تمهد مقاومة الأنسولين الطريق للإصابة بالعديد من المشكلات الصحية المزمنة، وتحديدا السمنة، والنوع الثانى من مرض السكر، ولا تقتصر مخاطرها على السكر فحسب، بل تمتد لتشمل أمراض القلب والشرايين، ارتفاع ضغط الدم، وحتى بعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون والمستقيم، والثدي، والبنكرياس.
وفى ظل الارتفاع المقلق لمعدلات هذه الأمراض عالميا، تبرز الوقاية كخط الدفاع الأول والأخير. فهى ليست مجرد خيار، بل ضرورة حتمية لتجنب مخاطر المشكلات الصحية المعقدة التى يمكن أن تقلب حياة الأشخاص رأسا على عقب. فكيف يمكننا أن نجعل الوقاية سلاحنا الأقوى فى مواجهة مقاومة الأنسولين وحماية من مشكلات صحية عديدة؟
تقول د. إيمان كامل استشارية التغذية العلاجية بمركز التميز للبحوث الطبية بالمركز القومى للبحوث إن مقاومة الأنسولين هى حالة تصبح فيها خلايا الجسم أقل استجابة للأنسولين، وهو هرمون يفرزه البنكرياس وينظم مستويات السكر فى الدم، وهناك علاقة وثيقة بين مقاومة الأنسولين والسمنة والسكر، حيث تؤدى دهون الجسم الزائدة، خاصة حول منطقة البطن، إلى مقاومة الأنسولين، ويحدث هذا لأن الخلايا الدهنية الزائدة تطلق مواد كيميائية التهابية يمكن أن تعطل مسارات إشارات الأنسولين.
وتضيف أن مقاومة الأنسولين تحدث عندما تصبح خلايا الجسم أقل استجابة للأنسولين، حيث ينتج البنكرياس المزيد من الأنسولين للتعويض ومع مرور الوقت، قد لا يتمكن البنكرياس من مواكبة الطلب، مما يؤدى إلى ارتفاع مستويات السكر فى الدم، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني. وتعتبر مقاومة الأنسولين عاملا رئيسيا فى تطور مرض من النوع الثاني، وذلك لانه حينما تكون خلايا الجسم مقاومة للأنسولين، يتراكم الجلوكوز فى مجرى الدم، مما يؤدى إلى ارتفاع مستويات السكر فى الدم.
وتشير د. إيمان إلى أن الفحوص المطلوبة للكشف عن مقاومة الأنسولين من أهمها اختبار الجلوكوز الصائم والذى يقيس مستويات الجلوكوز فى الدم بعد صيام ليلة كاملة، واختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم ويقيس مستويات الجلوكوز فى الدم بعد تناول مشروب سكري، وكذلك اختبار مقاومة الأنسولين وهو يقيس مستويات الأنسولين فى الدم بعد صيام ليلة كاملة واختبار الهيموجلوبين الجليكوزيلاتى ويقيس متوسط مستويات الجلوكوز فى الدم على مدى الشهرين إلى الثلاثة أشهر الماضية.
وتؤكد د. إيمان ضرورة إجراء فحوص مقاومة الأنسولين لبعض الفئات منها الأشخاص الذين يعانون السمنة، حيث يجب فحص الأشخاص الذين يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم 30 أو أعلى للكشف عن مقاومة الأنسولين والسكر، والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلى من السكر أو مقاومة الأنسولين، وكذلك يجب فحص الأشخاص الذين يعانون أعراضا معينة مثل زيادة العطش والتبول، التعب، أو عدم وضوح الرؤية.
وتوضح استشارى التغذية العلاجية أهمية وضع نظام غذائى صحى للأشخاص الذين يعانون مقاومة الأنسولين العالية يركز على الأطعمة الكاملة غير المصنعة مثل الخضراوات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية، كما أن تقليل تناول الكربوهيدرات يساعد فى تحسين حساسية الأنسولين. وكذلك يمكن أن يساعد النظام الغذائى الغنى بالألياف فى تحسين حساسية الأنسولين واستقلاب الجلوكوز.
وتنصح د. إيمان بتناول الدهون الصحية مثل الأفوكادو، المكسرات، وزيت الزيتون فى نظامك الغذائي، وتقليل الأطعمة والمشروبات التى تحتوى على سكريات مضافة، مثل المشروبات السكرية والفطائر المخبوزة.
ومن أهم الأطعمة التى يجب تناولها للوقاية من مخاطر مقاومة الأنسولين الخضراوات الورقية مثل السبانخ، الكرنب، والخردل والتوتيات مثل التوت الأزرق، الفراولة، والتوت الأحمر، والأسماك الدهنية مثل السلمون، التونة، والماكريل والمكسرات والبذور مثل اللوز، الجوز، وبذور الشيا، والحبوب الكاملة مثل الأرز البني، الكينوا، وخبز القمح الكامل.
كذلك من الأطعمة التى يجب الحد منها أو تجنبها: المشروبات السكرية مثل الصودا، مشروبات الطاقة، والشاى أو القهوة المحلاة، وكذلك الكربوهيدرات الموجودة فى الخبز الأبيض، الوجبات الخفيفة السكرية، والمعجنات المخبوزة، وكذلك اللحوم المصنعة مثل الهوت دوج، واللحوم المصنعة.
رابط دائم: