رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

يحاول فهم المنافى بالقصيدة
الشاعر الكردى لقمان محمود:حلم الكرد أن يعيشوا مع العرب فى دولة ديمقراطية كل مبدع أخى

حوار: محمد حربى
الشاعر لقمان محمود
فى ديوانه الأخير يحاول الشاعرالكردى المعروف لقمان محمود الاستنجاد بالقصيدة ليفهم المنافى التى تتسلل إلى الخارطة وتحاول تقسيم الوطن إلى فسيفساء يصبح معها الحلم بكيان موحد أمرا مستحيلا .

ولكن القصيدة كشفت له أن المنافى أكثر استعصاء على الفهم كلما اقتربت من معانيها وحدودها.

لقمان الذى يكتب الشعر بالكردية والعربية يقول للاهرام إن الكرد أمة سلام وأنهم صمام أمان للعرب, بدليل أنهم يحاربون داعش نيابة عن العرب والإنسانية الآن، وإنهم ليسوا جزءا من مشروع الشرق أوسط الكبير حتى ولو حاول أعداؤهم تصويرهم، بغير الحقيقة، على أنهم متورطون فى اللعبة الاقليمية الكبرى .

 الكردى منقسم بين اللغة والخارطة, تتقاذفه أربع دول, فكيف يمكن أن يتشكل العقل والوعى الكردى بهويته وسط هذه الفوضى ؟.

عرف تاريخ الإنسان منذ الأزل لغات كثيرة، منها التى انقرضت، ومنها التى مازالت بجوهرها و روحها. واللغة الكردية تملك عمراً و زمناً لغوياً طويلاً يضرب فى عمق وجذر التاريخ القديم. فثمة أخبار من نصوص مسمارية و كتابية تذكر أسماء شعوب ومجموعات بشرية جبلية، وأسماء أعلام لها علاقة مباشرة بالكرد اليوم. حيث يرى المتمعن فى الخارطة التاريخية الجغرافية للكرد من الناحية الديموغرافية الاجتماعية أن الكرد ينحدرون من عدة جذور، أى لهم أسلاف وأصول شعوبية تاريخية متعددة. من منطقتين أساسيتين,أولاً :من جهة الشرق والشمال – شرق، أى منطقة زاغروس، وثانياً :من جهة الغرب والشمال – غرب منطقة الهضبة الأرمنية ومنطقة جبال طوروس. وعلى الأرجح كانت لغة الكرد لغة شفهية، محكية، منطوقة غير متأثرة بغيرها فى مناطق سكن الكرد الأصلى المعاش بها. وهذا قد يكون التفسير المنطقى لديمومتها.

فرغم تشظى اللغة والجغرافيا، ورغم هذا الوضع الممزق للكرد لم تمت اللغة الكردية بأساسياتها حتى يومنا هذا. وذلك يعود لعوامل ، منها أنّ الكرد شعب عريق نما وترعرع وكون خصائصه القومية فى وطنه من خلال تفاعله مع بيئته الطبيعية.

من هنا أستطيع القول إن العقل والوعى الكرديين كانا موجودين دائما، بدليل أن الأدب الكردى فى جميع مراحله كان مكتوباً باللغة الكردية، وكان وما زال التواصل بين الكرد فى الأجزاء الأربعة على مايرام رغم اختلاف اللهجات. فالكردى السورى والعراقى والتركى والفارسي، كتب بلغته الأم حتى فى أحلك الظروف. ففى الوقت الذى كانت فيه اللغة الكردية ممنوعة، تعلمتها قراءة وكتابة من والدى الذى درّس جميع أخوتى و أخواتى هذه اللغة، قبل أن نتعلّم اللغة العربية فى المدارس الإجبارية.

> هل يسهم الألم (صورة الكردى المضطهد والضحية) فى لم شتات الروح الكردية؟

- الضغط الذى مورس ضد الكرد يكاد يكون واحداً، ففى كردستان تركيا كان الكردى يدخل السجن لمجرد الحكى بلغته الأم. وفى كردستان العراق كانت الحكومات المتعاقبة تتراجع عن مسؤولياتها فى إبرام اتفاقية الحكم الذاتى بقصف المدن والقرى، كان آخرها عمليات الأنفال التى راحت ضحيتها (182000) كردي، وقصف مدينة حلبجة بالكيماوي، حيث مات فيها خمسة آلاف انسان خلال ثوانٍ.

كل هذا الضغط لم يولد لدى الكردى سوى التصميم على المقاومة. فكما كان الكردى السورى موجودا فى كل الحروب التى مورست ضد كرد العراق، كان الكردى العراقى والفارسى والسورى موجوداً فى ثورة حزب العمال الكردستانى ضد الدولة التركية الفاشية.

وربما آخر صورة لهذا الألم نجده الآن فى المقاومة الباسلة لمدينة كوباني، التى تحارب الآن إرهاب داعش، وما ذهاب قوات البيشمركة إلى هذه المدينة سوى نوع من أنواع اتحاد الألم ضد الظلم والطغيان والإرهاب بدلاً عن الانسانية جمعاء.

> تقول إن الكتابة بالعربية التى تتقنها لا تعتبر خيانة لهويتك

- أحب اللغة العربية، وأعتبرها أمى الثانية، فبقدر ما أحبّ أمى الأولى، التى هى لغتى الكردية، أحب أمى الثانية بنفس القدر. وإذا ما جاء يوم ومُنعت اللغة العربية سأبقى وفياً لها ومدافعاً عنها، بقدر مادافعتُ عن اللغة الكردية.

أما عن سؤالك أننى كاتب بهويتين، أستطيع القول إن الكتابة الابداعية ملك لجميع اللغات، ولا أريد أن ينحصر الإبداع فى هوية، أو فى لغة. فكل مبدع حقيقى هو أخي، وكل إبداع حقيقى هو هويتي.

وماذا تقصد بأن الكتابة بالعربية ترميم للوجع الكردي؟

عندما تعيش فى دولة عنصرية كسوريا، عليك أن تتحايل على هذه العنصرية بلغتها، فكتابة قصيدة باللغة الكردية عن "نوروز" كفيلة بأن تدخلك السجن لمدة ثلاثة أعوام، وهذا ما حصل مع شاعر كردي.. هنا ما أقصده بالتحايل، أى أن الكتابة باللغة العربية عن وجع كردى عابرة للرقابة والمساءلة.

> تقول إن سليم بركات يكتب بالعربية لايصال المشكلة الكردية للقراء العرب, اليست هذه قراءة ايديولوجية ؟

- أتصور لو كتب سليم بركات باللغة الكردية لمنعت أغلب أعماله. من حسن حظه أنه لا يعرف الكردية. ولكن بركات مبدع كبير استطاع أن يكتب كل شاردة وواردة عن الكرد بلغة رفيعة بعيدة عن الابتذال والشعارات والايديولوجيات.

سليم بركات من المبدعين الكبار فهو كاتب كونى بامتياز. وهذه الكونية انعكست سلباً عليه، وخاصة من جهة الكرد، وهى حقيقة مرّة. فعندما طلبت لجنة نوبل للآداب من "القلم الكردي" – (فرع من القلم العالمي)، ترشيح كاتب كردى لجائزتها، رشحتُ سليم بركات باعتبارى عضوا فى هذا النادي، لكن جوبه قرارى بالرفض وبأغلبية ساحقة. وتمّ ترشيح كاتب آخر يكتب باللغة الكردية. ما أقصده أن القراءة الإيديولوجية موجودة فى الوعى الكردي، كما هى موجودة فى الوعى العربى أيضاً، وإلا لماذا يُحارب بعض المبدعين الكبار من العرب من قبل بعض القرّاء العرب؟!

> هل فهمتَ المنافى عبر الديوان الأخير "وسيلة لفهم المنافي", أم كشفتها؟ أم تبكى المنفى الأكبر الذى يتشكل الآن فى الوطن؟

- لم أحس بالاستقرار فى أى بقعة من الأرض، كنتُ منفياً وغريباً فى وطنى ومع أهلي، وأنا الآن أحس بنفس الشعور مع زوجتى التى أحبها.

سألنى ذات مرة صديقى الشاعر الألمانى بيتر إيريك بعد أن قرأ بعض قصائدى باللغة الألمانية: معك إقامة دائمة، ولغتك الألمانية جيدة، لماذا تحس دائماً بأنك فى المنفى؟! بعدها بعامين تركتُ ألمانيا.

لو كنتُ قد فهمت المنافى أو كشفتها لما كتبت عنها. فالكاتب يكتب عن شيء يخافه، وإلا لماذا كل هذه الكتابات عن الموت؟!

كان المتنبى العظيم على حق، عندما قال: "على قلقٍ كأن الريح تحتي". بمعنى ما، وطنى هو الكتابة، عن طريقها حاولتُ أن أفهم المنافى القديمة والراهنة والمستقبلية.. فكل الأوطان على شفا الهاوية.

> لا يعرف العرب الكثير عن تجربة مجلة "سردم" بنسختيها العربية والكردية, هل يمكن القاء الضوء عليها ؟

- فى عام 1998، أسس الشاعر الكبير شيركو بيكس مع نخبة من الأدباء الكرد مؤسسة ثقافية فى مدينة السليمانية بكردستان العراق، وهى "مؤسسة سردم "، وأصبح رئيساً لها.

كان فى برنامج هذا الرائد تفعيل الحركة الثقافية فى كردستان والعراق معاً، من خلال الكتب والمجلات، حيث صدر عن المؤسسة – حتى رحيله – أكثر من (1500) كتاب باللغتين الكردية والعربية، بالإضافة إلى مجلات متخصصة منها: سردم العربي، سردم الكردي، سردم الأطفال، سردم العلمي.

بالنسبة لمجلة سردم العربى (تُعنى بالتواصل الكردى – العربي)، استطاعت هذه المجلة استقطاب أقلام كثيرة على مساحة كردستان والوطن العربي. أما مجلة سردم الكردي، فهى مختصة بترجمة كل ماهو جديد فى الأدب والفكر (من جميع اللغات) إلى اللغة الكردية.

 

> هل أسهمت المجلة فى بناء جسور الثقة بين الكرد والعرب ؟

- استطاعت المجلة بناء أكثر من جسر بين الثقاقتين، وربّما أكبر نجاح للمجلة أنها طبعت أعمالاً أدبية ونقدية وابداعية لأكثر من مئة كاتب عربي,من مصر، وسوريا، والعراق، والمغرب، ولبنان، وفلسطين، وتونس وبلاد عربية أخرى. فوسط ما أفسدته السياسة ، أسهمت المجلة نوعاً ما فى تجسير الهوة بين الثقافتين من خلال دراسات وأبحاث فكرية وأدبية تنتصر للحقائق وللإبداع.

 

> تلعب الأماكن دورا بارزا فى قصيدتك منذ بداية مشروعك الشعرى فى "افراح حزينة" حتى آخر الاعمال, وكأن الاماكن تكتبك كما تكتبها. فما هى الجمالية النفسية للمكان, وهل تحاول مقاومة فقدان الذاكرة للتفاصيل القديمة ؟

- عندما كنتُ صغيراً، كنتُ أتصور أن نهر "الخنزير" هو أكبر نهر فى العالم، وبقيَ هذا النهر يتدفق فى ذاكرتى بكامل مائه، حتى بعد أن قطعت تركيا الحياة عنه من خلال السدود. مازال يجرى فى هذا النهر اليابس ماءٌ سرّي.

كل الأماكن التى كتبت عنها هى أماكن طفولتي: كولا عنتر، عوينيكي، نجاري، كرى شرمولا، سينما عامودا، ، نهر الخنزير.. مازال يصعد من هذه الأماكن دخان الحرائق، وخرير الماء اليابس، وصوت البنادق، ودماء الشهداء، وعويل الأمهات.. أمكنة كبرتُ فيها، وكبرتْ فى ذاكرتي، وكأنها الأرض الأولى لشتلات قصائدى التى نمت وترعرعت تحت وطأة ظروف طبيعية وغير طبيعية قاسية وعدوانية وقاحلة.. لكل ذلك أردت أن أعكس رؤية الطفل الذى لا يكبر فيّ على الأماكن, بجمالية نفسية لا تتعدى سور الحقيقة والواقع والتاريخ، لكن بتفاصيل الرؤية والرؤيا، مرة بعين طفل، ومرة بذاكرة ألمٍ عارف اختبر المكان الكردى من أساساته، لذلك جاءت مجموعتى الأخيرة "وسيلة لفهم المنافي" امتداداً لهذا الألم الممتد من مسقط رأسى "عامودا"، مروراً ب "شنكال"، وانتهاءاً ب "كوباني".

مازلتُ أحن إلى نفس المكان، وإلى نفس الألم، كلما شدّنى الحنين إلى أمى التى ترقد منذ أعوام طويلة فى مقبرة عامودا، منتظرة يدى التى ستسقى الأشجار التى زرعتها ذات يوم حول مقبرة العائلة.

 

> أصدرت هذا العام كتابا عن شيركو بيكس. لماذا رفعت بيكس وحده الى مصاف العظماء, وهل لهذا دور بعلاقته بالمقاومة الكردية ؟

- شيركو بيكس تجربة شعرية وإنسانية معاً، ومن المستحيل أن تتكرر هذه التجربة مرة أخرى. قبل أن أعمل معه بأعوام طويلة كتبت عنه دراسات عدة، مع بعض الحوارات المقتضبة لبعض الصحف والمجلات. كنت حينها أعرف بيكس الشاعر فقط، لكن عملى معه فى مؤسسة واحدة، وفى مجلة واحدة، أظهر لى أيضا الجانب الإنسانى العظيم.

الموت المفاجئ لهذه الأسطورة الشعرية جعلنى أعيد كتاباتى وذكرياتى من جديد، فكلما أعدتُ قراءة أعماله الكاملة ازددت حباً فى هذا الشاعر الصديق، وما كتابى عنه سوى جزء بسيط عن هذا الوفاء.

و أحب أن أوضح أن شيركو بيكس "البيشمركه" لم يحمل السلاح، ولم يحاول قتل أحد، ولم يكن فى نيته أن يقتل من دمر بيته ووطنه. كان بيكس فى ذلك الوقت من الشعراء الكبار، وكان مطلوباً حياً أو ميتا من قبل النظام العراقى بسبب قصائده عن الكرد و الثورة الكردية، والتى لعبت دوراً كبيرا فى المقاومة الكردية، لذلك لم يكن أمامه سوى ممارسة دوره الطليعى فى الإذاعة الكردية فى الجبال وعلى جبهات القتال.

لم يكن لبيكس دور سياسي، حتى عندما كان وزيراً للثقافة فى أول حكومة كردية فى اقليم كردستان، وما استقالته من الوزارة بسبب بعض الخروقات الديمقراطية سوى دليل على أنه كان مبدعاً كبيراً وانساناً عظيماً. لذلك استطيع القول أن المبدع الكبير بيكس كان يتنفس الشعر عندما كان "بيشمركه"، وعندما كان وزيراً، وعندما كان رئيساً لمؤسسة سردم.. وهذا ما جعل من قصيدته صوتاً حقيقيا لمعاناة الشعب الكردى فى أغلب اللغات التى ترجمت إليها قصائده.

> لماذا تأخر النقد العربى فى الالتفات الى تجربة الشعر الكردى وبيكس تحديدا ؟

- فى كل زمان ومكان كان هناك نقاد عرب يؤمنون بمسؤولية الكلمة ولا ينحصرون فى الأفكار القومية العربية، وهم قلة لكن لا يستهان بهم رغم ذلك. لكن المشكلة الحقيقية ليست فى النقد العربي، بقدر ما هى مشكلة المترجم الكردي، إذ ليس هناك مشروع ترجمة فى جدول وزارة الثقافة فى كردستان. وكل ماترجم مؤخرا إلى اللغة العربية لايرقى للمستوى المطلوب.. أى أن المشكلة بالأساس فى الكرد الذين لا يعيرون الاهتمام لترجمة الابداع الكردى إلى اللغة العربية. وكل ما ترجم حتى الآن من الابداع الكردى لا يدخل إلا فى باب رفع العتب، وهو قليل جدا قياسا إلى الأعمال الابداعية المطبوعة.

 

> ترى فى كتاباتك ان لتركيا دورا اخطر على الهوية الكردية من العرب. كيف ذلك؟

- ازدواجية تركيا تجاه الكرد وتجاه العرب باتت واضحة للجميع. لدى الدولة التركية مشروع إخوانى لإعادة المنطقة برمتها إلى العهد العثماني. تركيا غير صادقة فى تقاربها مع الكرد، وغير صادقة فى عملية السلام المبرمة مع حزب العمال الكردستاني. لدى حزب العدالة والتنمية مشروع خبيث تحت عباءة الديمقراطية الهشة.

لدى العثمانى الصغير – أردوغان، حلم كبير إن تحقق سيكون خطرا على الهوية العربية أيضاً. وسوف يثبت التاريخ أن حزب العدالة والتنمية يمثل خطرا كبيرا على المنطقة بشكل عام.

 

> هل يمكن الرد على الاتهامات التى تتحدث عن أن الاكراد يريدون إضعاف الدولة المركزية فى كل من سوريا والعراق ،وانهم بذلك عن قصد او بدون قصد يشاركون فى المشروع الأمريكى الغربى القديم بتقسيم المنطقة على أساس طائفى وعرقي؟

- من حق الكرد فى العراق وسوريا اقامة دولتهم القومية. وفى الدستور العراقى مايثبت لكرد العراق حق الانفصال. لكن فى الواقع الكرد فى العراق وسوريا لا يريدون الانفصال. وعندما وصل السكين إلى العظم فى حكومة نورى المالكي، لم يبق أى خيار آخر لدى الكردي, فالحرب التى مارستها حكومة المالكى على كردستان العراق لا تقل ضررا وبشاعة عن حروب صدام حسين القذرة.

وكل ما يقال عن دور الكرد فى تقسيم المنطقة وفق مشروع أمريكى – غربى هو دعاية مجانية من بعض القوميين العرب لإثارة النعرات الطائفية والعرقية.

الكردى طوال تاريخه انسان مسالم، وفى نفس الوقت لا يقبل الظلم. ولوكان فى نيّة كردستان العراق الانفصال لانفصلت بعد سقوط بغداد.. لكن للأسف الشديد لا أحد يذكر أن الكرد كانوا السبب الرئيسى لعدم سقوط الدولة العراقية، وهى حقيقة يعرفها القاصى والداني.

أحب أن أضيف أن الكرد صمام أمان للمنطقة العربية، بدليل أنها تحارب دولة داعش الإرهابية نيابة عن الدول العربية والعالم.

حلم الكرد فى العراق وسوريا أن يعيشوا مع العرب فى دولة ديمقراطية، سواء كانت فيدرالية أو كونفيدرالية، وكل مايقال عن الانفصال نوع من المهاترات السياسية.

 

> حسابات السياسة والمصالح الاقليمية والعالمية والمصالح تجعل انشاء دولة كردية كبرى خطرا على اربع دول. فهل صارت الدولة حلما مستحيلا؟ وهل من الممكن أن يقبل الاكراد بحلول وسط ؟

- الكرد أمة سلام لا أمة حرب. بإمكان الكردى الدفاع عن أرضه وعرضه وشرفه وكرامته حتى آخر نقطة دم. سآخذ هنا نموذج كردستان العراق على صعيد الأمن والاستقرار والازدهار. فطوال العقدين الماضيين برهنت للعالم أجمع مدى انفتاحها على الدول العربية. النموذج الثانى وهو كردستان سوريا، التى أدارت مناطقها الكردية فى ظل الثورة السورية المستمرة حتى الآن، دون أن تلطخ سمعة الثورة السلمية. بقيت هذه الثورة سلمية حتى دخول داعش إلى كوباني.

أما من ناحية الدولة الكردية الكبرى، فكل الآراء تذهب إلى أن كل جزء من كردستان له ظروفه الخاصة، وعلى كل جزء التعامل مع محيطه حسب المعطيات الموجودة على الأرض. المقصود هنا، أن كردستان الكبرى ليست حلماً، فى ظل المستجدات الأخيرة، وخاصة مع وصول قوات البيشمركه إلى مدينة كوباني. ورغم ذلك أكرر أن الكرد لا يريدون الانفصال بقدر مايريدون العيش فى ظل دول ديمقراطية تعترف بالحقوق الكردية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق