حى خان الخليلى واحد من 38 سوقا كانت موزعة أيام المماليك على محاور القاهرة، ويقع وسط المدينة القديمة، ويبلُغ عُمره 600 عام، ويُعتبر من أقدم الأسواق بالشرق الأوسط، وما زال مُحتفظًا بمعماره القديم مُنذُ عصر المماليك ويتصدره مقهى الفيشاوى الشهير. ويعد أفضل متع التجوال عبر الأزقة المتراصة كحبات عقد، المتداخلة كقوس قزح متعدد الألوان، والمبنى بفلسفة معمارية فريدة، فالأرض مبلطة بحجر بازلتي أسود لامع، والسوق مسقوف بخشب تحدى الزمن، والشمس تتسلل إلى حوانيت عديدة تشكل مع بعضها سراديب مليئة بالكنوز والتحف النادرة، والمصنوعة بمهارة. ولكن حرف الخان مهددة بالانقراض إذا لم تتوسع. وبالفعل أصبحنا نجد أن معظم منتجات الخان (الفرعونية والإسلامية) صناعة صينية.
ومن ثم وجب علينا محاولة محاكاة هذا الخان بشكل عصرى ومتطور يضمن استمرارية الفنون الفلكلورية العتيقة بإنشاء مدينة خان الخليلى الجديدة بالعاصمة الإدارية، الذى يدر دخلا سياحيا للعاصمة. ونعتبره ضرورة لإحياء الصناعات التقليدية المهددة بالاندثار بما يساعد على تطويرها بتقنيات حديثة وتسويقها عالميا وبأسعار تنافسية، ويأتى اتساقا مع موافقة الرئاسة 2021 على إقامة مدينة الذهب والحلى بالعاصمة الإدارية الجديدة، بما يدعم الحرف اليدوية وصناعة الحلى والذهب فى مصر، وتوفر المدينة 400 مصنع وورشة فنية لإنتاج الذهب، و150ورشة تعليمية لإنتاج جيل جديد مبدع من مصممى الحلي. وعلى نفس النمط نقترح إقامة مدينة خان الخليلى الجديدة للصناعات والحرف الفنية مثل فن الخيامية ورسومه المميزة وصناعات النول والسجاد والكليم اليدوي، والتطعيم بالصدف، وفنون الأرابسك وإشغال الخرز، ونحت العظام، وفن اللصق أو الكولاج (وقد تتضمن استخدام البذور والقماش والورق والصور الفوتوغرافية وأى مواد أخري)، والتفصيل، والتطريز، والتريكو، والكروشيه، والنقش على المعادن، والمنسوجات، والبستنة، والحياكة، والخشب المطعم، وصنع الأدوات المعدنية، والفسيفساء، والتطريز، وصناعة الفخار والخزف، والأحذية، والخياطة، والزجاج الملون، والمشغولات الفنية الخشبية، والنحاسية والفضية والذهبية، ونفخ الزجاج والعقود والسبح، وفن الرسم والتصوير، وصنع الخوص/الغلال (الأسبتة) والطبول..إلخ. ويكون تبعية المدينة إلى المشروع القومى لوزارة الثقافة عبر إقامة مراكز/مشاغل لتعليم الحرف اليدوية تهدف إلى إحياء أمجاد ماض عريق، والذى يحل مشاكل الفئات الأقل حظا فى فرص التعليم والتنمية وحققت نجاحات خاصة فى الأماكن الشعبية وتمول من صندوق التنمية الثقافية مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ويمكن الاستعانة بحرفيين قادرين على استيعاب التقنيات الحديثة وإبداع منتجات مستوحاة من التراث ولديهم المقدرة على ابتكار وتصميم وتنفيذ الوحدات. ومدينة خان الخليلى الجديدة المقترحة بالعاصمة الإدارية بمنزلة تقدير لتاريخ الفنون المصرية والحرف والطوائف البسيطة وإحياء الصناعات كثيفة العمالة لخفض البطالة وتطويرها بالتقنيات الحديثة التى تحسن هذه الصناعة وتحميها من الاندثار بورش فنية وتعليمية ومدارس للهواة ترويجية للسياحة بالعاصمة فى «بيوت الفن المصري» ونحمى فى نفس الوقت الهوية الثقافية والدينية التى تميز حضارتنا.
د.عبير بسيونى ــ وزير مفوض
رابط دائم: