فى القناطر اجتمعت الخضرة والماء والوجه الحسن، لـ «نور» أجمل وأجدع ريس مراكب. فتاة تلقائية .. يتدفق كلامها بشكل عفوى كجريان ماء النهر .. تركت على شاطئه دراستها .. وهيلا هيلا .. شدت القلوع .. وقالت ما فيش رجوع .. المركب هى بيتها الثانى .. لا تهاب ظلمة الليل وسط هيبة ورهبة المياه الثقيلة .. يتعجب الأهالى ويتصورون أن قلبها ميت .. لكن من أين لهم إدراك سحر نداهة
النيل! .. أو البحر كما يحلو لنور أن تناديه .. تعشق رائحته .. فقد غزلت شباك الصيد طفولتها وملامحها .
تشعر أنها فى عالم مواز .. فتبدع من وحى الخيال .. تطفو فوق المألوف .. بدلا من المجداف تدفع القارب بساقيها .. ينبهر الجميع حتى والدها وأشقاؤها رغم رائحة الصيد التى تسكن أنوفهم .. يهتفون «يا معلمة البحر.. بياضة النيل .. ريسة القناطر» .. بعد أن كان لقبها الأول «قلب الكيك» فهى اليد الحنونة الخدومة الممدودة بكوب شاى دافئ وسط تيارات الرياح الباردة .
إذا نويت تطلع رحلة إلى القناطر لا يفوتك بجانب الشلالات والمتاحف .. رحلة نيلية بقارب تقوده الريس «نور» .. وفى الخلفية صوت الفنان محمد رشدى يردد « يا مركبى وبحرى ودارى يا حجاب حشيلوا فى غيابى .. والله صورتك دى تنفع تزين الجرانين».
رابط دائم: