسته وتستعد البلاد لفصل شتاء عنيف وشديد القسوة.

إن أحلام آبى أحمد فى مهب الريح، وتقتضى الذكاء والتعقل وقراءة كل ملف بوعى وسياسة، والفشل فى احتواء كل هذه الضغوط يضع إثيوبيا كلها أمام فوهة بندقية “الفتى الطائش”!.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق