مصر الرقمية .. تجربة ثرية

لم تكن المرة الأولى التى أتعامل فيها مع بوابة مصر الرقمية، ولكن تلك المرة كانت أفضلها، هناك دائما تطوير للأفضل يتم دوما، فمع تجديد رخصة السيارة منذ أيام، وجدت نموا رائعا فى آليات العمل، تمكنك من متابعة طلبك بيسر وسهولة، وتجعلك تعرف ماهية الخطوات التى تتم، دون عناء يمكن أن يٌذكر.

يوم الأحد الأول من يونيو، قدمت طلبا من خلال بوابة مصر الرقمية لتجديد رخصة السيارة، ودفعت جميع الرسوم، من دفع قيمة مخالفات السيارة، وتجديدها، ويوم الأربعاء 4 يونيو، كانت رخصة القيادة قد وصلت إلى منزلي. خلال تلك الفترة كنت أتابع الطلب من خلال متابعة الشحنة على موقع البوابة، يمكنك الولوج لموقع هيئة البريد المعنية بتوصيل شهادة براءة الذمة ( المخالفات )، فبعد دفع قيمتها سيظهر لك رقم مرجعى « هو رقم الشحنة التى تتابعها حتى تصل إليك الشهادة» و كذلك الحال مع رخصة القيادة.

ستصل إليك شهادة براءة الذمة ثم تليها الرخصة تباعا، وكما قلت لكل منهما رقم مرجعى يمكن متابعته من خلال موقع هيئة البريد، وهو يخبرك على مدار الساعة بمكان الشحنة فى وقت المتابعة، حتى تصل لمندوب بريد المكتب التابع لها محل إقامتك. هذا إذا اخترت أن تصل لمنزلك، لأن هناك اختيارا آخر، وهو الاستلام من مقر وحدة المرور التابع له. وفى كل الأحوال يمكن الرجوع للرقم الساخن لموقع البوابة إذا احتجت للتواصل استفهاماً عن خطوة قد تكون غامضة. الرسوم المطلوبة لوصول الرخصة للمنزل ليست كبيرة مقارنة بقيمة الخدمة المقدمة، لكن بقى أن تعرف أن هناك شروطا لتجديد رخصة السيارة عبر موقع بوابة مصر الرقمية، منها عدم اشتراط الفحص للسيارة، وشروط أخرى يمكن الاطلاع عليها عند الدخول على الموقع، الذى يشترط للدخول عليه و التعامل من خلاله أن يكون لك صفحة خاصة بك، ومن ثم يطلب منك بعض البيانات التى توثق بها صفحتك، وبها تدخل على الموقع بصفة دائمة لتستفيد من خدماته الكثيرة.

فكرة توثيق صفحة خاصة بك مهمة، حتى تحتفظ فيها بكل ما يتعلق من بيانات أو خدمات طلبتها أو سوف تطلبها، كما تيسر لك الولوج إلى ما تريد بسهولة. وتلك نقطة أنتقل بها لمهام أخرى أرى أنه من الضرورى الاستفادة بها من موقع بوابة مصر الرقمية، ولكن فى البدء أرى أن أشير إلى أن مصر الرقمية تقدم عددا كبيرا من الخدمات المهمة منها تجديد رخصة السيارة و بطاقة الرقم القومى وتعديل بيانات بطاقة التموين، وخدمات أخرى متنوعة تخص المرور، والتموين، الشهر العقاري، الضرائب العقارية، خدمات الأسرة، التعليم، التأمينات الاجتماعية، البريد، السجل التجاري، دار الافتاء، الأحوال المدنية، القضايا، الأوقاف، أملاك الدولة، المحاكم الاقتصادية، وزارة العمل. ويجرى التعامل مع الكهرباء، والإسكان الاجتماعى من خلال هذا الموقع المهم. وكما ذكرت أنتقل لمهام أخرى قد تكون شديدة الأهمية يمكن أن تقدمها بوابة مصر الرقمية، لتسهل بها على المواطنين خاصة كبار السن. فكما يعلم عدد كبير منا، تٌجرى فى بعض الأحيان امتحانات لبعض الطلاب عن طريق الأون لاين، وهو امتحان يقوم بتأديته الطالب أمام جهاز الكمبيوتر المحمول، وهو جالس أمام الكاميرا الخاصة به، وفق شروط معلومة و بسيطة، تمكن الممتحن من التأكد من شخصية الطالب الذى يؤدى الامتحان، وكذلك متابعته أثناء الامتحان. هناك بعض الإجراءات التى تطلبها البنوك للتأكد من وجود صاحب الحساب حيا يرزق كل عدة سنوات، فيضطر للذهاب لأحد فروع البنك منتظرا دوره، وقد يأخذ وقتا طويلا جدا، حتى يجلس أمام المختص لمراجعة بعض البيانات، منها وجود بطاقة للرقم القومى تكون سارية على سبيل المثال.

الاقتراح هو إتاحة فرصة تسجيل لقاء من خلال كاميرا الكمبيوتر وفق قواعد معينة يتم الاتفاق عليها، يتم من خلال اللقاء مراجعة كل البيانات المطلوبة و توثيقها بشكل منضبط، ليتم الرجوع إليها من البنك المختص حال طلبها، وذلك بعد دفع رسم معقول و مقبول يمكن للمواطن البسيط دفع قيمته دون أن يرهقه. وأثق أننا نملك من المؤهلين من يمكنهم تنفيذ تلك الفكرة بمهارة فائقة. ولو تخيلنا تنفيذ تلك الفكرة، سنتخيل ما يمكن أن توفره على عدد لا حصر له من المواطنين يذهبون يوميا للبنوك فقط من أجل تحديث البيانات، ولو تم تنفيذ الفكرة عبر مصر الرقمية، بكل تأكيد سيخف الزحام عن البنوك، وستخف المعاناة عن كاهل المواطنين، فى تلك النقطة، بل يمكن تعميم الفكرة والاستفادة منها فى أٌطر أخرى منها التأمينات الاجتماعية التى تحتاح بين حين وآخر للتأكد من وجود المؤمن عليه على قيد الحياة. وأثق أننا من خلال تنفيذ تلك الفكرة سنعمم الاستفادة بها فى مناح كثيرة أخري، وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن عدد المشتركين فى بوابة مصر الرقمية قد تخطى الـ 8 ملايين مواطن و ذلك فى أبريل 2024. أما عدد كبار السن فوق الـ 60 عاما فقد وصل لـ 9.3 مليون مواطن حتى عام 2023، من الممكن أن يكون الرقم قد ارتفع فى الوقت الحالي. وكما أن هناك بوابة مصر الرقمية، هناك بوابات أخرى مهمة، مثل بوابة شكاوى مجلس الوزراء، وبوابات أخرى تهتم بالمواطن وتسعى لتخفيف معاناته. وهذا يدل على التوجه المهم الذى تنتهجه الدولة فى التعامل وفق آليات تكنولوجية حديثة و متقدمة، من شأنها تيسير طرق التواصل بين المواطن والأجهزة الحكومية المختصة، بل ومع بعض الشركات الخاصة التى تقدم خدمات مهمة أيضا. لذا أتمنى النظر للاقتراح المقدم بعين الأهمية، لما له من تأثير إيجابى على شريحة مهمة من المواطنين خاصة كبار السن منهم، فالبعض منهم يعانى المرض.