كان ومازال مفهوم المدرسة أنها تدرس مناهج وتلتزم بها أمام تلاميذها وطلابها إلا أن مدرسة الوعى الأثرى للمكفوفين بالمتحف المصرى غيرت المفهوم وخالفت ذلك تماما لأنها باختصار بلا منهج تعليمى ومفهوم المدرسة لديها أنها ثقافية وأثرية وترفيهية ليس لديها منهج تابع لأى وزارة من الوزارات بل ويعد المنهج فيها على حسب عمر الطفل وإدراكه العقلى للمعلومة التى ستصل له أو يحصل عليها.
صفحة «شباب وتعليم» تواصلت مع أحمد نجيب السيد مدير مدرسة الوعى الأثرى للمكفوفين بالمتحف المصرى الذى أوضح أن ذوى الإعاقة البصرية لديهم العديد من الإشكاليات النفسية مثل الخوف والاضطراب والخجل والانطواء وبعض الإشكاليات الاجتماعية مثل عدم الثقة فى المجتمع الخارجى ومن هنا جاء دور جديد للمجتمع للتعامل مع تلك الفئة من خلال الثقافة ومنها الثقافة الأثرية وعند إنشاء مدرسة الوعى الأثرى للمكفوفين وهى بمثابة مدرسة لإدماج جزئى لتلك الفئة من خلال التعامل مع الآثار وزيارتهم للمتحف والحصول على المعلومة الأثرية ببساطة.
وكشف لـ«الأهرام» انه قبل إنشاء المدرسة كان هناك بعض المحاولات لشرح الآثار للمكفوفين عن طريق حاسة اللمس ففى عام 2002 جاء المركز الثقافى الفرنسى بمشروع العطور فى مصر القديمة وأخذ بعض الطلبة من جامعة عين شمس وبالتحديد من كلية الآداب قسمى التاريخ والاجتماع وتم ترشيحى كطالب فى الفرقة الثالثة تاريخ وعادل مصطفى فؤاد طالب بالفرقة الثالثة قسم اجتماع والعديد من المكفوفين الآخرين بقسم إنجليزى للتدريب على شرح الآثار المصرية القديمة على لوحات نحاس مثل الآوانى الفخارية والصلاية الليبية والعديد من القطع الأخرى لشرحها للطلبة المكفوفين صغار السن وتعد لأول مرة فى مصر كفيف يشرح للمكفوفين الآثار المستنسخة عن طريق حاسة اللمس.
وأضاف حصلنا على شهادات خبرة من المركز الثقافى الفرنسى بعد شرح تلك المستنسخات لمدة شهر وكان المسئولون فى المتحف المصرى مبهورين بتلك الفكرة وطلبوا من بعض المكفوفين مثلى العمل معهم بعد التخرج وفى نفس العام نفذ المجلس الأعلى للآثار النشاط الصيفى فى المتحف المصرى وأعد الخيمة الصيفية وتدربت وزميل آخر على شرح الآثار الحقيقية من الجرانيت والبازلت والشيست لكى أوصل معلوماتها للأطفال المكفوفين وألمسهم تلك القطع وكان الأطفال داخل الخيمة الصيفية ينفذوا كل ما لمسوه بالطين الأسوانى والصلصال داخل تلك الورشة وحصل وزميل آخر كفيف على شهادات تقدير وهدايا مستنسخة.
وقال إن المسئولين بالمجلس الأعلى للآثار والمتحف المصرى عرضوا علينا العمل معهم بعد التخرج فى الجامعة وبالفعل بعد التخرج التحقت بالعمل فى المتحف وزميلى عادل لكى ننفذ العديد من الأنشطة مع الأطفال والشباب من المكفوفين مثل شرح بعض الموضوعات مثل الحروف الهيروغليفية والحياة اليومية وتاريخ بعض الملوك واختيار القطع المناسبة لذلك من الجرانيت والشيست والبازلت المناسبة لأعمار الأطفال المكفوفين ومنذ عام 2004 حتى الآن ينفذ العديد والعديد من الأنشطة مع الأطفال والشباب المكفوفين من ضعاف البصر داخل المتحف المصرى ومنها أيضا شرح الموضوعات الأثرية المبسطة ولمس بعض القطع المناسبة والورش الفنية بالخامات المختلفة.
رابط دائم: