رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عمليات التجميل الوجها الآخر للإنفاق

شيماء مأمون
عمليات التجميل

فى الوقت الذى ينتظر فيه العالم انتهاء أزمة الوباء العالمى، كان الأمر مختلفا بالنسبة لكثير من مواطنى كوريا الجنوبية ، حيث أصبحت هذه الأزمة فرصة لإعادة تشكيل وجوههم مرة أخرى. فعلى مدار السنوات الأخيرة تحولت مدينة سول إلى واحدة من أبرز عواصم الجراحات التجميلية فى العالم، بعدما بات هوس التجميل جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية ، لاسيما فى ظل انتشار الملصقات الإعلانية الخاصة بها على جدارن الشوارع ووسائل الموصلات ومحطات مترو الأنفاق.

جاء ذلك فى الوقت الذى تشير فيه بعض التقديرات، إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء كوريات جنوبيات، تتراوح أعمارهن بين 19 و 29 عامًا، قد أجريت لهن جراحة تجميلية خلال الفترة الأخيرة، والتى شهدت بالفعل انتعاشًا فى الجراحات التجميلية فى عام 2020. فعلى سبيل المثال، قامت ريو هان، طالبة جامعية تبلغ من العمر 20 عامًا، بإجراء عملية جراحية فى أنفها فى ديسمبر الماضى، بعد أن ساعدها نظام «التعليم عن بُعد» فى اتخاذ هذا القرار، حيث استطاعت الحصول على الوقت المناسب للبقاء فى المنزل، فى حين أنها تقوم بارتداء الكمامة فى الأماكن العامة. وتقول ريو «اعتقدت أنه سيكون من الأفضل الحصول عليها الآن قبل أن يبدأ الناس فى خلع الكمامة، حيث كان هناك كدمات وتورم من الجراحة»

ويمكن القول إن هذا التفكير أدى إلى زيادة الطلب على مثل هذه العمليات فى كوريا الجنوبية. فوفقا لمسح أجراه معهد هانا للتمويل فى سول، سجلت عيادات الجراحة التجميلية والجلدية فى كوريا الجنوبية، قفزة بنسبة 10% فى جراحات التجميل خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2020، مقارنة بالعام السابق، ومن المتوقع أن ينفق الكوريون الجنوبيون نحو 11.8 مليار دولار هذا العام، خاصة أن الوباء حال بين تقديم خدمات العلاج السياحى للمرضى الأجانب.

فى الوقت نفسه، ونظرا لأن الوباء حشد ملايين المواطنين من خلال الاجتماعات عن بُعد عبر تطبيق «زووم» طوال عام 2020، فقد لاحظ الباحثون ظاهرة أطلقوا ع ليها اسم «زووم ديسمورفيا» وهى ازدياد التركيز على العيوب الجسدية، حيث أصبحت هذه الاجتماعات مرايا رقمية لتأكيد التجاعيد والخطوط الملحوظة، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع كبير فى جراحات التجميل.

ويرى جراحو التجميل ان المرضى مهتمون بإجراء عمليات جراحية على جميع أجزاء الوجه، وفى حين يرغب البعض فى إجراء عمليات جراحية على أجزاء من الوجه يسهل إخفاؤها تحت الكمامات، مثل الأنف والشفاه. هناك عمليات فى مناطق أخرى فى الوجه لن تغطيها الكمامة. ويقول بارك تشول جراح تجميل: «زادت الاستفسارات الجراحية وغير الجراحية حول العيون والحواجب وجسر الأنف والجبين». وفيما يتعلق بحجم إنفاق المواطنين كثيرا من الأموال يقول الدكتور شين سانج: «إنه نوع من الإنفاق الانتقامى، حيث شعرت أن العملاء كانوا يعبرون عن مشاعرهم المكبوتة من فيروس كورونا، من خلال إجراء عمليات تجميلية، حيث أصبح الإنفاق على عمليات التجميل، ثالث أكبر مجال للإنفاق بعد محلات السوبر ماركت والمطاعم» .

ويحذر العديد من الخبراء من تداعيات هوس جراحات التجميل فى البلاد، فتقول لى أون هى، أستاذة دراسات المستهلك فى جامعة إنتشون: «تكبر الفتيات هذه الأيام وهن ينظرن إلى نجوم الكيبوب الذين يشبهون الدمى الحية، وتستهدف إعلانات الجراحة التجميلية النساء فى سن المراهقة، مضيفة، «فى مجتمع كوريا الجنوبية شديد التنافس، تواجه النساء الكثير من الضغوط للظهور بمظهر جميل وكأنهن فى مسابقة جمال، حيث تجد الكوريات أن حسن المظهر يمنحهن نفوذًا حاسمًا، ليس فقط فى سوق المواعدة والزواج، ولكن فى سوق العمل أيضا» .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق