رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

أحد أسباب الرخاء الاقتصادى

هند السعيد

تعد مشروعات تدوير المخلفات الزراعية من أهم المشروعات التنموية والمستحدثة التى تتجه إليها الدولة بقوة، والتى يمكن من خلالها تنمية القطاع الزراعي، حيث تمثل المخلفات الزراعية موارد اقتصادية وبدائل فعالة فى توفير العديد من المنتجات مثل «السماد العضوي» و»الأعلاف» والمواد اللازمة لصناعة «الورق»، كما تمثل المخلفات الزراعية النباتية والحيوانية ثروة اقتصادية حقيقية نظرا لكمياتها التى تصل إلى 50 مليون طن سنويا.
وتقوم وزارة الزراعة بتفعيل دور الإرشاد الزراعى فى توعية أصحاب المزارع بأهمية مشروعات تدوير ومعالجة المخلفات الزراعية، حيث أثبتت أنها مربحة وذات جدوى اقتصادية، والاتجاه نحو الزراعة النظيفة، وتشجيع القطاع الخاص وشباب الخريجين للعمل فى مجال تدوير المخلفات الزراعية من خلال توفير التمويل اللازم بشراء معدات التدوير وتدريب الشباب على استخدام تلك المعدات.
دكتور السيد جاد أستاذ بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعى بمركز البحوث الزراعية، أكد أن المخلفات الزراعية هى منتجات ثانوية داخل منظومة الإنتاج الزراعى التى يجب تعظيم الإستفادة منها بتحويلها إلى أسمدة عضوية أو أعلاف أو غذاء للحيوان أو طاقة نظيفة (متجددة) أو تصنيعها لتحقيق الزراعة النظيفة، وحماية البيئة من التلوث وتحسين المنتجات الزراعية وتوفير فرص عمالة بالقطاع الزراعى وبالتالى تحسين الوضع الاقتصادى والبيئى ورفع المستوى الصحى والاجتماعى بالريف.
وأضاف أن هناك أنواعا للمخلفات الزراعية منها الحقلية والتصنيع الزراعى والمختلطة، مشيرا إلى أهمية الجوانب الفنية والعملية لتدوير النواتج الثانوية الزراعية، حيث إن إنتاج الأعلاف الحيوانية غير التقليدية  يعمل على تحقيق الشبع الميكانيكى للحيوانات نظرا لارتفاع محتواها من الألياف ( السيليلوز ــ الهيميسيليلوز)، والتى تقوم بتكوين البروتين الميكروبى وهو بروتين مرتفع فى قيمته الحيوية، ومن هنا تنشأ أهمية إثراء قيمتها الغذائية وتحسين كفاءة الهضم حتى يمكن إحلالها جزئيا محل العلف المركز فى تغذية الحيوانات، مما يعمل على خفض تكاليف عملية التغذية وتقليل مساحات الأراضى المنزرعة بمحاصيل العلف والتوسع فى قطاع الإنتاج الحيواني.
وأضاف أن إنتاج الأعلاف التقليدية والأسمدة العضوية من المخلفات الزراعية من خلال اتباع أساليب تكنولوجية مختلفة يستلزم تحسين القيمة الغذائية من هذه المخلفات باستخدام الاساليب والتقنيات الحديثة والتغلب على بعض مشاكل الأعلاف وتحويلها إلى أعلاف سهلة الهضم ومن أهم الأساليب التكنولوجية المستخدمة فى تصنيع الأعلاف ذات القيمة الغذائية العالية أسلوب المعاملة البيولوجية، استخدام قش الأرز فى إنتاج الأعلاف، من خلال تنمية حبوب الشعير على القش: ويتم فى وحدة إنتاج بسيطة التجهيز، تتيح إمكانية الزراعة على القش (أى الزراعة بدون تربة ) لإنتاج العلف الأخضر من حبوب الشعير والقش خلال 10 أيام فقط ومن مميزاتها أنها اقتصادية فى استهلاك المياه، حيث تستهلك 2 % من المياه المستخدمة فى الزراعة، خالية من المسببات المرضية، اقتصادية فى مساحة الأرض، حيث تشغل الوحدة مساحة 24 مترا مربعا واقتصادية فى توفير العمالة وتنتج 350 كجم/اسبوع، ويتميز هذا العلف بارتفاع نسبة البروتين التى قد تصل الى 12%علاوة على سهولة هضم العلف وغناه بالطاقة.
وأشار إلى أن الدولة تسعى حاليا وبقوة لإنتاج «سماد عضوي» وهو السماد الناتج عن الكمر الهوائى للمخلفات النباتية (قش الأرز والأحطاب وعروش النباتات ونواتج تقليم الأشجار وغيرها) مع خلطها بالروث الحيوانى وهو يشبه فى مظهره السماد البلدى المتحلل جيدا مع خلوه من الروائح الكريهة وارتفاع محتواه العضوى والنيتروجيني، والذى يعتبر مخزنا رئيسيا مستمرا للعناصر السمادية الضرورية لنمو النباتات، ويعمل على تحسين كفاءة  الإنبات والإزهار والإثمار والنضج فى النباتات، وإمداد التربة بالكائنات الحية الدقيقة التى تعمل على تثبيت نتروجين الهواء الجوي، كما يحمى سطح التربة من الإنجراف بالمياه والرياح والاحتفاظ بالرطوبة ويعمل على زيادة قدرة الأراضى الرملية على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية وعدم فقدها.
وأكد أهمية استخدام المخلفات النباتية وتدويرها إلى اسمدة «الكمبوست» من خلال إجراء عملية «تخمر» هوائى للمخلفات العضوية النباتية مثل قش الأرز والأحطاب والأتبان وعروش الخضر ونواتج تقليم الأشجار، وينتج عن ذلك تحسين خواص التربة وتحسين النفاذية وزيادة مسامية التربة والمحافظة على درجة حرارة التربة، علاوة على خلو هذا النوع من الأسمدة من المسببات المرضية والنيماتودا وبذور الحشائش وعدم احتوائه على العناصر الثقيلة الموجودة بالأسمدة الكيماوية التى تزيد من تلوث التربة والنبات والمياه الجوفية.
طاقة نظيفة وخفض الاستيراد
وأكد أن الدولة تحاول توفير مصادر للطاقة النظيفة لتقليل الإستيراد وتوفير العملة الدولارية، ويأتى ذلك أيضا من المخلفات الزراعية، حيث يتم إنتاج «بيوجاز»،  والذى يعد طاقة نظيفة ورخيصة ومتجددة ويعمل على حماية القرى من الحرائق ورفع المستوى الصحى وحماية البيئة من التلوث، لافتا إلى أن المخلفات النباتية مثل عروش الخضر وسيقان الموز وبجاس القصب والحطب وقش الأرز ومخلفات الصناعات الغذائية تصلح أيضا لإنتاج البيوجاز.
 وأوضح جاد، أن هناك اهتماما متزايدا فى الكثير من الدول لاستخراج الوقود الصناعى من المخلفات العضوية والتى تشمل نفايات المدن والنفايات الصناعية والتجارية والنفايات الزراعية والسماد العضوى، وتجرى عملية تحويل القمامة إلى «غاز حيوي» و»سماد عضوي» بطحنها وخلطها بالمياه، ثم تغذية أقبية التخمر اللاهوائية بهذا المعلق، ويجرى التفاعل بمعزل عن الهواء بفعل بكتيريا الميثان التى تحول جزءا من الكربون العضوى فى القمامة إلى غاز قابل للاشتعال يتركب من ميثان.
وعن الآثار الإقتصادية والاجتماعية والبيئية الناتجة عن تدوير المخلفات الزراعية، قال إن استخدام المخلفات بالطرق المختلفة فى حالة إنتاج الأعلاف لتغذية الحيوان يؤدى إلى إنتاج أعلاف بتكلفة تقل عن الأعلاف المنتجة من المكونات التقليدية وتؤدى حصيلة إنتاج الأعلاف بهذه التقنيات من المخلفات إلى وفرة مكونات أخرى تؤثر مباشرة فى الناحية الاقتصادية مثل وفرة جزء من الحبوب التى يحتاجها الانسان والتى كانت تستخدم فى تصنيع الأعلاف، مما يزيد من كم الحبوب التى يمكن توفيرها لغذاء الانسان، كما يؤدى استخدام هذه الطرق فى معالجة المخلفات واستخدامها كأعلاف حيوانية إلى توفير بعض المكونات الأخرى التقليدية التى كانت تستخدم فى إنتاج الأعلاف مثل الردة أو النخالة، لاستخدامها فى أعلاف صناعة الدواجن مما يساعد على ازدهارها وخفض تكلفة إنتاجها.
 آثار اجتماعية وبيئية
وأضاف ان هناك آثارا اجتماعية لإعادة تدوير المخلفات الزراعية تتمثل فى زيادة الأيدى العاملة فى المواقع الريفية، حيث إن عملية جمع المخلفات تحتاج إلى أيد عاملة و بصورة موسمية، حتى لا يؤثر ذلك على قيام الأسرة الريفية بأداء دورها فى إنتاج المحصول الرئيسي، مما يتطلب ترحيل عمال على نسق عمال التراحيل مثلما يحدث فى موسم جنى القطن أو قطع قصب السكر، كما أن استخدام المخلفات الزراعية بالتقنيات الحديثة يزيد الوعى لدى المزارع بإمكانية استخدام النواتج الثانوية لمحصوله، مما ينعكس على زيادة دخله وتحسين مستوى معيشته وبالتالى دفعه إلى إكمال تعليم أبنائه والعناية بهم صحيا وتوفير مقومات الراحة والرفاهية بشراء الأجهزة المنزلية المختلفة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق